|
جامعات الحاصل في جامعاتنا الذي لاتخفى مؤشراته ودلائله على أحد, الأمر الذي يتطلب منتهى الموضوعية والجرأة والشفافية في كشف المستور وكل أشكال الخلل في القطاع التعليمي في مستوياته المختلفة وبالتالي تقديم مشروع شامل لإصلاح جامعاتنا وهو أمر لا يجوز الارتجال به ولا التلكؤ أو التأخير في طرحه ومناقشته لأن مستوى التعليم والإنتاج المعرفي في جامعاتنا هو الذي يحدد أو يهدد مستقبلنا وسيادتنا الوطنية. وإذا كان أي منا لا يستطيع الادعاء أنه قادر بمفرده على تقديم مشروع كهذا فإن وضع الأسس والمرتسمات الحقيقية لهذا المشروع يتطلب مساهمة جميع العقول المفكرة وصاحبة الآراء البناءة في وزارتي التربية والتعليم العالي وخارجهما. ولذلك فإن ما سأطرحه الآن لا يتعدى جملة من المحاور والأفكار الأولية, لعلها تشكل منطلقاً لنقاشات ومساهمات لاحقة ترى النور على صفحات هذا المنبر الإعلامي لنخلص في النهاية الى تحديد المواجع والعقبات والأنماط السلبية السائدة من التفكير والإدارة في جامعاتنا من أجل تجاوزها وطرح البدائل الفعالة الكفيلة بتحقيق نهضة علمية شاملة تأخرنا في إطلاقها حتى إننا تأخرنا عمن سبقناهم في خمسينيات القرن الماضي, حيث لا نملك الآن في سورية جامعة واحدة مؤهلة لأن تكون ضمن مجموعة أفضل ثلاثة آلاف جامعة في العالم وذلك وفق سلم التصنيف العلمي العالمي الذي أعده باحثو جامعة شنغهاي الصينية. وعليه فإن الجهد الراهن سيتناول رصداً ومناقشة وتحليلاً ومساءلة في سلسلة من المقالات اللاحقة, المسائل التالية: واقع التعليم ما قبل الجامعي وضرورة إذكاء روح البعث في جميع مراحله. التعليم الجامعي-منهاجه-فلسفته. الاستاذ الجامعي. الطالب الجامعي ومعايير القبول. الإدارات الجامعية ومعايير انتقائها. استقلالية الجامعات. البحث العلمي: واقعه الراهن وضرورات تجاوز هذا الواقع. أولويات البحث العلمي في سورية. خلق بؤر التميز الجامعي والكشف عن الموهوبين. المؤتمرات العلمية والأنماط الحقيقية المطلوبة. المنشآت الجامعية (مكتبات-مخابر-مسارح-مدرجات-ملاعب). رأس المال الخاص وعلاقته بالتعليم الجامعي. البيانات والاستبيانات ومراكز الرصد والمعلومات في جامعاتنا. مرتكزات وغايات إصلاح التعليم والجامعات في الدول المتقدمة. آفاق مستقبلية. |
|