|
نافذة على حدث والعميق لحقيقة مايجري من أحداث في سورية، فموسكو تدرك جيداً أن الأحداث المفتعلة في سورية ومحاولة تضخيمها هي من صنيعة بعض الدول الغربية وحلفائها في المنطقة. وبغض النظر عن مشروع القرار الروسي في مجلس الأمن الدولي، فإن الدبلوماسية الروسية ترتكز في نشاطها لحل الأزمة السورية على مرتكزات رئيسية عدة في مقدمتها المصالح الروسية العليا، وهذا أمر طبيعي في سياسة أي دولة، حيث تكون مصالح الدول محركاً رئيسياً لكل نشاطاتها الخارجية، في هذا السياق، كررت روسيا مجدداً موقفها الداعي إلى نبذ العنف أياً كان مصدره، وإجراء إصلاحات تخدم سورية وشعبها وتساهم في حل الأزمة، كما أكدت رفضها التدخل الخارجي، وهو الثابت الأهم في الموقف الروسي والذي لايبدو أن روسيا ستتراجع عنه تحت أي ظرف كان، لأن أي تدخل للقوى الغربية في سورية سيعني خسارة روسيا لأهم حليف لها في المنطقة. باختصار جلُّ ماتريده روسيا في كل ماتبذله من نشاط هو عدم السماح للغرب باستغلال مايجري في سورية كمبرر لتدخل خارجي لن يحمل معه أي خير لسورية، فهولم يحمل معه الخير لأي من الدول التي تتدخل بشؤونها تحت ذرائع مختلفة (العراق وأفغانستان وليبيا) أمثلة حية تشهد على ذلك. من هنا، وإدراكاً منها لخطورة الموقف طالبت روسيا القيادة السورية أكثر من مرة بتنفيذ الإصلاحات المعلنة وبدء عملية الحوار، حتى إنهامارست الضغط على سورية في هذا الشأن، إلا أن موسكو لم تطالب النظام وحده بتنفيذ التزاماته، وهوما يميز موقفها عن مواقف قوى محلية ودولية أخرى، بل تطالب المعارضة أيضاً، وحتى كل سوري يتحمل مسؤولياته أمام وطنه باللجوء إلى الحوار كمخرج وحيد من الأزمة يجنب سورية وشعبها ويلات مجهول قادم. لقد تبنت روسيا منذ البداية موقفاً موضوعياً، ومازالت متمسكة بموقفها، إلا أن مساعيها لن تكلل بالنجاح دون تقبل المعارضة للدعوات الروسية، وهذا مايؤكد صحة مقولة أن حل الأزمة سوري وبيد السوريين وحدهم، وهم من يحدد سلوكهم تجاه تطور الأوضاع. |
|