تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


حسين المليجي وحسن

ذكريات في الفن
الأحد 13/4/2008
عادل أبو شنب

في منتصف الخمسينيات تركت المدرسة سنة كاملة والتحقت باستديو نزيه شهبندر رحمه الله كنت أحب السينما

ولأن العين بصيرة واليد قصيرة اكتفيت من هذا الحب بالالتحاق بالاستديو الوحيد الموجود في دمشق, وأمضيت فيه سنة كاملة أتعلم ألف باء هذا الفن دونما أجر, وفي إحدى المرات خلال إقامتي في الاستديو جاءت سيدة عمرها أكثر من عشرين سنة بقليل لتتدرب على الرقص على يد رجل مصري اسمه حسن المليجي ولعله قريب الممثل الذائع الصيت في السينما المصرية حسين المليجي.‏

كان حسن مقيما في دمشق ويعمل في صالة النصر التي هي مسرح وسينما في الوقت نفسه وعبثا أردت أن أعرف سر إقامته في دمشق, فهو لم يبح بسره قط, كان يعمل ممثلا, وكان يتقن الرقص الشرقي أفضل مما تتقنه أعظم الراقصات المعروفات يومئذ ولهذا جاءت الصبية لتتعلم على يديه فنون الرقص الشرقي وكان يعلمها ويهز وسطه ويقوم باستعراضات جميلة.‏

ويطلب إليها أن تقلده ولقد كانت تلميذة نجيبة فقد تعلمت وبعد عدة سنوات رأيتها في أحد مسارح القاهرة ترقص فعرفتني وأوقفت عرضها وجاءت تسلم عليّ.‏

حسين المليجي ظل في رأسي وكنت أسأل حسن عنه, فكان يقول لي: إنه من العائلة, ولما أردت أن أعرف ما إذا كانت له به صلة أم لا صلة, فحدثني عن قرابتهما, وإنهما دخلا معترك الفن في وقت واحد ولكن الدنيا حظوظ, أخذوا حسين المليجي ورفعوه وتركوا قريبه حسن المليجي يراوح مكانه, فآثر أن يترك القاهرة واختار دمشق لينبغ فيها ويصبح ممثلا وراقصا وأستاذا للرقص.‏

هل يعطينا هذا مثالاً عما تفعله الحظوظ بالناس وخاصة بالفنانين أقول: نعم فإن مثال حسن وحسين صارخ في أن الموهبة وحدها لا تكفي.‏

وان انتشار فنان أو فنانة قد يتم بضربة حظ والأمثلة كثيرة ولا أريد أن أضربها, وأعدد أسماء بعينها حتى لا اتهم بأنني أنسب شهرة فلان وعلتان إلى الحظ أكثر منه إلى الموهبة.‏

قديما, كانت أمي- رحمها الله- تقول: ( أعطني حظا وارمني بالبحر) والواقع أن الحظ يلعب لعبة خطيرة في هذه المسألة فقد يرفع موهوبا, نص على نص, ويهبط بموهوب خارق!.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية