|
لوفيغارو يصل إلى أحد تجمعات المنازل الصغيرة المتشابكة مع بعضها البعض,والمشرفة على أرض مزروعة بالزيتون يقع منزل عائلة (الكرد) الذي تقطنه منذ عام 1956 بعدما تم طردها من منزلها في القدس الغربية عام 1948 على إثرها وبعد مرور ثمانية أعوام شيدت لهم وكالة الاونروا هذا المنزل,لينتقلوا للعيش فيه. والآن وبعد مرور أكثر من خمسين عاماً على امتلاكهم لهذا المنزل,قضت المحكمة الاسرائيلية العليا بطردهم منه لصالح منظمة للمستوطنين اليهود تدعى (ناشلت شيمون) تدعي لنفسها أنها المالكة لتلك الأرض الواقعة في حي الشيخ جراح أحد الأحياء الواقع ضمن مخطط اسرائيلي يهدف إلى ضم أحياء عربية في القدس القديمة توطئة لتهويد القدس وجعلها عاصمة موحدة لاسرائيل. وتعتبر تلك المنظمة التي أخذت الحكم لمصلحتها,منظمة تسيطر عليها جمعيتان من اليمين المتطرف هما إلعاد والترت ,متخصصتان في عمليات طرد الفلسطينيين من منازلهم في القدس بأي أسلوب كان, وهذا القرار الذي يشكل آخر فصل في قضية أمام القضاء يعود تاريخها إلى ثلاثين عاماً مضت ,حيث بدأت رحلة عذاب آل الكرد منذ عام ,1972حين تم الحكم لصالح جمعيتين يهوديتين متدينتين من قبل المحكمة بأنهما المالكتان لمنزل الكرد. وكانت تلك الجمعيتان قد وضعتا أيديهما قبلها على أحد منازل العرب المتاخمة لموقع ديني,موضع نزاع بين العرب والاسرائيليين في الوادي. ويحمل هذا القرار في طياته مؤشرات تنذر بالشؤم,أقل ما فيه ,أنه وفي حال تم طرد هذه العائلة من منزلها فإن عائلات أخرى عديدة تسكن في منازل بنتها لهم الاونروا ,سيلاقون نفس المصير.وإن كان هذا القرار يعتبر غنيمة كسبتها منظمة ناشلت شيمون التي تطمع ببناء حوالي/250/منزلاً في تلك المنطقة الاستراتيجية المتاخمة لطريق صلاح الدين الشريان التجاري لمدينة القدس الشرقية,فهي تشكل كارثة للشعب الفلسطيني,وهم يرون حلمهم بإقامة عاصمة في القدس الشرقية لدولتهم التي ينشدونها يبتعد عنهم يوماً بعد يوم. وهذا مؤشر قلق يسيطر على جميع الأوساط الرسمية والشعبية,ويندرج قرار الإخلاء الذي كسبته منظمة ناشلت شيمون,الذي تؤكد السلطات الاسرائيلية أنه قرار شرعي في إطار مخططي تنظيمي توسيعي اسرائيلي ذي أبعاد سياسية خطيرة,ويعلق داني سيدمان,محامي منظمة إرعمين التي تدافع عن حقوق الفلسطينيين في القدس قائلاً (لقد فشلت منظمات المستوطنين اليهود في قلب المعادلة الديمغرافية,المرجحة لمصلحة العرب,في المدينة القديمة,وقد أفلحت القليل من العائلات اليهودية في السكن في الأحياء العربية الإسلامية والمسيحية,وبدلاً من تقويض المدينة القديمة من الداخل,قرر المستوطنون إحاطتها من الخارج). وفي الواقع تشهد تخوم سوء المدينة القديمة حركة مشاريع وورشات مكثفة منتهكين بذلك خطة (خارطة الطريق) خطة السلام الدولية والتي تنص بشكل واضح على وقف الاستيطان سعياً من الحكومة في تل أبيب إلى فرض سياسة الأمر الواقع,قبل محادثات الوضع النهائي,ففي الشمال من مدينة القدس الشرقية ,في منطقة الشيخ جراح,امتلك المليار دير الأمريكي ايرمينغ موسكو فينز,وهو بمثابة الخزانة المالية الكبرى للمستوطنين أرضاً سوف يبني عليها مئات الوحدات الاستيطانية. وفي جنوب المدينة القديمة في منطقة جيل المكبر أصبحت مستوطنة نوفزيون على وشك الانتهاء من العمل بها,وفي الشرق في حي رأس العامود ,من المقرر توسيع مستوطنة معالي زايتيم بإضافة المئات من المساكن,وبعيداً قليلاً,وبالتحديد في أراضي أبو ديس,يخطط المليار دير موسكو فينز بناء مستوطنة جديدة تدعى كيدمان زون تتسع ل(400) عائلة. هذا بالإضافة إلى المخططات الرامية إلى إزالة حي السلوان والسوانة,ويتوقع داني سيدمان أن (اللعب بالنار سوف ينتهي إلى تفجر مدينة القدس الشرقية). مسلسل نكبات لن ينتهي من حياة الفلسطينيين ,والسكان العرب في القدس الشرقية بات القلق يؤرقهم من نكبة ثانية. |
|