|
البقعة الساخنة وبقيت هذه المرجعية قائمة إلى حين قيام العراق بغزو الكويت حيث بدأت تظهر في الحكومات التي درجت علىتبني القضايا العربية الكبرى وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، حيث كان يخصص جزء من الميزانيات العامة لمعظم الدول العربية لدعم المقاومة الفلسطينية، فضلاً عن اقتطاع نسبة من رواتب الموظفين والعاملين الحكوميين، وتخصيص ضرائب مباشرة أو غيرمباشرة، يتم تنظيمها واعتمادها في الإدارات والبرلمانات والحكومات كلها.. ومنذ لحظة الغزو الأولى بدأت تظهر.. شعارات واضحة تعادي العروبة أصلاً وتتخذ من الموقف الرسمي لمنظمة التحرير الداعم للعراق أساساً في بدء الحملة اللاحقة على كل من فلسطين وقضيتها وعلى العروبة وجوهرها في نهاية الهدف. وبالتتالي بدأت الحكومات تتنصل من مواقفها المرتبطة بالدفاع عن الحقوق الفلسطينية والمعاداة للصهيونية وكيانها العدواني وسادت نظرية الأمر الواقع بتفرد الفلسطينيين ومنظمة التحرير بداية ثم السلطة الفلسطينية لاحقاً بتمثيل أنفسهم وحدهم، وما يجمعهم، مع بقية الدول العربية إنما يندرج في إطار التعاون العربي. ودخلت مرحلة الصراع العربي- الصهيوني مرحلة أكثر خطورة مع دخول الفلسطينيين في مفاوضات مع الإسرائيليين، وتوقيع اتفاقيات متتابعة لم تفض إلى نتائج حقيقية، الأمر الذي سمح بتبرير إقامة علاقات لأكثر من حكومة عربية مع حكومة العدوان وقيام حالات من التعاون والتنسيق في أكثر من موقف. ومن الطبيعي أن يكون التنسيق ضاراً في مصلحة بقية الدول وخاصة الفلسطينيين أنفسهم، فلم يجنوا إلا مزيداً من الانتظار والخيبات فيما يستمر كيان العدوان في سلب الحقوق العربية، ومحاولة إخراجها خارج إطار الحقائق التاريخية.. وتأتي عمليات الحراك السياسي والاجتماعي في أكثرمن دولة عربية لتزيد من ابتعاد الرابط الأساس بين جميع أبناء الأمة العربية، وتناسي قضية فلسطين، والتسليم بالتخلي عنها عبر الاستفادة من حالة الحراك التي تلهب الشوارع العربية، وتوجه انتباهها نحو الداخل، ومحاولة تحويل اهتمامها الأساسي. |
|