تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


نافذة... زمان يا عرب

آراء
الخميس 9-5-2013
سليم عبود

في ضوء العدوان الإسرائيلي اللئيم، الغادر على سورية، يتساءل أي مواطن عربي مازال نسغ العروبة يجري في دمه، وعقله:

لماذا هذا الصمت في الشارع العربي على مايجري في سورية، وعلى تنازلات الأنظمة النفطية عن فلسطين ، والتي كان آخرها: مبادرة تتسم بكثير من الذل ، والهوان ، والاستخفاف بمشاعر الفلسطينيين ، و العرب.. متى سينهض الشارع العربي من المحيط إلى الخليج ،ويرفع صوته في وجه أنظمته التي تبيع ، وتشتري بكرامته، وتاريخه، وبفلسطين ، وبالدم الدم العربي، وبالدم السوري الذي ينزف غزيراً على أيدي شياطين أحضرتهم تلك الأنظمة من كل بلدان الدنيا للفتك بسوريا الدولة ، قبل الفتك بأبنائها ..‏

متى نرى الجماهير العربية في ساحات القاهرة ، والرياض، والجزائر ، وتونس، والكويت ، والرباط ، وبيروت ، وبغداد، غاضبة، متحدية عساكر الأنظمة ، للتنديد بإسرائيل ، وبسلوك أنظمته التي غيرت مسارات الصراع مع العدو الصهيوني الذي يحتل القدس والأقصى، ويحاصر غزة ، ويتهدد الضفة الغربية ؟‏

هل مات زمن الغضب العربي الذي كان يتفتح في الشوارع العربية وفي المدارس، والجامعات ، والمعامل ، والحقول .. أم أن هذا الغضب ما زال هذا قائماً؟‏

يرى كثيرون أن دولار النفط فتك بكل الخضرة القومية التي كانت تمنح حياتنا العربية كثيراً من الزهو ، وقوة الارتباط بالتاريخ.‏

حقيقة .. أن مساحات واسعة من الشوارع العربية مصابة اليوم بما يسمى « مرض الاعتدال العربي» .. الذي يرى في الاستسلام لإسرائيل والغرب حكمة، وفي التمرد على هذا الغرب، والتصدي له تطرفاً، وشراً، وابتعاداً عن الحكمة ، والقراءات السياسية الناضجة.‏

في ظل طغيان أنظمة النفط.. و طغيان جماعات الفتاوى الوهابيين ، والاخوان ، من الطبيعي أن تقوم إسرائيل بضرب سورية ، مرة ، ومرات:‏

على امتداد الصراع العربي الإسرائيلي ، لم تؤسس هذه الأطراف سوى لشيء واحد : تفكيك العالم العربي، وإدخاله إلى زريبة قطيع النعاج المستسلم » .‏

إن العدوان الأخير على سورية تم بطلب ،ومباركة من أنظمة النفط ..‏

وأن المبادرة الأخيرة التي تقضي بتبادل الأراضي الفلسطينية ، بين الضفة وفلسطين عام 48 لصالح إسرائيل كانت ثمناً أولياً لهذا العدوان.‏

لايمكننا تصور قيام إسرائيل بعدوان على سورية، أو غيرها في المنطقة العربية ، الآن ، ومن قبل ، إلا بموافقة ، وبمباركة ، ودعم ، وتمويل من تلك الأنظمة النفطية ... منذ عدوان حزيران عام 67 ، على مصر وسورية وفلسطين ..وبيروت عام 82، وبغداد عام 2003، و المقاومة اللبنانية عام 2006، والمقاومة الفلسطينية عام 2008/2009 إلى مايجري اليوم على سورية .‏

إن كل خزائن هذه الأنظمة «الدولارية ، والخيانية»، واستخباراتها، وحدودها ، وفنادقها، وتحركها السياسي ، وإعلامها ، يصب في خدمة المجرمين الذين يسفكون الدم السوري .. ومن بينهم أمريكا ، والغرب، وإسرائيل ، وتركيا.‏

عندما نقرأ الصحف الإسرائيلية ، والأميركية ، وتصريحات قادة الغرب عامة ، ونقرأ صحف وإعلام وتصريحات مسؤولي عواصم النفط ، نجد تشابهاً تاماً في الخطاب، والتصريحات والمواقف ، وهذا التشابه ليس مجرد موقف سياسي، بل هو..‏

أولاً: حالة عضوية قائمة بين إسرائيل والغرب من جهة وبين هذه الأنظمة العربية ، والنظام التركي من جهة أخرى ، وخاصة في الآونة الأخيرة ، فكل طرف يدعم ، ويمسك بالأطراف الأخرى لاستمرارها ، والحفاظ على وجودها ،والإطار الحاضن لكل ذلك هو أمريكا.‏

ثانياً: موقف الذي يتحول اليوم إلى عدوان دموي على سورية ،من قبل إسرائيل، ومن قبل العصابات الإجرامية ...لأن سورية بمواقفها باتت تشكل خطراً على دور تلك الجهات في المنطقة ، وتفتح الباب واسعاً أمام حالة رفض، تتحول مع الوقت إلى مقاومة حقيقية ، تتجاوز كل حواجز الخوف والخطر.‏

هناك أسئلة كثيرة في الشارع العربي , منها:‏

ألم يكن إخراج سورية من تلك الجامعة المريضة موقفاً متفقاً عليه ، وكذلك تلك القرارات التي صدرت عن الجامعة ضد سورية تؤكد أن أصابع أمريكا وإسرائيل وراء كل ماتقوم به تلك الأنظمة التي يقودها اليوم كل من أمير قطر، والسلطان أردوغان ؟!‏

من الطبيعي .. إن لم نقل من الضروري ..‏

أن ينهض الشارع العربي اليوم من غفوته و خوفه في وجه تلك الأنظمة ، إن تلك البؤر القومية المضيئة التي اشتعلت في بعض ساحات العالم العربي ، تؤسس لاستنهاض قومي ، مقاوم ، مناضل في وجه تيارات التكفير ، والأخونة ، وأنظمة الاستسلام..‏

وعلى دمشق العروبة ، المقاومة ، وكل قوى المقاومة..‏

حزب الله ، المقاومة الفلسطينية ، ايران ، العراق ، الأحزاب القومية ، والوطنية ..‏

أن تعزز ارتباطها وتواصلها بهذا النهوض الذي راح يتوثب في شوارعنا العربية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية