|
حدث وتعليق وسط ترقب حذر من السوريين تجاه حقيقة النيات المضمرة وراء مهمة البعثة العربية والتي نتمنى أن تكون صادقة, ولا سيما أن بعض العربان يلهثون لتدويل الأزمة بشتى الوسائل والسبل, كما أن كل القرارات التي أصدرتها الجامعة تجاه سورية حتى الآن جاءت مخالفة لميثاقها وللدور المنوط بها في الدفاع عن دولها الأعضاء, والتصدي لأي محاولة خارجية تريد العبث بأمن واستقرار تلك الدول . سورية ومن منطلق حرصها الدائم على العمل العربي المشترك, وتمسكها بالحل العربي, ستوفر كل ما يلزم لتسهيل مهمة البعثة, وما يهمها هو نقل الحقيقة بكل موضوعية وشفافية, وعدم التمترس وراء أفكار مسبقة, أو تحويل مهمة بعثة المراقبين إلى ورقة سياسية جديدة للضغط عليها, من خلال محاولة إفراغ مهمة عمل البعثة من مضمونها, وتعمد إيجاد الذرائع للتنصل من مسؤولياتها الأساسية, وتصوير سورية على أنها لم تلتزم بما عليها, وبالتالي الدفع باتجاه التدويل, على اعتبار أن الجامعة فعلت ما بوسعها, وعلى المجتمع الدولي تولي الأمور, لتكون النتيجة في نهاية المطاف تكرار السيناريو الليبي أو العراقي كما يشتهي بعض العرب. ما يدفعنا لتلك الشكوك هو أن بعض الأطراف العربية ما زالت تتجاهل عن قصد وعمد ما ترتكبه العصابات الإرهابية المسلحة من أعمال قتل وتخريب, مع العلم أن لديها من الأدلة والبيانات ما يؤكد هذه الحقائق, نظرا لدورها المكشوف في تمويل وتدريب تلك العصابات وتصديرها إلى سورية بقصد إضعافها وأخذ دورها الريادي, وما زالت قنواتها الإعلامية العدوانية حتى اللحظة تواصل تحريضها وتعطي الأوامر بسفك المزيد من الدماء, وتجهد في فبركة الأحداث, وقلب الحقائق لتشويه صورة سورية وتأليب الرأي العام ضدها . الجامعة العربية أمام اختبار حقيقي الآن كي تصحح مواقفها, وتعيد حساباتها, ونتمنى أن تكون زيارة المراقبين هي بالفعل فرصة للاطلاع على حقيقة الأوضاع عن كثب بعيدا عما تروجه قنوات العدوان, وألا تكون مجرد خطوة للاستهلاك السياسي والإعلامي, أو فخ تريد من ورائه بعض الأطراف العربية إلحاق الأذى أكثر فأكثر بالشعب السوري, والأيام المقبلة ستكشف مدى مصداقية تلك البعثة, والتزام الجامعة بمسؤولياتها العروبية المحضة, ونرجو أن تكون الأمور على عكس ما يخشاه السوريون, فالعبرة تكون في النتائج . |
|