|
|
شؤون ثقا فية وربما في التحليل الابداعي للعشق.. لماذا تعشق الأذن قبل العين أحيانا وماذا تعشق... وهل غادرنا العشق من النظرة الأولى...? أنغام تسبي العقل وتجعلك تحلق في عوالم أخرى بعيدة بعيدة هي الوقع الأنقى والأجمل على ( الاذن ) أصوات المغنين والمغنيات اللواتي سمعهن بشار وهام في حب إحداهن وقال فيها ما قال... ترى ماذا لو أن بشار بن برد زار حلب واستمع إلى الابداع الموسيقي فيها... ماذا سيقول...? ربما يحق لنا أن نؤيد بشاراً ونقول: الأذن تعشق دائماً وأبداً وجواز السفر إلى القلب والعقل هذا الابداع الساحر الذي يتحدث عنه. حلب بلاد الطرب, مصنع الالحان , منبت الانغام, حلب السميعة... حلب التي قصدها المبدعون الكبار الكبار في عالم الطرب والغناء لتباركهم ولتجيزهم حتى يقال: إن من إجازته حلب في هذا الفن فقد حلّق عالياً.. تاريخها الموسيقي وإبداعاتها المتراكمة في هذا المجال عبر مئات السنين هو موضع دراسة فريدة ومتنوعة صدرت في كتاب حمل عنوان( حلب بيت النغم) وهو من تأليف: جميل ولاية صدر الكتاب عن دار طلاس في دمشق. وفيه نقرأ تاريخاً جميلاً لمسيرة الابداع الموسيقي في حلب, يضاف إلى ذلك أن الباحث قدّم دراسته بأسلوب أكاديمي شائق يغريك بالإبحار في القراءة والمتابعة ولو لم تكن متخصصاً في الموسيقا. يقول الباحث: كتابنا هذا(حلب بيت النغم) أراه توطئة لأعمال أكبر وأشمل كل فصل من فصوله مدخل إلى أبحاث تتنوع غاياتها وتتعدد معطيات أهدافها وهو في الوقت نفسه ليس مطالباً بالتعرف للوقائع التاريخية والمنجزات العلمية التي تمتلىء بها كتب الموسيقا لأن غاياته ستفصح عن نفسها من خلال أبوابه وما تحويه فصوله استندت في تدوين هذا الكتاب إلى وثائق هامة صورة كانت أو صوتاً وحصلت عليها بعد بحث مضنٍ ويضيف ولاية: ونظراً لأهميتها أرى أن نشر كتبي التي استندت إليها تجعلني في حل من تحمل مسؤولية وجودها في حوزتي لان بعض تلك الوثائق فقدت من مكتبتي... مجتمع حلب والموسيقا.... في حلب يلازم النغم حياة الناس , في كل محطة من محطاتهم وهنا يقدم الباحث أمثلة على ذلك ويتوسع في الحديث عنها وإن كنا نقدم إشارات سريعة إليها فإن بإمكان الراغب في الزيارة أن يعود إلى الدراسة المذكورة أول محطات النغم هذه هي( الولادة) وفيها يولم الاب أو الجد أو كلاهما معاً ولائم تدوم سبعة أيام يدوم خلالها الفرح الذي تسوده الاغاني المبهجة, وقد تقوم بعض الفتيات (الخوجات) بالعزف والغناء والرقص , وفي الاسبوع الاول من عمره (الطفل) تأتي الترانيم التي تناغيه بها أمه. المناسبة الثانية هي (ظهور الأسنان) والثالثة هي(الختان) ومن المناسبات أيضاً الموسيقية(الخطبة) وبعدها( المليك) أي يوم امتلاك كل من العروسين للاخر, بعد ذلك (نقل الجهاز) ثم (التعليله) التي تسودها الاغاني والرقص ومشاهد مثيرة للضحك وغالباً تستمر لمدة أسبوع ... ثم بعد ذلك( الحفة) وحمام ما قبل العرس, ليلة الدخلة... هذه المناسبات الحياتية هي التي تقتضي الانفتاح على رحاب النغم الذي اشتهرت به حلب وقدمت للعالم أروع وأبدع الألحان. الموروث الغنائي... في الحديث عن الموروث الغنائي يتوقف عند: الليالي, القصائد المواويل, الأغاني ,الدراما الغنائية, حلب والقالب اللحني للدور المصري. ويرى المؤلف: أن ليالي حلب اليوم كما كانت في سالف الأزمان تطرز أطراف رحلاتها الغنائية! ياليل ياليل ياعين ياليلي يا عين... نداء يتكرر ويتكرر وتتوالى النداءات وتتالى تستعاد الكلمتان ولاتبديل لأحرفهما لحنهما هسهسة لايستبان لها غاية... بوح شغف تسكب الحنين في أفئدة عطشى يدغدغها الأمل فتضج الاحرف بفرح غامر رويداً رويداً.. وثمة أبحاث كثيرة قصدت لمعرفة مصدر الليالي, البحث عن أسباب انتشارها تأويلات لا حصر لها! أقاويل وأقاويل. |
|
