تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الكتاب.. أين أنا ؟!

طلبة وجامعات
الأربعاء 21-12-2011
كثير من يعتبر الطالب الجامعي شخص متميزاً من حيث مستواه الفكري عن غيره من الأفراد خصوصاً في مجتمعنا العربي، فيعتبره شخصاً أكاديمياً له معرفة واسعة ويجب الأخذ بآرائه.

هذه إذاً نظرة المجتمع للطالب الجامعي، فمن الواجب معرفة أن الدراسة الأكاديمية تختلف عن الثقافة الشخصية،فكم من خريج جامعي لا يفقه من العلم إلا ما درسه في مقرر أو كتاب جامعي،ومن هنا تأتي أهمية التشجيع على العلم كونه كتاباً لا شهادة يسعى فقط للحصول عليها.‏

وهنا ينادي الكتاب بأعلى صوته لشباب الوطن الذي يريد بناءه البناء السليم للعودة إليه، فهنالك الكثير من الكلمات بين السطور تنتظر قارئها ليبدع غيرها،فمن المعيب لجيل شاب أن يكون الكتاب بالنسبة له غريباً لا يوليه الاهتمام إلا بالمناسبات، فمن المجيب؟!‏

بيّن الطالب سالم من كلية الإعلام أنه لا يقرأ كثيراً ليس كرهاً بالقراءة بل لظروف يراها تمنعه من تثقيف نفسه بالشكل المطلوب فهو طالب عليه دراسة مناهج تعتبر مكثفة، إضافة إلى أنه كشاب متوسط الحال لا بد له من العمل إذا لم يكن معيلاً لأسرته أيضاً،وهنا أضافت الطالبة حنان من كلية الإعلام أنه لابد من وجود حل من الحكومة لهؤلاء الطلاب الذين يدرسون ويتعلمون فلنجاح البحث العلمي والثقافي للطالب لابد له من أن يكون متفرغاً للدراسة.‏

بينما لم تقتنع الطالبة سمر بأي عذر من الممكن تقديمه لتبرير البعد عن الكتاب، فلا حواجز تقف أمام الإرادة وما أجمل القراءة في الميكروباص، نعم هذا أسلوب الإنسان الغربي غير المستعد لإضاعة أي دقيقة من وقته، فلماذا لا نكون هكذا؟ وبدل البحث عن أعذار علينا البحث عن حلول.‏

قال الطالب محمد من كلية الآداب أنه محب جداً للقراءة لكنه وجد نفسه غير قادر على شراء الكتاب الذي يحلم بقراءته،وكحل لهذه المشكلة قام هو ورفاقه بتشكيل مجموعة سموها «محبي الكتاب» تعتمد سياسة هذه المجموعة التي تتكون من 30 شخصاً، شراء كتاب كل شهر من قبل أحدهم، أي شراء ثلاثين كتاباً يتبادلونها فيما بينهم خلال الشهر، وهكذا يكون الطالب قام بشراء كتاب وقرأ ثلاثين كتاباً،وتمنت الطالبة رغد من كلية الصيدلة أن تنضم لهذه المجموعة الشبابية التي تستحق التقدير،ورأت مع كل إيجابيات هذه المبادرة أنها فرصة حقيقية للتنافس والتشجيع بين الطلاب للقراءة، فمن كان يقرأ كتابين أو ثلاثة سيجد نفسه في مكان لا يقبل به إلا قراءة العشرات من الكتب.‏

قالتها الطالبة ميرنا من كلية التربية وهي تردد اسم الشاعر العربي محمود درويش الذي اشتهر بهذه المقولة، وهي تقول: ما المانع من هذا فالغذاء غذاء الروح لا الجسد فقط،وأضاف الطالب طارق من كلية الاقتصاد أنه من الضرورة بمكان وجود مكتبات ذات خدمات عالية تقوم بتسهيل وصول القارئ للكتاب المراد،وأكد الطالب علي على ضرورة وجود المكتبات المتخصصة، فهذا العصر لا مكان للمكتبات العامة فيه، والتي مهما احتوت على كتب وفي جميع الاختصاصات لا يمكنها أن تكون شاملة، فمن الممكن للمكتبة المتخصصة أن تكون شاملة، ولو لدرجة معينة.بينما أضافت الطالبة هنادي من كلية العلوم أنه لا داعي لأن تجوع من أجل شراء أي كتاب، فبالنسبة لها لا يعنيها الأمر كثيراً فطبق شهي يغريها أكثر من أي كتاب مهما كان.‏

هكذا كان رأي العديد من الطلبة الجامعيين بالكتاب الذي لا يستطيع أحد أن يقلل من شأنه في نهضة المجتمع وتطوره، والسؤال الحقيقي هنا ما المكانة الحقيقية للكتاب عند كل شخص؟!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية