تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


حصاد الملتقى الوطني لإعلام الطفولة الأول.. رسائل إعلامية تعنى بالتنشئة و النمو الاجتماعي .. إعداد برامج تلائم مرحلة الأزمة و ما بعدها

مجتمع
الاثنين 25-11-2013
منال السمّاك

علينا أن ندق ناقوس الخطر .. أطفالنا يتعلمون من الخارج .. و يتلقون رسائل مختلفة و مغلفة بقوالب جميلة .. مزركشة بكل الألوان ..

علينا أن نأخذها بعين الاعتبار لأنها تتضمن ما تتضمن من عنف وإرهاب .. و عدوانية .. و عزلة .. و عدم قبول الآخر أبداً .. و ذلك تبعاً لما نراه من تقليد أطفالنا لما يتابعونه على مثل هذه الوسائل مع الأهل و الأقران .. و الاهتمام الكبير الذي يولونه لمثل هذه الوسائل بعيداً عن المدرسة و النوادي والقصص .. حيث باتت تلعب دوراً كبيراً في حياتهم و تأخذ حيزاً أكبر من وقتهم و تفكيرهم ...‏

من هنا على الجهود أن تتضافر و بشكل فعال و بناء من قبل الإعلام الوطني و وزارة التربية و منظمة طلائع البعث و المدرسة و الأسرة ، و ذلك لنشر الوعي الاجتماعي بفعالية بين الأطفال، و مساعدتهم على فهم الواقع بشكل أفضل ، و متابعة ما يبث إليهم من القنوات الأخرى المختلفة بمساعدة الموجهين التربويين والاجتماعيين و النفسيين ..‏

هذا ما أجمع عليه المشاركون بنتيجة الجواب على السؤالين الأخيرين بالاستبيان في الملتقى الوطني لإعلام الأطفال ،حسبما ما ورد في البيان الختامي الذي أصدرته منظمة طلائع البعث ، والذي تضمن تحليل نتائج الاستبيان الذي وزع في الملتقى وقد تم نشره على موقع الهيئة العامة للإذاعة و التلفزيون ، حيث أجاب عليه 200 مشارك من مديري المدارس و الموجهين التربويين والمرشدين الاجتماعيين و النفسيين و إعلاميين ، كما تضمن البيان ما توصل إليه الملتقى من مقترحات و توصيات ، و قد أكد كل من السيدة مها كنعان معاون وزير التربية و السيد وضاح سواس - مدير مكتب التربية التقنية و المعلوماتية المشرف العام على الملتقى بعد لقاء مع الدكتور هزوان الوز وزير التربية ، أنه أوعز بوضع تسع توصيات في حيز التنفيذ .‏

وهنا نشير أن السيد وزير التربية قد وافق على البيان الختامي بحضور اللجان المشرفة على الملتقى في مكتبه يوم الثلاثاء 19 الشهر الحالي .‏

تؤثر على النمو الاجتماعي‏

و قد ورد في تحليل نتائج الاستبيان أن وسائل الإعلام تؤثر على النمو الاجتماعي للطفل بشكل عال جدا نظرا لتطور وسائل الاتصال المرئية و السمعية و البصرية ، و تأثيرها اكبر على الطفل مقارنة بتأثير الوالدين فلهذه الوسائل الإعلامية مجموعة من التأثيرات السلبية و الايجابية على الطفل ، كما أنها من ناحية أخرى تعمل على نقل التراث الاجتماعي الأصيل إلى حد ما ، و حسب رأي الأكثرية في الاستبيان يكون لهذه الوسائل الإعلامية تأثير ايجابي و تأثير سلبي بنسب متقاربة جدا (88 ايجابياً ، 79 سلبياً ) .‏

التحصيل الدراسي متوسط‏

ومن التأثيرات السلبية حسب نتائج الاستبيان فالتلفاز بحد ذاته يعمل على عزل الأطفال عن المحيط الاجتماعي إذا لم تكن ساعات مشاهدته للتلفاز تحت سيطرة الأهل ، و من جهة أخرى أيضا تؤثر شبكات التواصل و برمجيات ألعاب الأطفال المتواجدة حاليا في مقاهي الانترنت بشكل عال على الناحية النفسية للطفل ، و تأثير الإعلام على التحصيل الدراسي للطفل متوسط نوعا ما ، حسب طريقة استقبال الطفل للرسالة الموجهة من هذا الإعلام ، فإما أن يكون سلبيا أو ايجابيا ، ولوحظ من جهة أخرى أن وسائل الإعلام المحلية تعمل على تثقيف الطفل و تعليمه في الوقت الراهن بشكل متوسط نوعا ما ، هذا يعني أنها مقصرة في عملها و هي لا تقوم بتطوير تقنياتها و برامجها التفاعلية و تغض النظر عن الرسائل الموجهة للطفل من الخارج ، و لا تعمل على تبني وجهات النظر التي من شأنها جذب الطفل إليها .‏

و هذه الوسائل من ناحية أخرى أيضا تلعب دورا سلبيا و ايجابيا في العلاقة بين الآباء و الأبناء في الأسرة الواحدة بشكل متقارب ، مع أن الكفة تميل إلى التأثير الايجابي لكن النسب متقاربة جدا (50% ايجابي - 37.5 % سلبي ) و ذلك حسب نوعية العلاقات و كيفية معالجة مثل هذه الأمور من قبل الوالدين و قربهم من الأبناء ، بينما الحوار الأسري وحده قادر على التغلب على كل من التأثيرات السلبية .‏

أولها التلفزيون و آخرها الإذاعة‏

و بالنسبة لتنمية الوعي الاجتماعي لدى الطفل أكثرها إفادة هي المحطات التلفزيونية التي يتابعها الأطفال يوميا و على مدى اليوم أحيانا ، و يليها تنازليا الانترنت ثم المجلات ثم شبكات التواصل الاجتماعي و يأتي آخرا الإذاعات المسموعة ، من هنا أجمع التربويون و الإعلاميون على أن هذه الوسائل بحاجة للدعم و المساندة في نشر الوعي الاجتماعي من قبل وسائل أخرى و منها (( الأنشطة المختلفة في المدرسة و النوادي ، أنشطة تربوية ، دعم المسرح في المدرسة ، جلسات حوار )) .‏

و بخصوص وسائل الإعلام التفاعلية ووسائل التواصل الاجتماعي يتابعها أطفالنا في أوقات فراغهم و معظم الأوقات باتت بديلة عن الجلوس مع أفراد الأسرة ، و على الرغم مما لمسناه من التأثير سلبي فيما يقال أو ما توصلنا إليه النتائج ، إلا أنها من ناحية أخرى باتت مثل هذه الوسائل وسيلة ضرورية تشغل أوقات فراغ الأطفال بشيء مفيد نوعا ما و تساهم إلى حد ما في رفع المستوى الثقافي لدى الأطفال .‏

كما استطلع الاستبيان القنوات الأكثر مشاهدة من قبل الطفل ، و تبين أنها بالتسلسل الأكثر ( Space toon - mbc3 - cn العربية - طيور الجنة - براعم - نون ) ، على الرغم من الثقة المعطاة للإعلام المحلي بقدرته على أداء واجبه بتربية النشء إلا أن الأهل لا يوجهون أبناءهم تجاه وسائل الاتصال المحلية ، نظرا لافتقارها إلى كل ما يجذب الطفل و الأفكار الإبداعية و التطور .‏

برامج من واقع الطفل‏

و قد اقترح المشاركون بالاستبيان إعداد برنامج تلفزيوني متخصص بنقل بعض الدروس و ما يحدث في الاستراحات بين الدروس في المدارس بشكل واقعي و مباشر ( تلفزيون الواقع، ونقل بعض الأنشطة اللاصفية في الوحدات الطليعية ، والاهتمام بميول الأطفال و اهتماماتهم ومشكلاتهم وتقديم برامج خاصة بها ، و تقديم الفقرات والبرامج الخاصة بالأطفال على نحوٍ مناسبٍ من حيث التوقيت والمساحة ، و إدراج حصة مسرحة المناهج ، و برامج خاصة بالأسرة لمختلف المراحل العمرية تراعي الجاذبية والتشويق ، و إعداد برامج من واقع الطفل السوري وأسرته .‏

استراتيجية إعلامية مناسبة‏

و قد ركزت المقترحات على دعم إعلام الطفل ورفعه إلى المستوى الذي يمكنه من القيام بدوره في تربية وإعداد الطفل وذلك من خلال تشكيل لجان تضم ممثلين عن كلٍ من وزارات التربية والإعلام والثقافة والأوقاف والشؤون الاجتماعية والتعليم العالي (كلية الإعلام) مع منظمة طلائع البعث لوضع استراتيجية إعلامية موجهة للطفل ، والوقوف على رغبات الأطفال وميولهم وتحديد البرامج التي يودون متابعتها ، و إصدار برامج خاصة بالطفولة بالتنسيق بين مديريات برامج الأطفال والمؤسسات الإعلامية بما يتلاءم مع المرحلة الراهنة و ما بعد انتهاء الأزمة ، و إطلاق فضائية خاصة لإعلام الطفولة بالتعاون والتكامل مع وزارة الإعلام والتربية ومنظمة طلائع البعث ، وأن تكون بديلا قويا يستقطب الطفل السوري عن فضائيات الطفولة الأخرى ، و الاستفادة من المتخصصين بالدراما السورية لإنتاج برامج خاصة للأطفال .‏

كما أكدت المقترحات على تعاون منظمة طلائع البعث مع الفضائية التربوية السورية بهدف إعداد برامج مشتركة للأطفال ، و تعزيز برامج الطفولة برسائل إعلامية تعنى بالتنشئة الاجتماعية هدفها حب الوطن وقداسة الانتماء والولاء إليه ، اختيار مذيعات بشخصيات محببة للأطفال من ذوي الخبرة في التعامل مع الطفل عند إطلاق برنامج يتوجه للطفل حواراً أو نشاطاً .‏

إعداد كوادر مؤهلة‏

كما تضمنت التوصيات تعزيز قيم الأخلاق والسلوك السوي في ظل الثورة الرقمية في جميع وسائل الإعلام ، و إيلاء البرامج التي تتناول موضوعات من هم بين سن ( 12-18) اهتماماً أكبر وأوسع ، و التنسيق مع اتحاد إذاعات الدول العربية ( مركز التدريب - دمشق) لإعداد كوادر صحفية خاصة بإنتاج المواد الإعلامية الخاصة بالطفل ، و التنويه إلى السن المناسب لمشاهدة البرامج والمواد التلفزيونية التي تعرض على فضائياتنا ، و العمل على إعداد فرق تدريب وطنية تعنى بتقديم البرامج والنشاطات التي تهتم بمعالجة الآثار السلبية فيمن تأثر بالأزمة من الأطفال السوريين .‏

و أشارت التوصيات إلى ضرورة إعداد بحوث عن الخصائص النمائية والنفسية لمن توجه إليهم الرسالة الإعلامية ، و نشر الوعي حول التربية الجنسية وتبصيرهم بكيفية مواجهة أساليب العنف الجسدي و التحرش الجنسي للأطفال الذي يمكن أن يقع على الأطفال ، و إطلاق مجلات دورية إلكترونية هدفها تثقيف الأطفال تحمل القيم المجتمعية ، و تطوير عمل الإعلامي الصغير في الوحدات المدرسية وإقامة ملتقى إعلامي سنوي خاص بالأطفال بهدف رصد احتياجات الأطفال وميولهم ، و إجراء نشاطات ترفيهية للأطفال ، هدفها تطوير مهاراتهم التحصيلية في توظيف مواقع التواصل الاجتماعي بشكل ايجابي .‏

مراعاة الأهداف التربوية‏

و أشارت المقترحات إلى ضرورة دمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة مع أقرانهم في نشاطات إعلامية ، و التأكيد على مشاركة الكتّاب الذين يعنون بالأطفال في الملتقيات القادمة و تشجيعهم على الالتزام بتضمين الأهداف التربوية في كتابة ( قصص- قصائد- أغنيات ) ، و تفعيل دور الإذاعة والمكتبة المدرسية لنشر الوعي التربوي و الاجتماعي والثقافي والصحي والبيئي ، و إيلاء الإعلام الطفولي اهتماماً أوسع في موقع وزارة التربية ومواقع مديريات التربية ، و الاستفادة من قاعات الحاسوب المنتشرة في المدارس خارج أوقات الدوام وبإشراف تربوي طليعي للألعاب التي تنمي مختلف المهارات لدى الطفل والاستفادة من البرنامج الوطني لنشر المعلوماتية ، و التأكيد على إشراك الأسرة السورية مع أطفالها بمتابعة ما يشاهده ويتابعه الطفل عبر الفضائيات ومواقع النت وشبكات التواصل الاجتماعي ، و إعادة بناء استراتيجية اتصالية متكاملة لمنظمة طلائع البعث كأحد المنظمات الأهلية المعنية بالطفولة في سورية ، و إحداث قسم ضمن كلية الإعلام أو تخصص تحت اسم (إعلام الطفولة) و توجيه بعض رسائل الماجستير والدكتوراه لدعم موضوع إعلام الطفولة ، و أن يكون هذا الملتقى منطلقاً لملتقيات دورية .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية