تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


رأس الأفعى

نافذة على حدث
الأربعاء 8-5-2013
حسين صقر

منذ اليوم الأول للأزمة، والسوريون يعلمون تماماً أن ما يجري على أراضيهم صناعة الخارج، ويعلمون أيضاً أن ما كان ذلك، ليتم أو يستمر لولا الذراع الصهيونية الطويلة المعتادة على الشر دائماً،

والتي ساهمت بشكل مباشر في الأحداث، ودعمت العصابات الإرهابية معنوياً ولوجستياً بالمال القطري السعودي طبعاً، وذلك ليس خافياً على أحد.‏

إذاً فالأصابع الإسرائيلية هي التي تضغط على الزناد، وتوجه البوصلة، وترسم المخطط وتحدد الهدف، وهي التي تكتب السيناريو وتقيّم الفعل ورد الفعل.. فهي كل شيء إذاً، ودونها لن تقوى العصابات الإرهابية المسلحة على أي فعل، والعدوان الهمجي السافر على مركز البحوث العلمية في جمرايا، يؤكد ذلك، ويقطع الشك باليقين، ويجب أن يزيل الغمامة عن عيون البعض ممن كانت رؤيتهم محدودة بشأن تلك الأحداث، لكونهم لم يقبلوا بتفسير ذلك إلا كما يحلو لهم.‏

بالطبع إسرائيل لن تقوم بذلك دون واشنطن التي تمثل رأس الأفعى، والتي بدورها ترغب بتحريك بيادقها في المنطقة خدمة لمصالحها التي لا نعرف متى تنتهي، فكيف لا تقوم بذلك وثمة من يُؤمر فينفذ لها أوامرها وهو يضحك، بل ويدفع لها التكاليف من قوت شعبه ومقدرات أرضه.‏

الأمور بلغت حداً لا يُطاق، والسوريون لن يسكتوا على هذا الضيم، كثرت الدول الداعمة للإرهاب أم قلّت، وبالتأكيد يتحيّنون الفرصة المناسبة للرد على العدوان وعلى طريقتهم، وليس كما يشتهي البعض من أولئك الداعمين، لعلمهم أن الاعتداء الإسرائيلي استفزاز واضح لجر بلادهم إلى موقد الحرب أو أتونها كما يُقال، لكون هذا الموقد ربما يتسع أكثر مما يرغبون، ولاعتقادهم أن هناك أبرياء لا ذنب لهم بدفع فواتير لم يستفيدوا منها أصلاً، ونار الحرب عندما تستعر لن توفر أحداً قرُب منها أم بعد.‏

العدوان الصهيوني على جمرايا جاء للتخفيف عن عصابات حمد وأردوغان، بعد الضربات الموجعة التي كالها الجيش العربي السوري لهم في كل مخبأ ووكر أو مقر، وبعد الانتصارات التي حققها في ملاحقة فلولهم لتنظيف البلاد من رجسهم، ولكن إسرائيل تعلم أن ذلك لن يغير من قواعد اللعبة أو وزن المعادلة، وربما تكرر فعلتها تلك، وما علينا إلا أن نكون يقظين، بل مطلوب أن نكون مستعدين كي لا تتمادى بتدخلها وحشر نفسها بالأزمة أكثر مما سبق.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية