|
على الملأ فهل ثمة ما يعزز هذه القناعات ? ام ان احتمالات الخروج من هذا النفق ممكنة? و ماهي الاجراءات التي قد تساعد على تجاوز هذه المرحلة ?. أعترف شخصيا بان الحكومة ممثلة في مؤسسات وزارة الاقتصاد و التجارة قامت بدور كبير في الحفاظ على توازن اسعار المواد الاستهلاكية بصورة معقولة , و قد تدخلت ايجابيا في اعادة كثير من الاسعار الى المستوى المطلوب , و هذا ما حصل بشكل لافت في الاجراءات التي نفذتها المؤسسة العامة للخزن و التسويق من خلال افتتاح صالات بيع جديدة , و توزيعها على كثير من المناطق, فضلا عن قيام سياراتها بالبيع بصورة مباشرة للمواطنين في كثير من الاحياء حيث لايتوفر فيها صالات او منافذ للبيع, و مازالت اسعار المواد الاساسية في هذه الصالات اقل من الاسواق الشعبية بنسبة كبيرة. و لكن هذا التدخل مازال دون الحد المطلوب و لا يحقق الاهداف الحقيقية للحكومة في تحقيق التوازن ما بين الدخل و الانفاق بالنسبة للمواطن العادي , و خاصة ذوي الدخل المحدود في ظل تراجع فرص العمل و ارتفاع نسبة البطالة , و زيادة معدل التضخم ليس في سوريةوحدها و لكن في جميع دول العالم . و تدرس الحكومة بكثير من الهدوء اصدار حزمة من القوانين و التشريعات و القوانين الهادفة الى ردم الهوة الموجودة حاليا ما بين معدلات الدخول و الاحتياجات الاسرية , و هذه الاجراءات تتضمن موازنة ما بين اعادة توزيع الدعم للمواد الاساسية ( وقود , قمح , سكر, رز ) و غيرها و بين زيادة الرواتب و الاجور للموظفين و دعم احتياجات غير الموظفين و لا سيما في مجال الطاقة , و منها المازوت بصورة اساسية . و الاجراءات المفترضة ينبغي لها ان تحقق العدالة للمواطنين بصورة كاملة , و الحفاظ على ثروة و اموال الدولة من الهدر و الضياع , و لا سيما ما نتعرض له من تعديات المهربين و المتلاعبين بأقوات المواطنين على السواء. و هنا مكمن الصعوبة في تحقيق هذه المعادلة المعقدة. الامر ليس سهلا . فثمة متلاعبون ينهبون مليارات الليرات دون ان تفيد الاجراءات القانونية في الحد من تخريبهم , مما يعني ضرورة اتخاذ اجراءات صارمة , تحتاج مزيدا من الشجاعة من جهة, و قدرة على احتمال نتائجها في مراحلها الاولى من قبل المواطنين من جهة ثانية. و باعتقادي ان الايام القادمة حبلى بالكثير من القرارات التي تحتاج كثيرا من التعقل في التعاطي معها في الوصول الى تحقيق المعادلة الصعبة. و نحن في سورية مررنا سابقا بظروف ضاغطة تركت المؤثرات الخارجية منعكساتها على الوضع الداخلي , و قد تجاوزناها بكثير من القدرة على المواجهة , و نحن قادرون على تجاوز اثارها أو آثار مماثلاتها في الراهن من الايام . |
|