|
مجتمع ونستذكر في هذا اليوم قيم الشهادة والتضحية والفداء وحبّ الوطن في يوم يختصر تاريخ شعب عظيم وعريق، لم يقبل يوما ولن يقبل أبدا الرضوخ للاستعمار وللعبودية وللظلم أو القهر. في عيد الشهداء تتجلى الشهادة بأبهى صورها، وتتعطر ذكراها بالمسك والعنبر، ففي مثل هذا اليوم تجلت روحانية النضال التي جسدتها وطنية المناضلين العظماء وإنسانيتهم وعطاؤهم، التي قدموا من خلالها الغالي من أجل الوطن الأغلى، ضحوا بأرواحهم فداءً له وحفاظا عليه، وبذلوا فأجزلوا بالعطاء دفاعا عن شموخ الوطن وعلوه، وكانوا قدوة لنا باستنهاض القيم السامية والأخلاق النبيلة، فكانوا الأحق بالتكريم، واستحقوا كما استحقت أرواحهم الطاهرة كل الإجلال والخشوع والإكبار. قوافلهم امتدت إلى يومنا هذا، فدماؤهم كانت على الدوام مدادا لنا فكما أعطوا للوطن فخاره وكبرياءه، مهدوا طريق العزة لنا لنكمل مسيرة الفداء والتضحية والعطاء، فتابع بواسلنا السير على نهجهم وقدموا أرواحهم دفاعا عن كرامة الوطن وعزته، ومن أجل أن تعبق رائحة الياسمين متعشقة ساحات الوطن من شماله لجنوبه ومن غربه إلى شرقه.. قدموا التضحيات قرابينا لننعم والوطن بالأمن والاستقرار، فسجلوا أسماءهم في سجل الخلود وجعلوا الوطن في موقع الشموخ والعلياء. صدوا العدوان وطردوا الغزاة في السابق ، وأذاقوه المرارة والذلة والاندحار، بعد أن روت دماؤهم الطاهرة أرض الوطن وأنبتت على الدوام أبطالا يجددون العهد على النضال ويحققون الوعد بصون ترابه..إنهم اليوم يسطرون أروع ملاحم البطولة والنضال. في هذا اليوم الذي يشكل منعطفا حاسما في مسيرة النضال الوطني نترحم على أرواح شهدائنا الأبطال الميامين الذين جعلوا من دمائهم مددا للطهر والنقاء، وللعزة والكرامة، وللحرية والاستقلال، وللقرار الحر والسيادة، فكانت دماؤكم الزكية وقودا لقناديل الحرية تضيء لنا دروب النصر والفخار، فهنيئا لكم علياؤكم وهنيئا لنا عزتنا وفخارنا وانتصارنا ومجدنا. نعاهدكم اليوم أن نبقى أوفياء لتضحياتكم العظيمة ولدمائكم الزكية ولطهر قدسيتكم، أن نتوحد جميعا لنمضي في درب النضال في مجابهة المتربصين لنهزمهم شر هزيمة، ولننشد الأمن والأمان والنهوض والبناء والسمو. |
|