تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


واقع الأسعار

أروقة محلية
الأربعاء 8-5-2013
هيثم عدرة

ارتفاع الأسعار الذي ازدادت وتيرته مؤخرا وطالت العديد من المواد المختلفة وخصوصاً المواد الغذائية شغل حيزاً واسعاً من الآراء التي تناولت تحليل ذلك, وكانت الآراء تتباين حول أمور عديدة أهمها ارتفاع الأسعار في بلد المنشأ

أو ارتفاع أسعار المواد الأولية التي تستورد, والبعض يرى أن ارتفاع صرف الدولار جعل الأسعار ترتفع بدون وجود أي ضوابط لذلك وأضحت الأمور مرهونة بضمير الشخص والذي يبدو انه ضعيف عند البعض مما يستغلون الأزمات عبر التلاعب بالأسعار بحجة إن سعر الصرف مرتفع و....الخ .‏

لاشك أن الظروف التي نعيشها من خلال مايجري من محاولات لضرب الاقتصاد الوطني وفي ظل الحصار الذي نعيشه وهذه الحرب الكونية التي تجري علينا تجعل البعض وممن يسمون تجار الأزمات يتلاعبون بالأسعار , وبالطبع يفترض إيجاد ضوابط لذلك عبر تفعيل الشكل الرقابي بكافة أشكاله .‏

مانريد قوله أننا أمام حالة لابد من علاجها وإيجاد آلية لضبط السوق وارتفاع الأسعار ودراسة أسبابها الحقيقية والوقوف على معرفة أسعارها في بلد المنشأ , هذا من جهة ومن جهة أخرى علينا أن نفرق بين سلعة تم إنتاجها وطنيا وبين سلعة ومادة يتم استيرادها, ولا بد من أخذ نقطة بعين الاعتبار وهي معرفة السلع التي يتم الاعتماد على بعض موادها المستوردة, ولكن هذا لايعني أن يتم احتسابها وكأنها بكاملها مستوردة, وهذا مايجعلنا نناقش واقع الصناعة المحلية خلال الأزمة التي نمر بها وبعد تجاوزها عبر الطرق التي تكفل حمايتها وهذا بالطبع يتم عبر طرح أسعار منافسة للسلع الوافدة إلينا من الأسواق الخارجية ولابد من المقارنة في الأسعار وكيف تصل بعض السلع إلينا وتكون أسعارها في اغلب الأحيان اقل من المصنعة محليا ودراسة أسباب ذلك.‏

لابد من التدخل المدروس لضبط الأسعار وإيجاد الصيغ الملائمة لكل من يتلاعب بالأسعار وردعه, بالطبع توجد حالات تؤكد على روح المساعدة وتقديم العون عبر أشكال مختلفة نلاحظها جميعاً بعيداً عن الربح الكثير اواشكال الاستغلال الذي نلاحظها عند البعض.‏

لابد من إيجاد حلول حقيقية لمشكلة المستهلك الذي يدفع ثمن ذلك اولا وأخيراً, ويبقى الأمر يتعلق بنا جميعاً عبر تفعيل روح المساعدة وتقديم العون لمن يحتاجه والابتعاد عن كل أشكال الجشع التي أضحت ترهقنا جميعاً.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية