تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


«4+1» !!

معاً على الطريق
الأربعاء 8-5-2013
علي نصر الله

تركيا الساق الأولى فيما كيان الإرهاب إسرائيل الساق الثانية لجسد الحلف الذي تشكله الولايات المتحدة في المنطقة لمواجهة خطر سورية وإيران وحزب الله حسب المصادر الامريكية والاسرائيلية

التي تحدثت عن بقية أعضاء الحلف بكثير من الاستخفاف ومزيد من الطموحات ليكون الحلف مستقبلا كما «الناتو» ، فما هي مكونات الحلف الأخرى؟.‏

تقول المصادر الصهيو -أمريكية إن «مجموعة دول 4+1» تتكون من السعودية والأردن والامارات، والسلطة الفلسطينية، من دون أن يفوتها تثبيت أن «السلطة الفلسطينية كيان سياسي ليس بدولة»، وتضيف أن هدف الحلف هو العمل في إطار أمني واحد دون معاهدات واتفاقيات وتوقيعات وتصريحات معلنة، بل ربط هذه الأطراف بهذا النوع من العمل بشكل سري يتيح لإسرائيل تبادل المعلومات الأمنية والتقديرات واللقاءات معها.‏

وتؤكد المصادر القريبة من جون كيري وتشاك هاغل أن مؤشرات مهمة وأشياء عميقة تجري من وراء الستار بين السعودية وكيان الإرهاب إسرائيل، وأن ضم قطر والبحرين للحلف حاضر بقوة، فيما مصر مستبعدة منه حالياً لأنها «نصف دولة» في التقييم الأمريكي حالياً ولا يعوّل عليها!!.‏

وزير الحرب الإسرائيلي ايهود باراك تحدث عن إقامة غرف حرب مشتركة بين ممثلي هذه الأطراف، بينما ثمنت عالياً صحيفة «صنداي تايمز» ما يجري لجهة سماح تركيا والأردن لسلاح الجو الإسرائيلي التحليق في أجوائهما، إضافة إلى المعلومات المتداولة لجهة تلقي كيان الإرهاب إسرائيل معلومات من نظم رادار موجودة في البحرين والسعودية وتركيا في إطار ما يسمى بالإنذار المبكر لمواجهة الصواريخ البالستية.‏

مشروع الحلف الجديد وإن كان جرى الحديث عنه في وقت سابق خلال العامين الماضيين؛ إلا أنه ولد في شباط الماضي مع تسلم كيري مهام الخارجية، وإذا كان حتى الآن لم يحظ بالاهتمام الإعلامي؛ فذلك لأنه حلف وعمل سري ملزم فرضته واشنطن على حكومات الذل في خليج الغدر وأنقرة وعمان وأريحا، وربما تكون المناورات الأمريكية الحالية التي تشارك فيها / 40 / دولة في الخليج، والتدريبات العسكرية التركية على الحدود مع سورية باكورة العمل الأمني الذي يدشن الحلف ويضعه بالاستثمار الفعلي ضد محور المقاومة.‏

في مطلق الأحوال؛ قد تكون هذه المعلومات والتحركات جديدة ومستجدة؛ لكنها بكل تأكيد لا تحمل عنصر الإثارة والمفاجأة على الأقل للسوريين الذين خبروا مراراً عمالة وخيانة وغدر هذه الأطراف، والذين يعرفون منذ زمن بعيد على أي ضفة تقف هذه الحكومات، تماما كما يعرفون أن لديهم وقيادتهم من العزيمة والإرادة والقوة؛ وفائض القوة والإرادة ما يكفي لإحباط وإفشال كل محاولات الاستهداف مهما تعددت أطرافها ومهما عظمت القدرات التي تستقوي بها.‏

لا ينطوي الأمر على مبالغات قد تسيء التقدير وإنما على وقائع وحقائق يدركها الأمريكي والإسرائيلي ويعجز عن وعيها وفهمها الملك الأمي؛ والأمير المتورم؛ والعثماني المتوهم، وإن في فشل إقامة «محور الاعتلال العربي» عن تحقيق الأهداف المعلنة له، وكذلك كل المحاولات الأخرى مثال، بل عبرة ودليل على قوتنا؛ وضعفهم، وعلى حتمية هزيمتهم؛ وانتصارنا، وما على هؤلاء جميعا سوى الانتظار والترقب الى ما ستؤول بهم الحال.‏

وبعد أن جعلهم العدوان الإسرائيلي السافر على سورية يشعرون بالنشوة، قد يجافيهم النوم قلقاً على مصائر عروشهم الزائلة .. سيقان الحلف الجديد وجسده النتن العفن .. انتظروا .. وعليكم أن تقلقوا في قصوركم وفي مخادعكم السرية والمعلنة، وحيث أنتم، لأن ما ينتظركم ربما هو خارج حساباتكم وحسابات أسيادكم، أما الرأس المدبر فقد يشتعل صاعق تفجيره ذاتياً بسبب عنجهيته وصلفه.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية