|
البقعة الساخنة التي انشأتها كل من الولايات المتحدة وفرنسا والمانيا وبريطانيا وتركيا ومولتها قطر والسعودية ولم تستطع ان تنفذ المشروع الذي أنشئت من اجله,الامر الذي دفع الولايات المتحدة الى وصف مجلس استانبول بالعاجز بعد اكثر من مضي عام ونصف العام على تشكيله وذلك على لسان هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الاميركية ,وهي بذلك تقدم اعترافا بطريقة غير مباشرة ان التنظيمات التي تم انشاؤها في الخارج لا تمثل اياً من القوى السياسية أو الاجتماعية ,فضلا عن أنها لا تمثل أياً من المجموعات المسلحة والتنظيمات الارهابية التي اتضح انها لا تخضع لأي من تلك التنظيمات التي اشرف على تشكيلها ضباط استخبارات يوصفون بأنهم لا يدركون أبسط المعلومات الحقيقية عن سورية والأسباب التي تقف خلف الاحتجاجات على الرغم من تحولها الى مواجهات مسلحة بفعل زيادة التدخل الخارجي وارتفاع حجوم التمويل المالي وعمليات تسليح الارهابيين وتسهيل دخولهم الى سورية ... ولعل حالات الفشل المتواصلة التي تمنى بها الدول صاحبة مشروع تخريب سورية تضعها امام استحقاقات مرحلية هامة .فالادارة الاميركية الى تغيير .سواء استمر باراك اوباما في الحكم وفاز بفترة ثانية ,او فاز ميت رومني حاملا معه الجمهوريين من جديد الى البيت الابيض ,ففي كلتا الحالتين سيتغير الموقف الاميركي من الازمة في سورية ,اذ سترحل هيلاري كلينتون او سيأتي وزير جديد للخارجية الاميركية يكون من السهل عليه التخلي عن السياسة التي قادتها كلينتون ,وهاهي تتخلى عنها قبل رحيلها بأيام. وفي مقابل المتغير الاميركي ثمة مبادرات دائمة تحملها كل من روسيا والصين وفقا للقوانين الدولية وبما يضمن ايقاف العنف والحفاظ على وحدة الدولة وسيادتها والتصدي للارهاب الدولي. وربما شكلت المبادرة الصينية بنقاطها الاربع احدى تلك المبادرات كونها تأخذ بالحسبان المؤسسات الاجتماعية التي بنتها الدولة عبر عشرات السنين والتي يقوم بتخريبها الارهابيون ,وسيكون على المجتمع الدولي عندها ان يحدد الجهات المسؤولة عن استمرار العنف والدمار,وربما يكون من السهل عندها اتخاذ قرار داخل الامم المتحدة يمنع تسليح الإرهابيين كما يمنع تمويلهم ويفتح الباب للدخول في مرحلة الحوار الفعال والمنتج ,ويعزل المجموعات المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة ويجبر المجتمع الدولي على التعاون مع سورية ,في حالة معاكسة ومخالفة تماما للطريقة التي تتعامل به المنظمة الدولية مع سورية ذلك ان المكابرة بالواقع لن تجلب الا المزيد من الخسارات المتكررة لاصحاب المشروع التخريبي، وأولهم الولايات المتحدة الاميركية. |
|