|
آراء استعير هذا الجزء من عنوانك مقال قرأته في إحدى المجلات العربية بحثاً عن معلومة وكان على النحو التالي: مصالح الكبار تأتي دائماً قبل مشاكل الصغار. بغض النظر عن المقارنة بين مفهومي العبارتين«المصالح والمشاكل» فإن هذه المعادلة تبقى، بل يجب أن تبقى عالقة في الذاكرة العربية وأيضاً دائما وليس فقط بأشكاله المؤقتة كما هو الحال عليه في أوقاتنا الراهنة. في الظرف الصعب الذي تحياه أمتنا العربية، من المعروف أن الصراع يبقى مستمراً بين حقنا في التحرر من كل أشكال الضغط والهيمنة وفرض الإرادة من الخارج، وبين عدم تخلي الكبار عن أسلوب تعاملهم مع الصغار بحسب رؤيتهم للأمور من حولهم. أمام واقع كهذا يجب أن نتعرف به، بل وأن نقرأه جيداً وبتمعن، لا بد من إيجاد سبيل للخروج من مؤثراته على حاضرنا ومستقبلنا ولا ندري إذا كانت ثمة إمكانية لمثل هذا الخروج سوى التضامن بين العرب، دولاً وأفراداً وجماعات، كي يتمكنوا من فرض حضورهم في الساحات السياسية والتأثير فيها لجهة مصالح هذه الأمة العربية المنكوبة بما فيها من خلل. ومن أسباب الخلل، كما هو معروف، نقاط الاختلاف المتتابعة فصولها من دون توقف حتى لالتقاط الأنفاس، بمنطق موضوعي أو بغير مثل هذا المنطق، وإذا كنا لا نشير إلى هذه النقاط، فلأنها ظاهرة بكل وضوح. إن أول بوادرها هي بذور الشك المنتشرة على مساحة الوطن العربي، تلك التي تبعد الواحد عن الآخر، بينما الآخرون، يتنادون لتحقيق المزيد من التوحد وجمع الشمل إن صح التعبير برغم الفروق والنزاعات الكبيرة والعديدة بينهم. في هذا السياق نتذكر جميعاً كما أعتقد مواقف تحدثت عما سُمي في وقت من الأوقات بضيق الوقت لدى بعض الكبار وفي أوقات عصيبة كانت تستدعي مناقشة قضايا أساسية تهم مناطق عربية في مشرق الوطن العربي أو في مغربه. فبقيت القضايا بذلك معلقة حتى يومنا هذا ومثل هذه الواقعة الدبلوماسية غير البريئة. جرت كما تتحدث أوراق التاريخ الحديث أكثر من مرة ومن تلك المرات المحادثات التي ضمت كلاً من الرئيس السوفييتي السابق ليونيد بريجينيف والرئيس الأمريكي السابق رونالد ريغان في أواخر سنة 1987 في واشنطن حيث اتفق الطرفان على إرجاء مناقشة قضية الصراع العربي- الإسرائيلي وأزمة الشرق الأوسط عموماً إلى وقت لاحق وذلك بسبب ضيق الوقت. في الظرف الصعب الذي نحياه حالياً ترى ماذا عن مصالح الكبار ومشكلات الصغار بعد انتخابات الرئاسة الأميركية الحالية؟ |
|