تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الامتحان ...والاستمرار رغم الصعوبات

مجتمع
الخميس 9-5-2013
فاطمة حسين

كانت الطفلة التي لم يتجاوز عمرها العشر سنوات تصرخ أمام الكاميرا بعد استهداف مدرستها في التفجير الإرهابي في المزة وهي تقول ( شو ما عملتو شو ماخربتو .... رح نضل نروح ع المدرسة غصبا عنكم )..

هذه الصرخة أطلقتها هذه الطفلة نيابة عن الآلاف من الطلبة السوريين في أنحاء سورية كافة ..‏

إنها تعبر عن لسان حال الطلاب والتلاميذ في هذه الأزمة التي كانت العملية التعليمية برمتها على رأس قائمة الاستهداف التخريبي للعصابات المسلحة فقد كانت المدارس تتخذ مراكز لإدارة العمليات الإرهابية فما ان تسطو على مدرسة ما فكانت تحرق الكتب وتقوم بتمزيقها بوحشية بعد أن تقوم بحرق الصفوف وحتى أثاث المدرسة كانت تتخذها متاريس لضرب الجيش العربي السوري ...ولذلك فإننا نرى بوضوح عملية قذرة لاستهداف الحرف والكلمة ... وكل ما ينير عقول الناس ... فهم يريدون إطفاء نور العلم بظلام جهلهم وسواد حقدهم... ورغم كل أشكال المحاولات التي اقل ما توصف بالهمجية بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى .. استمرت مدارس سورية بكوادرها التدريسية والإدارية تمارس عملها رغم كل الصعوبات التي خلقتها تلك العصابات المسلحة ورغم كل المعوقات التي حاولوا وضعها أمام سير هذه العملية الهامة والضرورية والأساسية في حياة السوريين والتي هي بناء الإنسان..‏

وعن هذه الصعوبات وغيرها وعن التحدي الكبير الذي يواجه أبناءنا الطلبة ومعلميهم ولاسيما في هذه الفترة العصيبة ومع اشتداد الهجمة الشرسة كانت هذه اللقاءات للوقوف على أهمية هذه التحديات في الدخول في الامتحانات التي باتت على الأبواب ..‏

الاستمرار.... والثبات..‏

هذا ما أكدت عليه السيدة وفاء العدي وهي مديرة لإحدى المدارس بقولها: نحن مصممون على تقديم الامتحانات رغم كل الظروف الصعبة التي يمر بها البلد والتي لم تؤثر على استعداداتنا التامة لدخول الامتحان بكل قوة وبدون خوف وبكل أريحية فالأسئلة قد جهزت على أكمل وجه في سبيل أن تمر مرحلة الامتحانات بخير وسلامة وهذا ما نرجوه ..‏

وتابعت قائلة حتى إن المراكز الامتحانية الخاصة بالشهادتين قد جهزت بكل اللوازم والمعدات اللازمة وقد أنهى المعلمون مناهجهم المقررة مع وضع الأسئلة الخاصة بها ... وان شاء الله سورية بخير ...‏

أما الطالبة لجين وهي في الثانوية العامة القسم العلمي فقد قالت : هناك خوف فقط وهو ناجم من قرب الامتحانات ولكن بالنسبة للظروف المحيطة بنا فإنها ستزيدني إصرارا أكثر على الدراسة والتحصيل العلمي و أتمنى أن أحقق حلمي في أن أدخل الجامعة وفي الفرع الذي أحبه وهذه الظروف ستزيدني تصميما على الدراسة بكل جد ونشاط وأنا مستعدة لتقديم الامتحان بكل ثقة ..‏

أما الطالبة مها عبود وهي في الصف العاشر : فقد أكدت على دخول الامتحان بثقة وقوة رغم كل ما يحصل حولنا .. فهذا لن يزيدني إلا فخرا بان أكون جزءا من الوطن ابنيه إلى جانب الجيش العربي السوري الذي يدافع عنا وعن حياتنا ..‏

أما الطالب مالك في الصف السابع فقال نحن لن نخاف ومستعدون لتقديم الفحص رغم كل الظروف الأمنية المتواجدة على الأرض وأنا مستعد تماما للامتحان وسأخوض هذا الامتحان ..‏

نحن لا نهاب تلك العصابات ..‏

وهذا ما أكدت عليه السيدات وسام وكندة اسمندر وخلود كشيك صحيح أن الذي يحصل هو إرهاب منظم ويمكن إن يحاولوا زرع الخوف في نفوسنا من خلال كل أعمالهم الإرهابية إلا إننا مصممون على الثبات وعلى أن يذهب أولادنا إلى المدارس والى تقديم امتحانهم فهم عماد هذا الوطن الذي يجب أن نحافظ عليه ونصونه .‏

أما الطالب ديب وهو في الثانوية العامة فرع علمي فقد أكد على ان هذه الظروف الصعبة ما هي إلا دافع قوي لنا على الاستمرار أكثر في دراستنا لكي نكون عونا للوطن إلى جانب الجيش العربي السوري الذي يمدنا بكل ما نحتاجه من الثقة والإيمان من خلال شجاعته في التصدي لهؤلاء الكفرة..‏

فليس من شيء يقف في وجه طلابنا عن متابعة تحصيلهم العلمي .. ليكونوا أساسا متينا لوطن قوي يواجه العالم اجمع بالعلم والعمل والدفاع ..‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية