|
فضائيات والأحداث.. فما يقدم على قناة MBC3 بمعظمه أعمال درامية تتوجه لجيل الشباب واليافعين يتم اقتناؤها من السوق العالمية بنسبة 100% أعمال ليس لدينا إحصاء عن عدد المشاهدين لها في عالمنا العربي (كالعادة).. وأتمنى ألا تكون نسبة المشاهدة كبيرة.. ليس من باب الحرص عليهم بألا يخدش حياؤهم, حيال مايقدم في هذه الأعمال من مشاهد حب ساخنة وملابس فاضحة.. وموضوعات غريبة ومثيرة جداً أحياناً لتحفظاتنا الأخلاقية (الظاهرية الكثيرة)!! قطعاً لا.. فما يقدم على الفضائيات العربية على يد مخرجين ومنتجين لأغلب أعمالنا الدرامية , يثير حفيظة جهابذة الدراما الهوليوودية, وربما يدفعهم للمطالبة بوضع علامة ( يحذر المشاهدة لأعمار مادون ال 25) لأسباب صحية ونفسية..?!. ولكن ستدفعهم رؤية ما يتم عرضه من هذه الأعمال الدرامية للتساؤل لماذا يغيب جيل كامل- من الشباب واليافعين العرب الذين بلغ تعدادهم نصف سكان الوطن العربي- عن اهتمام الدراميين العرب من كتاب ومخرجين وشركات إنتاج عام وخاص. بينما نرى على هذه القناة MBC3 بشكل مكثف كبير عدداً كبيراً من أعمال درامية مخصصة لفئة اليافعين الشباب, الأطفال هم أبطالها ا لرئيسيون والأحداث تدور عنهم ولأجلهم.. وبكثير من التشويق,, والبريق والأضواء الجاذبة, كفراشة تحلق على ضوء كاشف, أو زهرة تشع خطراً- لن نناقش هنا مايبث من وجهة نظراً أخلاقية واختلافية وتقنية وإشكالية حضارية ومدنية- ولكنني أتحدث عن عامل الجذب الذي من خلاله تمر الرسالة التي يقف وراءها أصحاب هذه الأعمال الكثيرة لدرجة إثارة الغيرة والحسد لدي. أفلام ومسلسلات تعمل على تحفيز وتحريض الخيال.. ودعم الطاقة ا لفردية والشخصية عند هؤلاء الشباب ( اليافعين) وتعزيز الثقة بالنفس لديهم إلى أقصى مدى ( دون الخوف منها) من خلال تعريضها لامتحانات واختبارات حياتية وتوظيفها ودفعها للبحث عن حلول ومخارج, باستخدام (العقل) واستفزازه وتوظيفه للبحث عن خيارات ومبادرات.. يتفوق فيه هؤلاء الصغار.. الذين يفتح أمامهم الفضاء والاتصال بمخلوقاته, الذهاب إلى المستقبل والماضي.. أما الحاضر فله النصيب الأكبر في هذه الأعمال, حاضر لن ندعي أنه جنة ونوم في عسل الطفولة ندرك أنه حاضر تكنولوجي رقمي صعب, تتوفر له أسباب الرفاهية. ومملوء بعناصر الخلل الحقيقي, لكن بالمقابل أيضاً تتم السيطرة عليه درامانا.. لإزالة الألم منه.. أو حتى تخفيفه. بينما تنعدم لدينا المبادرة للقيام ولتأسيس - دراما الشباب- جيل يتم إقصاؤه من الدراما العربية لأسباب إنتاجية ربحية.. فالدخول في مغامرة مالية لإنتاج عمل للأطفال أوالشباب.. يعني المراهنة برأس مال يبحث عن عائد مضاعف ولن يتأتى ذلك عبر طفولة اكتفينا بالتغني لها.. منذ عبقرية ( يلا اتنام.. يلا اتنام)!!. جيل موضوع في (الخدمة) .. خدمة فواصل لامفاصل القضايا, والتي تطرحها السينما, ويطرحها التلفزيون.. جيل ( ضيف شرف) و( على هامش) المسلسلات..على شكل ابن ضال.. أو ابنه خارجة عن السيطرة.. ودور الكاتب محاسبة الأب والأم اللذين تسببا في ضياعهما.. وبالتالي إعادتهما على يد المخرج إلى حظيرة.. ( توته..توته.. خلصت الحتوتة) وتأمين عمل لائق لهما.. وتوضيب زيجة مناسبة.. فالمشروع الحياتي المستقبلي والذي يقترب من الحلم.. في درامانا العربية هو تأمين المشروع ( العملي والإنجابي) للشباب العربي في أقصى حدوده وأقسى ظروفه?!. الدراما المحلية والعربية تعالج قضايا الشباب واليافعين على طريقة الصيدلية التي تمنح الحبوب المسكنة.. وفي الغالب الأعم.. يتم زج هؤلاء الشباب والأطفال لخدمة الحكاية والأبطال.. لا العكس. |
|