تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


بين الدعم والحاجة

معاً على الطريق
الأحد 13/4/2008
ديانا جبور

أرفض الدعم , سواء انصب على الأفراد أو الحوائج , لأنه سبب إفساد بالنسبة للأشخاص إذ يشعرون أنهم فوق القانون لأن ما بين أيديهم لم يأتهم من تراكم خبراتهم بل من خدمات معارفهم , والدعم باب فساد فيما يخص البضائع لأنها تباع بخلاف قيمتها الحقيقة , فإما أن يكون استهلاكها ببطر ولا مبالاة دون اعتبار لقيمتها الحقيقية , أو مجال اتجار وتهريب وسرقات .

هذا موقفي من الدعم , أي أنني من حيث المنطلق أوافق وأؤيد وأدعم إن لزم الأمر إعادة توزيعه , لأننا بذلك نطرحه بكلفته الفعلية أو الأقرب إليها , لكن التسعير الحقيقي يعني دخلا مناسبا , وفي حالتنا رفع الأجور والرواتب , وقد وعد السيد رئيس مجلس الوزراء في لقاء المصارحة الذي أداره مشكورا بالأمس مع مجموعة من الإعلاميين أن تكون زيادته مجزية .‏

حديث السلع المدعومة , يعني بالضرورة حديث المازوت تحديدا والحاجة إلى إعادة تسعيره لتعود إلى ميزانية الدولة اربعمائة مليار ليرة سنويا كانت تذهب إلى جيوب المهربين ولصالح غير السوريين ..‏

بدءا من اليوم سيتم توزيع قسائم بالسعر المدعوم وبمعدل ألف ليتر للأسرة الواحدة , والرقم مقبول بالنسبة للغالبية من ذوي الدخل المحدود , لكني لم أدرك مغزى تقييد المدة الزمنية للحصول عليها بأسبوعين , فماذا لو كان المعيل مسافرا أو عاملا في الخليج , هل نحرمه من حقه بالحصول على القسائم لأنه سيعود إلى الوطن بعد انتهاء ممهلة الأسبوعين ! هل القسائم إعفاء ضريبي حتى نحدد مهلة للاستفادة ? لماذا نريد أن نضغط كل الأعداد بأسبوعين ? طالما أنه حق يعني أن لصاحبه الاستفادة منه في الوقت الذي يناسبه .‏

تساؤل ثان يطرح نفسه بمناسبة إعادة تسعير المازوت : هل ستدفع المنشآت الصناعية السعر المحرر أم سعرا اقتصاديا خاصا سيرفع أسعار منتجاتها لكنه لا يحرقها ?‏

سيكون هناك متضررون من إعادة تسعير المازوت وقد يلجأ بعضهم إلى مصادر طاقة بديلة , وقد يتعدون على ما تبقى من غابات أو يسرقون الكهرباء فهل تم التفكير بخطوات استباقية رادعة ?‏

إجراءات بسيطة لكن تجاهلها سينعكس سلبا.‏

dianajabbour@yahoo.com‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية