|
قاعدة الحدث حيث قدم يهود العالم إلى فلسطين وطردوا الفلسطينيين خارج ديارهم في عملية أفرغ فيها الصهاينة ما يسمونه بقاموسهم العنصري أرض الميعاد من سكانها الأصليين بالطرد والمجازر والإرهاب والتجريد من المواطنة والجنسية. وفي آذار عام 1940 قدم دافيد بن غوريون إلى إدارة الوكالة اليهودية مشروعاً استيطانياً فوق أرض فلسطين لاستيعاب 5 ملايين لاجىء يهودي، ومن بين فقرات المشروع فقرة نصت على ترحيل العرب من فلسطين، أعد الصهاينة مشاريع ومخططات جاهزة متخذين من المستوطنات اليهودية التي أقاموها تحت إدارة الانتداب البريطاني منطلقاً لابتلاع الوطن الفلسطيني بأسره، وقد تعرضت تلك المشاريع التي أعدها الخبراء الاستراتيجيون لقوات الهاغاناه لبعض التعديلات إلى أن تبلورت في مشروع واحد أطلق عليه «مشروع داليت» بين شباط وآذار عام 1948، حيث صدرت الأوامر لقادة الهاغاناه ليحصنوا دفاعاتهم وليسدوا كل الطرق الخارجية والمؤدية للدولة اليهودية المقترحة في مشروع التقسيم، كما قاموا باحتلال كل التحصينات البريطانية وكل القرى القريبة من المستوطنات، وبذلك استطاع العدو الصهيوني طرد الفلسطينيين والاستيلاء على المزيد من المناطق الفلسطينية من خلال عمليات «مشروع الداليت» التي نجح منها سبع عمليات من أصل ثلاث عشرة عملية وقع منها ثماني خارج حدود الدولة الصهيونية حسب تقسيم الأمم المتحدة. وفي 21 نيسان 1948 طرد السكان العرب من مدينة حيفا في عملية ميسيار عيئيم وبعد ذلك بسبعة أيام عزلت القرى العربية القريبة من يافا عن بقية الأراضي الفلسطينية تمهيداً لاحتلالها وسميت العملية بحاميستس، وفي اليوم التالي قامت قوات الهاغانا بإخلاء مناطق الجليل من السكان العرب في عملية يفتاح ودمرت في 3 أيار كل القرى العربية التي تربط طبرية بالجليل الشرقي، كما دمرت البلدات العربية في اللطرون في 7 أيار 1948 وفي 11 أيار من السنة نفسها احتلت مدينة بيسان بعملية جدعون وطرد العرب المستقرين بالقرب منها، كما تم احتلال الأحياء السكنية العربية في القدس الجديدة في 14 أيار 1948 بعملية بتاح فوريك. ويؤكد العديد من المؤرخين العسكريين أن عملية التهجير القسري للفلسطينيين إلى خارج أراضيهم تمت بشكل مبرمج ومخطط بهدف ماتسميه العنصرية الصهيونية تطهير فلسطين من سكانها العرب وقد واكبت عملية التهجير القسري حملات مكثفة من الإرهاب والمجازر التي شكلت أحد الأسباب الرئيسية لهجرة عرب فلسطين من قراهم ومدنهم. ورافقت العمليات العسكرية سياسة الحرب النفسية حيث استغل الصهاينة تسريب أخبار المجازر على نطاق محلي كي تصل أنباء القتل الجماعي والاغتصاب والهدم إلى الفلسطينيين بهدف زرع الهلع والذعر بنفوس السكان ليقوموا بإخلاء قراهم حفاظاً على أرواحهم ومتاعهم وأعراضهم. الأمر الذي ادى الى تشريد اعداد هائلة من الفلسطينين الموزعين في فلسطين والشتات وحسب معطيات جهاز الاحصاء الفلسطيني فان عدد الفلسطينيين زاد بنسبة سبعة أمثال منذ العام 1948 حتى نهاية العام 2008، حيث تشير الأرقام الإحصائية إلى أن عدد الفلسطينيين عام 1948 بلغ (1.4) مليون نسمة في حين قدر عدد الفلسطينيين نهاية 2008 حوالي (10.6) ملايين نسمة موزعين داخل فلسطين وخارجها وفي العالم العربي والغربي. ونتيجة لزيادة معدل النمو السكاني لسكان فلسطين المقيمين في فلسطين التاريخية فإن عددهم قد بلغ 5.1 ملايين نسمة مقابل 5.6 ملايين يهودي حتى نهاية 2008 الأمر الذي يتنافى مع نظرية التطهير العرقي التي حاول الصهاينة من خلالها تفريغ الأرض الفلسطينية من سكانها. وتشكل نسبة اللاجئين الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية 34بالمئة مايقارب المقيمين في الأراضي الفلسطينية والتي يقارب عددهم 3.9 ملايين نسمة.وحسب تقديرات واحصاءات وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين فإن عدد اللاجئين المسجلين لديها بلغ حتى عام 2008 حوالي 4.7 ملايين لاجىء فلسطيني أي ما نسبته 44.3٪ من مجمل السكان الفلسطينيين في العالم. وتتوزع نسبة اللاجئين الفلسطينيين المسجلين في مناطق عمل وكالة الغوث الخمس في الوطن العربي بواقع 41.8 في الأردن أي ما يمثل 1930703 نسمة، أما في سورية فتبلغ نسبتهم 9.9٪ أي ما يعادل 456938 نسمة في حين تشكل نسبة اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لدى الوكالة في لبنان 9.0 أي ما يعادل 416608 نسمة، بينما تبلغ النسبة المئوية للاجئين داخل فلسطين 16.3٪ في الضفة الغربية أي ما يبلغ تعداده 754236 نسمة و23.0٪ في قطاع غزة والذي يمثل حوالي 1059584 لاجئاً فلسطينياً. وفيما عدا داخل دولة فلسطين ودول الجوار الثلاث يتوزع اللاجئون الفلسطينيون في جميع أنحاء الوطن العربي حيث بلغ تعدادهم حتى عام 2000 في مصر 42.974 لاجئاً فلسطينياً و291.778 لاجئاً فلسطينياً في السعودية التي تمثل تجمعاً بارزاً للاجئين الفلسطينيين، أما في الكويت فيصل تعدادهم إلى 36.499 لاجئاً، في حين يشكلون 112.116 لاجئاً في دول الخليج ويصل تعدادهم في كل من ليبيا والعراق إلى حوالي 78.887 نسمة كما يوجد حوالي 5.887 فلسطينياً لاجئاً يتوزعون في باقي الدول العربية. أما في العالم الغربي فقد وصل عدد اللاجئين إلى حوالي 183.767 نسمة في أميركا الشمالية والجنوبية مع نهاية عام 2000. في حين يتوزع حوالي 234.008 لاجئاً فلسطينياً في باقي أنحاء العالم.وبمقارنة أعداد اللاجئين الفلسطينيين مع أعداد الفلسطينيين نجد أن ثلثي الفلسطينيين باتوا لاجئين محرومين من العودة |
|