تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الإرهاب الواضح والمسموع

نافذة على حدث
الخميس 9-5-2013
حسن حسن

لوتخيلنا السيناريو القادم لمستقبل الصراع العربي- الإسرائيلي في ظل التصعيد الأخير لأمكننا أن نتوصل إلى مايلي: سوف تستمر المقاومة الوطنية للاحتلال بالتأكيد، بل وتتصاعد، ولن تفلح هذه الضربات الحمقاء في وقفها.

وعندما تتكرر الضربات الإسرائيلية لدول بعينها في المنطقة، سوف يصبح الخطر محدقاًبنا، بمعنى أننا سوف نكون أمام خيارين: أولهما:تفادي التصعيد والقبول بالهيمنة الإسرائيلية بزعم أننا لانملك شيئاً إزاء هذا التصعيد وخاصة أن الإدارة الأميركية الراهنة تشارك «إسرائيل» رؤيتها تماماً ولا تكتفي بعدم إدانتها بسبب اعتدائها الأخير على سورية وإنما تؤكد أن مافعلته حكومة إسرائيل هوعمل من أعمال الدفاع الشرعي عن النفس، أمّا الخيار الثاني، فهو قبول التحدي- أي رفض الهيمنة، واعتبار أن الاستقرار لايبنى إلا على توازن المصالح على أقل تقدير.‏

يد «إسرائيل» الممتدة في كل الاتجاهات يجب أن تقطع ولو بالحلول الدبلوماسية وإلا كان الحل الوحيد هو بيد الحديد، وأما أن تمضي الأمور على هوى «إسرائيل» دون أن يكون للعرب أهواء أخرى، فإن الوضع لايلبث أن يتحول أخطر مما نتصور.‏

فالتحرك الإسرائيلي العسكري في العمق السوري أحد المؤشرات التي تدل على أن مشروع «دمقرطة» الشرق الأوسط، إنما يراد أن يسيل له لعاب العرب ولوبالقوة التي هم لايفكرون في استخدامها، وإن كانت بعض ميزانيات القوات المسلحة تأكل الأخضر واليابس من إجمالي الإنتاج المحلي للدول.‏

الرسالة التي وجهتها «إسرائيل» بضربها مواقع عسكرية ومدنية في دمشق، فيها صيحة إرهاب واضحة ومسموعة، إلاأنه لاحياة لمن تنادي ولانعرف متى سيصحو الجانب الحي للعرب من غفوته أوسباته.‏

وإذاكان العرب يقرون بعجزهم عن حل مشكلاتهم، ولايريدون التحدث عن الحلول الصريحة لها، فإن التصريح بالتلميح بهاقديضعنا على الطريق الصحيح لمواجهة التحديات التي تطوق أعناقنا، وتكبل أيدينا، وتفشل تفكيرنا للخروج من النفق الذي طال عمقه في النفوس، وغار جرحه في القلوب الذي مافتئت تنادي بقوة الفعل، وهو ماتمارسه «إسرائيل» على الملأ، فهل يعقل انتظار سيناريو إسرائيلي آخر لاتخاذ مايلزم؟!.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية