|
دراسات والتخطيط لضخ المزيد من الدماء في شريانها الاستيطاني تعود وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزارايس وتذكر العالم بقيام الدولة الفلسطينية التي أخبرها إلهامها المتأخر أن أوضاع الشرق الأوسط أصبحت (ربما)مهيئة لقيامها. كلام رايس ورؤيتها المتأخرة التي تلفظ أنفاسها الأخيرة مع اقتراب رحيل إدارتها مناورة جديدة لتحسين سياستها الخارجية ومحاولة تلميعها بعد أن أخذ بريقها يخبو بشكل متسارع حتى بالنسبة لعيون أقرب المناصرين لهذه السياسة التي باتت توصف بالهوجاء والمتهورة والخرقاء التي حصدت الكثير من الإخفاقات على المستويات العسكرية والسياسية والاقتصادية. والسؤال الذي يطرح نفسه...أين الدولة الفلسطينية وكيف تريدها رايس لتتحسن أوضاع الشرق الأوسط الذي ترنو إليه?! وإذا سلمنا جدلاً بكلامها فأين مقومات هذه الدولة التي تتشدق بضرورة قيامها ?وهل التطبيق العملي لسياسة الإدارة الأمريكية يتطابق وينسجم مع أقوالها على صعيد الواقع? ربما تريد رايس دولة فلسطينية معزولة ومستسلمة تطبع وتنصاع لقرارات الكيان الصهيوني ومن ورائه إدارتها الراعية له أو ربما تريدها دولة للمعتدلين حسب التعبير الأمريكي الرائج تحارب الارهاب الذي تفرضه الإدارة الامريكية وبالتالي حرب بين الإخوة لاتبقي ولاتذر والأمر سيكون مرعباً لوكانت الدولة الفلسطينية التي تحلم بقيامها رايس لتحسين أوضاع المنطقة على غرار ماحدث في لبنان في تموز 2006 لتحسين أوضاع الشرق الأوسط من وجهة نظرها بولادة شرق أوسط جديد جاء مخاضه متعثراً وأثمر عن »سقط «بعد أن دمرت إسرائيل بضوء أخضر أمريكي نصف لبنان فوق رؤوس أهله ,كلام رايس لن يمر على أحد فمن يراقب تصريحاتها يدرك بشكل غير قابل للشك زيف دعواتها لإنصاف الفلسطينيين وحقهم في قيام دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس. ولعل تزامن قول رايس مع دعوات رئيس الوزراء الإسرائىلي ايهود أولمرت ووزيرة خارجيته تسيبي ليفني للسلام والاتفاق مع الفلسطينيين مع اقتراب رحيل أولمرت يطرح المزيد من علامات الاستفهام ويلفت الانتباه للتناغم الأمريكي الاسرائيلي في كل الظروف والمناسبات. كلام رايس وسعي أولمرت وليفني المزعوم لإقامة سلام مع الفلسطينيين يصبان في خا نة واحدة هي خانة الخداع وماتشهده المنطقة من أزمات وتناقضات وفتن يؤكد أن كلا الطرفين يراوغ ويماطل لكسب الوقت ليس إلا, خصوصاً بالنسبة للإدارة الأمريكية التي تحاول ذر الرماد في العيون وإظهار نفسها بدور الراعي النزيه لعملية السلام والديمقراطية. إن أوضاع الشرق الأوسط لن تتحسن إلا بقناعة الإدارة الأمريكية بوجوب التوقف عن الانحياز لإسرائىل وإجازاتها لهابارتكاب المجازر والحصار ضد الشعب الفلسطيني, وستتحسن كثيراً الأوضاع إذا غيرت هذه الادارة سياستها العامة وكانت على مسافة واحدة من جميع الأطراف وكفت عن ممارساتها العدائية تجاه شعوب المنطقة وانسحبت من العراق وأفغانستان وتطلعت إلى إقامة السلام بصفة الراعي النزيه في منطقة الشرق الأوسط. |
|