تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الفن يعكس رقي المجتمع..

فنون
الأحد 13/4/2008
علاء الدين محمد

هل اختلف مفهوم القراءة في عصرنا اللاحق وفضاءاته المفتوحة وتطوراته التقنية السريعة والمرئية عن المفهوم التقليدي?

ما المطلوب الآن من القراءة, وكيف يجب أن تكون لتحقيق الارتقاء المطلوب, ولما يتوجه المتلقي للجلوس لساعات طوال ومشاهدة ما يعرض على الأجهزة المرئية ولا يستطيع المواظبة على قراءة مادة مكتوبة? هل هذه الدعوى ستؤدي إلى الارتقاء الحقيقي لكل من يقرأ? وهل ستصل بالمتلقي إلى أن يكون مشاركاً في الارتقاء, محاوراً, منتقداً ,مبدياً رأيه وقد تخلى عن تلبيته وعن كونه وعاء يحوي الكم المفروض والمختلف والمتناقض في عالم الفكر والابداع والثقافة.‏

بهذه التساؤلات بدأت الفنانة الكبيرة جيانا عيد ندوتها في المركز الثقافي العربي بالمزة بعنوان ( الفن والرقي الاجتماعي ) حيث شارك كل من محمود سعيد من فلسطين وخالد صالح من مصر وفؤاد حميرة وحاتم علي من سورية.‏

إن الفنانين المنتدين المبدعين هم من الذين كان لهم وعبر ابداعاتهم وقراءتهم الفنية في الفن المرئي الدور الكبير في الارتقاء الاجتماعي.‏

هل استطاع الفن عموماً والمرئي خصوصاً أن يضطلع بهذا الدور الجمالي والمعرفي والثقافي الراقي.‏

الفنان محمود سعيد قال: المجتمع هو موضوع الفن, والفن هو مخلوق المجتمع ولكن أي مجتمع وأي فن, الفن هو الذي يجسد الجمال ويعطيه شكلاً نفهمه, والفن الحقيقي هو كزوجة الرجل الحنون لا يحتاج إلى زينة, ولكن الفن الزائف كالممثل ينبغي أن يكون مزيفاً على الدوام وهذا القول ( لتولستوي). الفن الحي لا يقلد الماضي لكنه يطوره وهو أسمى رسالة للإنسان وهو الذي يجعل حياة الناس جميلة, فمن الضروري وعي المجتمع لثقافته الخاصة ولهويته التاريخية لتتضح معالم الشخصية, فإذا ضاعت الأصول ضاع التاريخ.‏

أما الفنان حاتم علي فله رأيه الخاص وقال: أعتقد أن الفن شكل من أشكال التعبير عن المجتمع نفسه وبالتالي هو ليس منفصلاً عن مستوى هذا المجتمع الحضاري الثقافي, عندما نتحدث بهذه الطريقة وكأننا نضع المؤسسة الفنية في سياق والمجتمع في سياق آخر, المؤسسة الفنية أو الثقافية هي جزء من المجتمع وبالتالي تقييم هذه المنتجات هو تقييم للمستوى الحضاري الذي وصلت إليه هذه المجتمعات.‏

أما الكاتب فؤاد حميره قال: يوجد 70 مليون أمي, فأنا سأبحث عن وسائل ورسائل مبسطة حتى أقدر توصيلها إلى هذا المتلقي وبالتالي تؤثر على المستوى, وغايتي هي إرضاء المستهلك وهي خارج عاداتي وتقاليدي وهناك عشرة آلاف كاتب جاهل وهناك خلل داخل العملية الفنية وأخطاء كثيرة.‏

واعتبر الفنان خالد صالح أن الفن مظلوم ولا يجب تحميله كل أعباء الأزمة الكونية التي نحن فيها, والأزمة المجتمعية بشكل أو بآخر تؤثر تأثيراً كبيراً على المجتمع, فإذا كان في حالة تدنٍ والفن في حالة ارتقاء مستمر فهذه معادلة صعبة يجب على الفنان البحث بدقة عنها.‏

وانتقلت الفنانة جيانا عيد إلى محور آخر, هل أصبح الفن المرئي مختصراً وبديلاً عن الكتاب.‏

الفنان محمود سعيد قال: الذي يجمع العائلة هو الشيء المرئي, أما حاتم علي فقال: للأسف أصبح الفن المرئي بديلاً عن الكتاب وهذا مؤشر على المستوى الحضاري الذي وصلت إليه القناعات, والمفترض أن يبقى الكتاب هو مصدر المعرفة.‏

في سورية تحول العمل المرئي أحياناً إلى بديل, وأحياناً عن كتاب المدرسة, أما الكاتب فؤاد حميرة فقال: أي شاشة يمكن أن تكون بديلاً عن الكتاب.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية