|
أبجد هوز إلى إدارات المرور العربية والعالمية: السائق السوري هو أمهر سائقي العالم, فهو في نفس اللحظة يحاسب الركاب ويضبط محطات الراديو ويشتم زميله وينهش من سندويشته ويتشاجر مع الركاب, كل ذلك بتقنية عالية, فلماذا لا تبدلون له شهادته السورية فوراً دون اختبار او إجراءات غير مجدية? إلى كل البلديات ومؤسسة الطرق وفروعها: من الأعماق أهنئكم على هذا التنسيق المنقطع النظير بينكم, ولم يشذ عنه أحد, فالكل منضبطون وملتزمون بإبقاء الخراب في طرقنا, حتى إننا صرنا نحِنُّ الى زمن كانت فيه الحمير والجمال هي وسيلة النقل, ولم يشكُ أجدادنا وآباؤنا من وعورة الطريق. حمار متقاعد روى مذكرات عن تلك الأيام فقال: كنا نتأفف إذا صادفتنا حفرة في الطريق, مع أنه لم يكن أيامنا بلديات ولا وزارات إدارة محلية, أما الجمال فلها أجهزة تحت أرادفها تحميها من الحفر والمطبات, تسمونها الآن خمادات. أما الجمل فعرعر وقال: كانوا يسمونني سفينة الصحراء ولا أصرف شيئاً وطعامي هو الشوك, أما الآن فقد حل محلي سيارات اللاند روفر والكروزر والشبحات بكل انواعها, وتنهش البنزين نهشاً, فأيها أفضل نحن الحمير والجمال أم شبحاتكم? عض الحمار على شفته ولوى رأسه بحركة امتعاض معبرة. |
|