تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


حوار على الرصيف

أبجد هوز
الأحد 13/7/2008
معتصم دالاتي

التقيا مصادفة على الرصيف المحاذي لكراج فندق الفورسيزنز بدمشق, كان الأول ينتظر العامل الذي سيأتي له بسيارته من الكراج,

وكان الثاني في طريقه إلى السيرفيس الذي يمر فوق الجسر, حدقا ببعضهما بعضا ثم قال الأول:أنت فلان? أجاب الثاني:وأنت فلان, تصافحا بحرارة ثم قال الأول:من زمان ما التقينا, أجاب الثاني:من صف التاسع,وكنا نجلس على مقعد واحد, قال الأول:أخبرني شو عملت?قال الثاني: تخرجت من الجامعة فرع ر.ف.ك وحصلت على وظيفة في مكتب الحبوب, ومازلت في نفس الوظيفة.‏

سأل الأول: وكيف عايش? أجاب الثاني: مستورة,وأنت? قال الأول:? أنا تركت الدراسة ووجع القلب واتجهت إلى الأعمال الحرة, قال الثاني: كيف أمورك, انشاء الله بخير? أجاب الأول: يا أخي بدك الدغري, هالبلد ما عاد ينعاش فيه, والأسعار صارت نار تصور يا رجل, من أسبوع كانت خطبة بنتي الكبيرة, وعملتلها سهرة بالأوتيل, حزرك شو كلفتني هالسهرة ? والله فوق المليونين ونص مليون ليرة , يا رجل فستان الخطبة لوحده كلف ثلاثمئة ألف, يا رجل تصور أسعار المطاعم, أنا وثلاثة أربعة من رفقاتي نسهر كل كام يوم بالمطعم ونتعشى فيه, بتصدق إنه السهرة مع العشا صارت تكلف بين الخمسة عشر والعشرين ألف ليرة, يا أخي أنا بسافر لبرا كتير, كروت الطيارة دوبلت وزيادة كمان.‏

عمي قول أسعار الطيران عالمية, بس نحن ببلدنا غلا مو معقول, ابني أبو صف الثامن بياخد خرجية خمستالاف ليرة, يوم اثنين و الثالث بتكون خلصت الخمستالاف , بياخد غيرا, ابني أبو صف العاشر قال بدو بغرفته شاشة بلازما منشان مباريات الفطبول, بتصدق حطيت حقها خمسة وثمانين ألف, يا أخي كل شي ارتفع سعره,أمس البنت اشترت بنطلون جينز وبلوزة, بتعرف بكام? والله دفعت ثلاثة وعشرين ألف ليرة, صحيح أسعار السيارات نزلت, وبتلاقي سيارة بمليونين وبثلاثة ملايين أو أربعة بس, السيارة اللي بترتكب أغلى من هيك بكتير., مالي زمان مغير سيارتي,هلق بتشوفها, حزير قديش كلفتني? أخي بها البلد كل شي صار غالي, بتعرف شو سعر قنينة الويسكي اللي خرج تنشرب أم الطنعش سنة وفوق? والله عم باخدها بميي وسبعين دولار أمريكي, و هدا السيكار اللي شايفه بعينك, بتعرف بكام دولار? والا قناني البارفان والا الكرافيتات والصبابيط والقمصان والبدلات (السينيه).‏

يا رجل من مدة جددت عفش بيتي, والله كلفني البلاوي الزرقا, أخي بالموسم الماضي رحت على الحج, الله يطعمك الحجة, هاي فرض علينا, وفكرت إني ما جيب هدايا معي من الحج, حتى ما كركب حالي بالشناتي, وأنا معارفي كتار, وأكثرهم من المسؤولين, والهدية التقيلة ما بتضيع بدربهم, قلت بشتري هدايا الحج من الشام, أخي بالشام بتلاقي كل شي, بتعرف شو دفعت تمن الهدايا اللي عملت حالي جايبهن من الحج? والله أكثر من مليونين ليرة سورية, عمي بالمختصر المفيد هالبلد ما عاد ينعاش فيه ولا عاد ينسكن من كتر الغلا..هه..وصلت السيارة, اطلع معي لوصلك بطريقي, أجاب الثاني: شكراً, طريقي مو على طريقك, ثم تابع سيره باتجاه موقف السيرفيس .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية