|
مجتمــــع بحنجرة رحبانية ومفردات شاعر كبير كـ جوزيف حرب كانت أغنية « أبواب» للسيدة فيروز نغنيها اليوم ونتحول بالمطلق كجسد , لآلية أذن وحاسة سمع , نسمع بعيوننا وقلوبنا , ونتأوه عند كل وصف لأبوابها . أغنية اختصرت آلامنا بتوصيف شامل يطول آمالنا , فكم من باب في خارطتنا السورية مسكون منا وفينا برائحة لون ومعنى , بياسمين ذاكرة معتقة , نشتاق ماضيه ونحلم بأمل بالقادم الجميل. كم من باب يطوقه الشوق ويغتاله مشروع فقد لابن غاب عن منزله لحين. كم من باب ينتظر خلفه طفل رضيع , لم يعتد بعد على قول كلمة «بابا» ووالده جندي عنوان اقامته ثكنة أو حاجز طريق . كم من باب كثرت فيه عيونه السحرية علها تقرأ كل مجهول يمر من أمام الدار. كم من باب أغلق لإشعار آخر أو عرض للبيع , خشية جار نسي طعم «العيش والملح» وامتهن الإرهاب . في خارطتنا السورية صارت أبوابنا تحكي حكايا قلوبنا وتحن لأيام كالتي عاشتها ضيعنا وحارات مدننا القديمة بجدار واحد يجمعها , يحضنها , يضم وجعها , يطول ليخفي أسرارها ويقصر مرحبا بزوارها , ويسند كتف نوافذها وأخبارها ليكون لسان حالها « السترة والأخلاق ومخافة الله » . وأكثر ما كان يشاكسها, فعلة أطفال صغار يتسلقون الحيطان ليتذوقوا عريشة أو مشمشة دار . سورية اليوم باتت تحتاج منا الوقوف في وجه لصوص الأحلام لتبقى صور مذكراتنا وقفة باب واحد يحليه الياسمين , الياسمين الذي لم يكن يوما حكراً على بيوت الشام , فهو مسكون في كل بيت حلبي , ويناغش الدور في حوران وقرى الفرات ويتغنج فوق أسطحة الساحل السوري والـسويداء والـ أبو كمال.. سورية تستحق منا أن نكون لباب تاريخها ياسمينا يحكي أننا في الحب والتعاضد استثناء. يارب خليها مزينة بأبواب ولايحزن ولا بيت ولا يتسكر باب وابواب ابواب |
|