|
شؤون سياسية بأنها عديمة الوطنية والمسؤولية وفاقدة الانتماء للوطن حد العمالة لقوى الاستعمار الغربي والعدو الصهيوني بوجه الخصوص، فما تابعه السوريون بعيد العدوان الإسرائيلي الجبان والغادر على منطقة جمرايا بريف دمشق من ردود فعل مرحبة ومؤيدة من قبل رموز هذه المعارضة يثير القرف والاشمئزاز تجاه كل من يدعي أن هناك «ثورة» أو حراكاً سلمياً في سورية. فالثورة الحقيقية في عرف الشعوب هي بناء للوطن وصون لاستقلاله وسيادته وليست تدميرا لمنجزاته وتحطيما لقيمه وحضارته وتراثه الإنساني، الثورة هي فعل حضاري يخدم الإنسان والمجتمع لا همجية تقتل وتدمر وتسرق وتنهب وتغتصب وتختطف وترتكب مختلف أنواع الموبقات والمحرمات، الثورة هي ذروة الانتماء للوطن والإنسان وقمة الغيرية والدفاع عن ترابه وليست عمالة وارتهان للخارج وارتباط وثيق بأعداء الوطن والطامعين به. آخر أوراق التوت المتساقطة عن عورات وجسد هذه المعارضة الفاشية هو ما كشفته عضو لجنة التحقيق بانتهاك حقوق الإنسان بسورية كارلا ديل بونتي التي اتهمت المعارضة المسلحة باستخدام الأسلحة الكيماوية في قتالها ضد الجيش والشعب في سورية، مؤكدة عبر شهادات جمعها أعضاء اللجنة الدولية للتحقيق أن المعارضة استخدمت غاز السارين المحرم دوليا، وهو ما أكدت الحكومة السورية استخدامه من قبل الجماعات المسلحة في خان العسل بحلب، وطبعا ليس بإمكان جوقة الكذب والتضليل الإعلامي أن يدعوا أن بونتي ولجنتها هم جزء من القيادة السورية أو موالون لها، لأن اللجنة لم تزر سورية ولم تمارس عملها تحت تأثير أو ضغط من السلطات السورية بل مارست أعمالها بكامل الحرية وفي دول تناصب سورية العداء وتكنّ لها الشر والأذى. طيلة العامين الماضيين لم تترك هذه المعارضة العميلة ورقة من أوراقها القذرة إلا واستخدمتها في الصراع الدائر في سبيل تحقيق أحلامها المريضة بإسقاط الدولة في سورية وتسليمها لجهات ودول معروفة بأطماعها وعدائها للشعب السوري، فاستدرجت التدخل الأجنبي بأشكال مختلفة منذ بداية الأزمة، وطالبت بمناطق عازلة ومناطق آمنة وحظر جوي، كما طالبت الولايات المتحدة ودول الغرب بإرسال السلاح إلى العصابات العاملة تحت إمرتها، كذلك طالبت بنصب بطاريات صواريخ باتريوت على الحدود التركية، وصولا إلى مطالبتها بالتدخل العسكري الأجنبي المباشر على غرار النموذج الليبي عارضة خدماتها المجانية دون شروط ومقدمة أوراق اعتمادها للعدو الصهيوني عله يقوم بدعمها وإنقاذها، وهو ما حدث فعليا وبشكل سافر صباح الخامس من الشهر الجاري في منطقة جمرايا، فلم تكد إسرائيل تنهي عدوانها الغادر حتى باشرت العصابات المسلحة هجومها الفاشل ضد دمشق على أمل تحقيق ما عجزت عنه طيلة العامين الماضيين. خلال الأشهر الماضية صدعت هذه المعارضة العميلة والإعلام المنحط التابع والداعم لها رؤوسنا ورؤوس العالم بالحديث عن استخدام السلاح الكيماوي من قبل الجيش العربي السوري، بينما كان السلاح الكيماوي يرسل للإرهابيين من دول معروفة من أجل استخدامه ضد الجيش العربي السوري وضد المدنيين الأبرياء من أجل اتهام الحكومة السورية واستخدامه كذريعة للتدخل الأجنبي على غرار ما جرى في العراق قبل عشر سنوات، بعد أن رسم الرئيس الأميركي باراك أوباما خطوطاً حمراء للصراع في سورية محتفظاً لنفسه بحق التدخل العسكري المباشر متى جرى تجاوز هذه الخطوط لحماية الشعب السوري حسب زعمه. اليوم يجد أوباما وحلفاؤه أنفسهم في ورطة حقيقية، فالسلاح الكيماوي استخدم فعليا وبشهادة واعتراف الأمم المتحدة ولكن من قبل الجهات التي يدعمها أوباما ويسلحها لا من قبل الدولة السورية التي تدافع عن نفسها وعن شعبها، فهل سيتدخل أوباما لمساندة الدولة السورية التي تقوم بمهمتها الوطنية في حماية مواطنيها من إجرام وإرهاب العصابات التابعة له، أم أنه سيصمت تاركا لجيشنا وشعبنا مهمة سحق هؤلاء المرتزقة والإرهابيين ومطاردة فلولهم إلى خارج الحدود إلى أحضان الدول والعواصم التي دربتهم ودعمتهم وسلحتهم وزودتهم بالكيماوي ليستخدموه ضد الدولة السورية. إذاً ورقة الكيماوي بشهادة واعتراف الأمم المتحدة سقطت كما سقط الكثير من أوراق المعارضة العميلة، ولم يعد باستطاعة أوباما استخدامها ذريعة لحشر أنفه في الأزمة السورية من أجل الضغط على الدولة السورية كي تتخلى عن ثوابتها القومية والوطنية، غير أن أوباما الذي لا يحمل في رصيده المفلس سوى ورقة الدفاع عن أمن الكيان الصهيوني، أعطى بالأمس لهذا الكيان المجرم الحق في العدوان على سورية، فهل يستطيع أوباما أن يحمي هذا الكيان الإرهابي متى قررت سورية وحلفاؤها في محور المقاومة وضع حد للإجرام والإرهاب الصهيوني..؟! |
|