تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


فيتو التوفير

مصارف
الخميس 9-5-2013
علي محمود جديد

بصمتٍ جميل .. يتابع مصرف التوفير منح القروض الشخصية للعاملين في الدولة وللعسكريين ولكل المنضوين تحت مظلة التأمينات الاجتماعية من مختلف القطاعات، العام والخاص والمشترك،

فاتحاً أمام العديدين أبواباً للتفاؤل وللسرور على الرغم من أن مثل هذه المظاهر قد صارت غالية جداً وقليلة الحدوث في بلادنا أمام طغيان أحداث أخرى تغتال وبكل أسف حالات كثيرة من الفرح، غير أن مصرف التوفير وبجهوده الحثيثة أستطاع بعد أن برهن عن ثقة الناس به، أن يشقّ تلك الأبواب ويفتحها ولو نصف فتحة أو أقل لتتسرّب من خلالها قروضاً صغيرة تنعش قلوباً ربما كانت يائسة ومغمومة.‏

ولكن - ومع الأسف - ثمة عراقيل مزعجة زحفت من زوايا بعض مكاتب المحاسبين في بعض الإدارات ووقفت على تلك الأبواب المفتوحة قليلاً، تحمل ترساً يصدّ أولئك الحالمين ويمنعهم من الدخول حاجباً عنهم أي تفاؤل وسرور من خلال منعهم من الحصول على هذا القرض البسيط الذي يتراوح بين 300 ألف و400 ألف ليرة سورية، وذلك بعد تحميلهم مسؤولية أمام المصرف لا علاقة لهم بها على الإطلاق ..!‏

فمصرف التوفير من حقه الطبيعي أن يطلب الضمانات التي تضع أقساط التسديد في مأمنٍ وفي متناول اليد بعد الحصول على القرض دون أية مشاكل أو عراقيل، وفي حال تأمين ذلك فإن مصرف التوفير يرحب بالمقترضين جميعاً، يسجل لهم الأدوار ويحدد لهم المواعيد لمنحهم القرض، ولكن بعض المحاسبين في بعض الإدارات لم يدعوا للصلح ولا للأمان والاطمئنان مطرحاً بينهم وبين المصرف الذي يبدي امتعاضاً منهم بسبب امتناعهم عن تسديد الأقساط المفروضة على قروضٍ سابقة، إذ يقوم أولئك المحاسبين بخصم الأقساط من الرواتب فعلياً ولكنهم لا يذهبون نحو تحويلها إلى حساب مصرف التوفير الذي اضطر بالنهاية لوضع ( فيتو) أمام منح العاملين في تلك الإدارات أي قرض آخر إلى أن يتم التسديد بالكامل للقروض السابقة والتعهد بتسديد أقساط القروض الجديدة.‏

العديد من العاملين في تلك الإدارات واجهوا صدّاً مليئاً بالاحباط والازعاج بعد أن وصلوا على أبواب المصرف لتصدمهم تلك الحقيقة التي ألبسهم إياها محاسبو إداراتهم، فلا هم الذين قاموا بارتداء ذلك اللباس، ولا هم قادرون على خلعه.. فماذا يفعلون ..؟‏

في هذه الأثناء لايمكنهم إلا أن يعودوا خائبين ورزقهم على الله، ولكن فيما إذا قام الواحد منهم - وهم الأبرياء - بالتعهّد للمصرف بأن يقوم بالتسديد المباشر شخصياً للأقساط المطلوبة في كل شهر، هل يمكن لمصرف التوفير أن يستجيب ويقتنع ..؟ هو أمل بثّه لنا العديد من الواقعين تحت تأثير فيتو التوفير ويحلمون بأن يجدوا من يتلقّى ويستمع إلى بثهم البائس .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية