تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الزيارة.. سياسة واقتصاد

على الملأ
الأحد 13/7/2008
مصطفى المقداد

في وصول سيادته إلى الأراضي الفرنسية, تتغير علاقات, وتتبدل مواقف, فالرئىس الأسد هامة كبرى لها القدرة على الفعل والتأثير النوعي,نظرا لما يتمتع به من وضوح في الرؤية,

وعزيمة قوية قادرة على المضي قدما في تنفيذ تلك الرؤية.‏

ومع وصول سيادته الى قصر الاليزيه تنتهي فترة عارضة اتصفت بسيطرة المواقف الشخصية وتأثير العلاقات الخاصة على حساب علاقات المصالح المشتركة للدول, وتعود الى سابق عهدها روابط سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية تمتد عميقاً فيما بين واسطة العقد- سورية- وعاصمة النور والثقافة.‏

بالمختصر يجزم جميع المراقبين والمتابعين ان الزيارة تفتح آفاقاً لانشطة اقتصادية كبيرة, فضلاً عن الاسهام في ايجاد الحلول السياسية والدبلوماسية لكثير من القضايا الاستراتيجية والهامة التي تأخر احراز تقدم فيها بسبب ضياع البوصلة, وحالة التشويش في الرؤية, فكثير من الشركات الفرنسية, وخاصة العاملة في مجالات الطاقة تتطلع الى الاستثمار في سورية, فهي ما زالت ترى فيها المكان المناسب والمأمون لتنفيذ استثمارات عملاقة تجد سوقا محلية, اضافة الى الاستفادة من موقعها الرابط للعالم القديم على الطرق البرية و البحرية على السواء وتقف شركات صناعية كبرى في طابور الانتظار تنتهز التوقيت المناسب لإيجاد موطئ قدم لها في تصنيع الاسمنت والسكر والتعدين واعادة التوضيب وغيرها ..‏

وبالمقابل فإن المنتجات السورية , ولا سيما الزراعية منها, يمكن ان تجد رواجاً في السوق الفرنسية المتعطشة للقطن ا لسوري والفستق الحلبي, وزيت الزيتون والخضروات والفواكة الطازجة ذات المواصفات الطبيعية, والخالية من جميع المواد الكيمائية او الادوية المصنعة.‏

وباعتقادي ان تجربة التباعد السابقة كشفت المنعكسات السلبية لها, واستعادت توضيح موقع سورية على الخريطة السياسية والاقتصادية الاقليمية, ولذلك جاء هذا الكم من الاهتمام غير المسبوق في وسائل الاعلام جميعها , بعضها جاء اهتمامه اضطرارياً, ومعظمها يماشي الحدث وحجمه الذي يعكس القدرة السورية وموقع السيد الرئيس في ادارة العلاقات الداخلية والخارجية كعارف بالحقائق, ومؤمن بمقدرات وطنه وشعبه وحقه في الحفاظ على جميع حقوقه.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية