|
ساخرة »والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة«.وسارت أبيات من الشعر أمثالا عن الحمار: إذا ذهب الحمار بأم عمرو فلا رجعت ولا رجع الحمار ويقول النابغة الذبياني: ولا يقيم على ضيم يراد به إلا الأذلان عير الحي والوتد هذا على الخسف مربوط برمته وذا يشج فلا يرثي له أحد والعير هو الحمار. وفيه كما يقول الدميري في »حياة الحيوان« خصلتان جدير بهما أن تكونا ممدوحتين احداهما الصبر على المكاره وثانيتهما بقاؤه في مكانه حيث تتركه. وروي عن الجاحظ أنه قال:قال ثمامة بن أشرس:»دخلت على صديقي كي أعوده وتركت حماري على الباب ولم يكن معي غلام يحفظه فلما خرجت إذا صبي يحفظه. فقلت:أركبت حماري بغير اذني? قال الغلام:خفت أن يذهب فحفظته لك. فقال ثمامة:لو ذهب لكان أعجب إلي من بقائه. ومن بابه الصبر لقب مروان بن محمد آخر الخلفاء الأمويين بمروان الحمار وكانت مدحا لا هجاء, والخصلة الثانية أنه يذهب إلى مكان مرة فلا عنه بعد ذلك أبدا. زارني أحد الأصدقاء في منزل كنت سكنته حديثا مرة فلما أراد أن يزورني للمرة الثانية ضل الطريق وكان المنزل في بعض الضواحي التي تتشابه طرقاتها وأبنيتها, فأخذت ألومه وأقول له: لقد زرت هذا البيت من قبل, فكيف تضل عنه? هل أنت حمار? فبادرني قائلا:إنني بالتأكيد لست حمارا, إذ لو كنت حماراً لعرفت طريق البيت من زورة واحدة ولما ضللت في المرة الثانية. |
|