|
ساخرة تقولون: البنوك? لا ... لا أحب أن أسمع باسمها, فمرة وضعت في بنك كل ما ادخرته في سنة من عملي,فما هي إلا عدة أشهر حتى أفلس البنك, وخرجت من صفقة البنك أندب حظي. منذ ذلك الوقت قررت ألا ألجأ في تخبئة مدخراتي إلى أي بنك من البنوك. أنتم حيارى, تريدون أن تسألوني من أين يأتيني هذا المال الكثير?. الجواب سهل, إن يدي ماهرتان في تصليح المكيفات الكهربائية وخاصة الأدوات التي لها علاقة بالكهرباء, والتصليح كالطب يعطيك ما تطلب. يكفي أن تقطب وجهك وتقول: هذه التصليحة كلفت كذا ألف ليرة, حتى يعطيك الزبون على الرغم منه,تصوروا لوعة الأسرة على جهاز تلفزيون كان يعمل, يثقف ويسلي ويقطع الوقت, ثم غدا أخرس فجأة, ألا تدفع ما فوقك وماتحتك لتجعله يتكلم من جديد?. جمعت المال بكل وسيلة ممكنة, كنت أضيف إلى أجرتي ما أريد. من أين يعرف الزبون أنني بدلت هذه القطعة أو لم أبدلها? كل شيء يخضع للأمانة, وأنا بيني وبينكم... أمانتي واسعة! واسعة فوق اللزوم?!. المهم... صار معي مبلغ كبير جداً, قررت أن أشتري سيارة, مثل كل الخلق الذين يشترون سيارات وضاق عبي بما أحمل من نقود, فأشارت علي زوجتي أن أضع أوراقي النقدية تحت شجرة الياسمين في بيتي العربي. كيف يا امرأة? قالت: احفر تحت الشجرة وحط المبلغ, ولا من عرف ولا من دري, استحسنت الفكرة كثيراً واشتريت أدوات الحفر, وفي ليلة دهماء قمرها غائب, رحت أحفر بأقل ما يمكن من الأصوات حتى حفرت حفرة واسعة لابأس بها ودلقت المبلغ الذي معي فيها »وهون حفرنا وهون طمرنا« ونمت تلك الليلة سعيداً, أحلم بالسيارة التي تنتظر بعض المال حتى يتوفر ثمنها, فأذهب لأشتريها ,وصرت أذهب كل يوم وأدور دورة, دورتين حول شجرة الياسمين وأنا أغني : لا تقولوا مخزنك عبك قولوا مخزنك أرضك. حان اليوم الموعود, فقد ذهبت لأتفق على شراء سيارة انتقيها من ماركة شهيرة وأثب بسرعة, عرقي مرقي, لأحفر تحت شجرة الياسمين, فإذا بي أجده ,يا لوعتي ويا شقائي, مزقا كل ورقة من فئة الألف صارت مئة شقفة ,كدت أجن: ناديت : (يامرا).... تعالي انظري خرب بيتي . نظرت امرأتي وتأوهت وقالت: إجت الحزينة تفرح ما لقت لها مطرح. اسمع يارجل كانت غلطة.. الجرذان هاجمت الأوراق النقدية وقضمتها ..روق خايفة عليك من جلطة بسبب الجرذان. قلت: انجلطت بسبب قرشي الأسود مثل العطاب! كانت الجلطة قد جاءتني مع انذار عجيب, صوت نفسي يملأ أذني: هذا ما جنته يداك من عدم استقامتك في مهنتك »انت جبت والجرادين أخذت«. |
|