تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مهمته الإشراف على تدريب وتدريس طلاب الدراسات العليا مستشفى الأطفال.. خبرات عالية وعمليات نوعية

طلبة وجامعات
الأربعاء 21-12-2011
فاتن دعبول تصوير :زياد فلاح

بعد جولته على بعض المشافي الخاصة لعلاج حفيده الذي لم يتجاوز عمره الشهر، واصطدامه بالأسعار التي باتت تناطح الخيال(تجاوزت المليون ليرة سورية) قادته نصيحة أحد الأطباء إلى مشفى الأطفال،

حيث تلقى الطفل العلاج مجاناً، وبالرعاية الكاملة وهو الآن سليم معافى والحمد لله.‏‏

هذا الطفل واحد من عشرات الأطفال الذين تستقبلهم مستشفى الأطفال كل يوم، وبمختلف الحالات والاختصاصات، ومن المحافظات كافة، كونه المستشفى الوحيد في سورية...‏‏

يقول د.مطيع الكرم مدير مستشفى الأطفال:‏‏

-يعد مستشفى الأطفال من أهم المراكز المتخصصة في أمراض الأطفال والرضع في سورية فهو يقدم الاستشارات الطبية والمعالجة اللازمة لجميع أطفال القطر السوري مجاناً، ويبلغ عدد الأسرّة فيه 439 سريراً موزعة على شعب عديدة من مثل شعبة الإسعاف والعيادات والإقامة المؤقتة، وشعبة الخدج والوليد، وشعبة الأمراض العامة، ومن الشعب أيضاً، الشعبة الجراحية، وشعبة أمراض الدم والأورام، وشعبة الأمراض الإنتانية والعزل، طبعاً بالإضافة إلى وحدة العناية المشددة، ووحدة غسيل الكلية والمخبر والتحاليل الطبية، ووحدة الأشعة(طبقي محور، مرنان، قثطرة قلبية).‏‏

خدمات علاجية‏‏

تحظى المستشفى بخبرات عالية المستوى على صعيد الاختصاصات الطبية كافة، الداخلية والجراحية، حيث تجرى في المستشفى بعض العمليات النوعية والمعقدة، وتقوم وحدة زرع الكلية فيها بإجراء عمليات زرع قد بلغ عددها حتى تاريخه 23 عملية زرع وجميعها ناجحة، كما تسعى المستشفى لتأمين الأدوية لهؤلاء الأطفال مجاناً حتى يصل الطفل لعمر 14 سنة.‏‏

وفي إطار التطوير والتحديث، تقوم الإدارة باستبدال بعض الأجهزة حسب رأي الطبيب الذي يعمل على الجهاز أو شراء أجهزة جديدة، من أجل تقديم الخدمات الأفضل ومن هذه الأجهزة( القثطرة القلبية، حواضن، أجهزة تنفس حديثة)، ومن ثم تجهيز مخبر زرع نقي العظام عند الأطفال... وتأمين بعض الأدوية السرطانية النوعية.‏‏

- ما الصعوبات التي تعترض العمل في المستشفى؟‏‏

- الضغط الكبير الذي نعاني منه لكونه المستشفى الوحيد المتخصص بأمراض الأطفال، وخصوصاً في شعبتي الخدج والوليد وشعبة أمراض الدم والأورام.‏‏

- ما المنهج الذي تتبعه إدارة المستشفى في متابعة طلاب الدراسات العليا؟‏‏

- يستقبل المستشفى طلاب الدراسات العليا للاختصاص بأمراض الأطفال وجراحتها للتدريب والحصول على المؤهل العلمي المطلوب في الاختصاص المذكور، كما يستقبل طلاب كلية الطب البشري من السنة الرابعة والسادسة، وطلاب وطالبات مدرسة التمريض والمعاهد التابعة لكلية الطب البشري.‏‏

أما تعليمات العمل في المستشفى للأطباء المقيمين (طلاب الدراسات العليا) فهي موضوعة منذ تأسيس المستشفى ضمن أسس وواجبات وحقوق الأطباء المقيمين، فدوامهم يبدأ من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الخامسة مساءً، وتبدأ المناوبة الساعة الخامسة مساء وتنتهي الساعة الثامنة صباحاً، وتؤمن المستشفى لهم السكن والطعام.... وكلمة حق تقال، فطلابنا من خيرة الطلاب على مستوى القطر، ويكتسبون خبرات جيدة تحت إشراف أساتذة من ذوي الخبرات العالية...‏‏

وطلاب الدراسات العليا يتابَعون عملياً وإدارياً من قبل الأستاذ رئيس القسم ومعاون المدير العام للشؤون الطبية، وطبعاً يجب أن نؤكد هنا على ضرورة التفرغ لأعضاء الهيئة التدريسية، وإلغاء الازدواجية نهائياً في العمل بين القطاع العام والقطاع الخاص ليتفرغ الطبيب للعمل فقط في مشافي القطاع العام، وبكامل الدوام دون أن يكون مرتبطاً بعيادة خاصة أو مستشفى خاص وبالتالي محاسبة المقصرين.‏‏

أكاديمي بالدرجة الأولى‏‏

ويبين د. ماجد خضر، اختصاص أمراض الدم والأورام وزرع النقي عند الأطفال، أن المستشفى هو أولاً مستشفى أكاديمي بالدرجة الأولى ومن ثم هو خدمي، للأطفال كافة، على اختلاف الاختصاصات، ويستقبل أغلب الحالات المستعصية من المحافظات جميعها، أما عن دور الأستاذ المشرف فيقول: دورنا كأعضاء هيئة تدريسية، الإشراف على تدريب وتدريس طلاب الدراسات العليا لمختلف السنوات، ويضاف لذلك الدروس السريرية لطلاب السنة الرابعة في كلية الطب...‏‏

وهذا يتطلب إقامة طلاب الدراسات العليا... على مدار 24 ساعة في المستشفى موزعين على الشعب كافة، ويقوم الأساتذة المشرفون بالجولات السريرية ومقاربة المرضى ووضع الخطط العلاجية المناسبة، ومن ثم يتم متابعة تطبيقها من قبل الطلاب والمقيمين من السنوات العليا الثالثة والرابعة إضافة إلى الجولات السريرية اليومية على طلاب السنة السادسة(طب بشري) خلال أوقات الدوام الرسمي يومياً، والاستشارات حسب الاختصاصات الفرعية....‏‏

وتتم الإجراءات عند استقبال المريض، حيث يجري له الاستجواب والفحص السريري والمقاربة التشخيصية من قبل الأطباء المقيمين(طلاب دراسات عليا3-4)ثم تعاد مقاربة المريض من قبل الأستاذ المشرف برفقة طلاب الدراسات، وبناء عليه يتم إجراء الفحوص المتممة للوصول إلى التشخيص المناسب بإشراف الأستاذ المشرف.‏‏

وهنا يجب التأكيد على دور المستشفى الهام في تدريب طلاب الدراسات العليا كونه المستشفى الوحيد الذي يستقبل معظم الحالات المستعصية والمعقدة، ما يكسب الطلاب الخبرات العالية من حيث الكم والنوع، فيما يخص أمراض الأطفال....‏‏

قصور الدراسة النظرية‏‏

رولا محمد ادريس، طالبة دراسات عليا سنة رابعة....متدربة في مستشفى الأطفال تقول:‏‏

أول ما يفاجأ به الطالب في المستشفى هو النظام المتشدد... ومن ثم نجد تفاوتاً كبيراً بين الدراسة النظرية وما يطبق بشكل عملي حيث تقدم المعلومات الضرورية لمزاولة المهنة على أرض الواقع... هذا جانب...وفي جانب آخر، نجد أن الوقت يستنفد جميعه في العمل والمناوبة فكل طلاب سنة معينة، مسؤولون عن طلاب السنة التي قبلها.... وهذا يتم بشكل هرمي، إلى أن تصل المسؤولية للسنة الرابعة، ليكون بمثابة مشرف عام، طبعاً يتم بإشراف الأستاذ المتخصص.‏‏

ورغم قيام المستشفى بمهام عظيمة، لكن هناك بعض الأمور التي تعيق العمل، مثل مشكلة سكن المقيمين، فلا يوجد سكن كاف ما يخلق ضغطاً على سكن المناوبين، وأيضاً فإن عدم مرافقة ذوي الطفل لطفلهم أثناء العلاج يخلق حالات عديدة من الصدام، فالأهل لا يملكون دراية كافية بوضع الطفل واحتياجاته، ما يسبب إرباكاً في العمل....‏‏

رغم أن إدارة المستشفى تنظر للحالات الضرورية والحرجة بموافقة ملازمة الأم لطفلها... وخصوصاً في حالات الأمراض السارية والمعدية....‏‏

والأهم من ذلك كله، أن هناك نقصاً بالتحاليل المخبرية والشعاعية ما يعرقل الوصول إلى التشخيص الكامل لذوي الحالات المعقدة مثل أمراض( الاستقلاب والعصبية)....‏‏

وثمة نقص في عدد الأسرّة لأقسام العناية المشددة، حيث يوجد فقط 14 سريراً و14 جهاز تهوية، وهذا يعد قليلاً قياساً لعدد المرضى المراجعين الذين يحتاجون العناية المشددة...‏‏

ونتمنى أيضاً توفير إمكانات أكبر لقسم إسعاف الحواضن، وتوفير إيكو بطن إسعافي وتصوير طبقي محوري إسعافي، حتى لا نضطر إلى إرسال المرضى إلى مستشفى المواساة.....‏‏

العلاقة تبادلية بين الأستاذ والطالب‏‏

ويؤكد د. إياد طرفة رئيس قسم الأطفال، أن العلاقة تبادلية بين الأستاذ المشرف وطالب الدراسات العليا.‏‏

فالطالب يقوم بالمهام الموكلة له، من متابعة المريض ومناقشة التشخيص مع الطبيب المشرف....‏‏

والجديد في هذا، أن سنوات الدراسة العليا أصبحت أربع سنوات بعد أن كانت سابقاً 3 سنوات، وهذا يضيف خبرات أكثر للطالب، ويغطي نواحي اختصاصية أكثر....‏‏

والجدير ذكره، أن الجميع يشهد بوجود قفزة طبية في المحافظات النائية، قوامها وعمادها خريجو الدراسات العليا حتى في النواحي الاختصاصية، ففي شعبة أمراض الدم والأورام على سبيل المثال، أصبح لدينا تشخيص مبكر، والمتابعة باتت جدية، والاعتماد على طالب الدراسات عن طريق متابعة الإنتانات والاختلاطات، الناتجة عن العلاجات تقدر بنسبة 100%.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية