|
آراء « إن منظمة القاعدة هي مجرد مخلوق ، أوجدته المخابرات الأمريكية في مرحلة ما للوقوف في وجه السوفييت في أفغانستان».. ويؤكد هذا المؤرخ وجود روابط كبيرة وقوية مازالت قائمة بين المخابرات الأمريكية وتنظيم القاعدة ، فالتنظيم مزدحم بعملاء « سي آي إي « المؤثرين في رسم سياسات التنظيم وقراراته وتحركاته على جغرافية الشرق الأوسط ، من هنا تقاطع أعماله مع الأهداف الأمريكية في سورية والعراق الآن . ويتساءل : لماذا تنعدم الأعمال الإرهابية لتنظيم القاعدة في أوروبا ، وأمريكا ، و في وجه الإسرائيليين ؟! ... وإذا كانت ثمة أعمال للقاعدة تحدث بين الحين والحين ، كضرب السفارة الأمريكية في بنغازي ، وتفجير الباخرة كول في اليمن ، فإن ذلك يتم لكسب المصداقية لهذا التنظيم لدى العرب و المسلمين . الوزيرة كلينتون اعترفت منذ بعض الوقت أن تنظيم القاعدة صناعة أمريكية . وإذا كانت قلقة كما تتظاهر من سيطرة السلفيين على مجريات القتال في سورية ، فهذا القلق ناشئ من فشل مايسمى بالمعارضة السورية في تغيير النظام في سورية ، وفي تدمير الدولة السورية بالرغم من المساعدات المالية والعسكرية والتعبوية لهم تحت عنوان « دعم المعارضة السورية ». إذا كانت المخابرات الأمريكية والبريطانية والباكستانية في الماضي تقوم بتدريب الآلاف من عناصر تنظيم القاعدة ، وبتمويل سعودي ، وخليجي ، فمن المؤكد في هذه المرحلة أن العلاقة بين المخابرات الأمريكية وتنظيم القاعدة مستمرة ، فقد تم إخراج المعتقلين من غوانتنامو لإرسالهم إلى سورية ورعاية اتفاق مع خمسة آلاف عنصر من تنظيم القاعدة في اليمن للتوجه إلى سورية عبر تركيا ودول أخرى للقتال لإسقاط الدولة السورية كمطلب أمريكي- إسرائيلي ، وبتمويل ودعم ومباركة سعودية قطرية تركية . يؤكد موقع « كندي « أن الحرب على سورية اتفق عليها أمريكياً وإسرائيلياً وسعودياً. عام 2007، أي بعد هزيمة العدوان الإسرائيلي -الأمريكي على المقاومة اللبنانية ، هذا العدوان الذي كان يهدف إلى القضاء على المقاومة ،ومن ثم التحرك نحو دمشق لإسقاط الدولة السورية ، لكن العدوان فشل ، وخط الإست سلام العربي وضعته الهزيمة في موقع الحرج ، فكان الاتفاق الأمريكي - الإسرائيلي - السعودي بتجنيد القوى التكفيرية والوهابية ومن الإخوان ، وتنظيم القاعدة ودفعهم للقتال في سورية . مازالت المخابرات الأمريكية تدير بشكل خفي حركة تنظيم القاعدة ، وهي اليوم تدير أيضاً حراك القوى التكفيرية الأخرى كتنظيم الاخوان المسلمين والوهابيين ، وقد رعى « فيلتمان ، والحكومة التركية اتفاقاً في اسطنبول بين هذه القوى وأمريكا قبل الحرب يقضي بالعمل معاً لإسقاط الدولة السورية ، وتسهيل تسلم تلك الجهات التكفيرية السلطة مقابل ثلاثة شروط رفضتها سورية على الدوام وهي : أولاً : الاعتراف بإسرائيل وإقامة سلام معها وإسقاط حق العودة. ثانياً : مواجهة حزب الله والنفوذ الإيراني في المنطقة وقطع أي علاقة مع إيران ثالثاً : إقامة علاقات مميزة ترتقي إلى حالة التحالف مع أمريكا. مايجري في سورية والعراق ، وفي العالم العربي ، لعبة قذرة ، تديرها أمريكا في العالم ، على مستوى الدول والتنظيمات ، وعبر التنظيمات التكفيرية ، ودون أن تدفع إسرائيل وأمريكا جندياً واحداً، أو دولاراً واحداً ، فالجنود هم من قوى التكفير الجهادية والتمويل سعودي وقطري . إن من يقف مع أمريكا وإسرائيل يحسب أمريكياً من الملائكة ، ومن يقف ضدهما يحسب من الشياطين، ومن جماعة محور الشر الذي حدده الرئيس بوش بعد الحادي عشر من أيلول 2001، فالعالم في التصنيف الأمريكي ملائكة وشياطين . يرى الكاتب الصهيوني الأمريكي مايكل إيفا نز أن على أمريكا محاربة شياطين الشر، لبناء الهيكل ..فإن لم تفعل فهي آثمة . يوم كان أسامة بن لادن يقاتل السوفييت كان في عرف أمريكا يمثل كبير الملائكة الثوريين والمناضلين وعشاق الحرية ..وما إن رحل السوفييت عن باكستان ، حتى تحول كبير الملائكة وجماعته في تنظيم القاعدة إلى شياطين ، قتلة ، يسفكون الدماء ، ينشرون الدمار ، ويهددون بهدم الحضارة الغربية على رأي كل من كيسنجر ، وهنتكتون ،وبرنار لويس . إن عناصر القاعدة ، والقوى الوهابية ، وجماعات الإخوان المسلمين التي تسفك دماء السوريين ، وتهدم البنى التحتية ،وتعمل على تدمير القوة العسكرية والاقتصادية ، ووحدة المجتمع السوري ، هم في رأي الأمريكيين والإسرائيليين ، ومجموعات الاستسلام العربي لأنهم ينفذون مخططاً أمريكياً إسرائيلياً فشلتا في تنفيذه على مدى عقود . إن السياسات الأمريكية الداعمة للعصابات الإرهابية من تنظيم القاعدة وغيرها في الحرب على سورية ، تفضح حقيقة النفاق الأمريكي والغربي الذي قام على استعمال جماعات الإرهاب و التكفير و فتح الأبواب أمام تدفق قوات القاعدة و ما يسمى بفصائل الجهاد العالمي بدافع التخلص من القوة الإقليمية لسورية و من مفاعيل دورها المناهض للهيمنة الأميركية و المقاوم لإسرائيل . |
|