|
نيويورك
ودعا السيد المعلم الى اغتنام الفرصة المتاحة لفتح الباب امام احلال السلام في المنطقة بدلا من ادخال هذه المنطقة في الحروب وبدلا من التبشير بشرق اوسط جديد يولد عبر مخاض الدمار والدماء متسائلاً عما اذا قدر هذه المنطقة ان تعيش من آن لآخر حروبا لا نهاية لها خدمة لقوى الاحتلال والهيمنة ولداعمي وممولي الظلم. وقال السيد وزير الخارجية ان سورية ترغب برؤية شرق اوسط جديد يسوده السلام العادل والشامل القائم على الحق والعدل والحفاظ على أمن الجميع مشيرا الى ان سورية اعلنت قبل خمسة عشر عاما ان السلام هو خيارها الاستراتيجي على اساس القرارين 242 و 338 ومبادئ مؤتمر مدريد. وتحدث السيد المعلم عن السياسات الاميركية الخاطئة في المنطقة وقال للشعب الاميركي: إنك ضحية هذه السياسات التي ثبت فشلها. وحول الحرب على لبنان والقرار 1701 اكد السيد المعلم تعاون سورية مع الامم المتحدة وحرصها على استقلال لبنان وسيادته مشيرا الى ان لبنان بفضل مقاومته الباسلة وصموده المشرف تمكن من دحر العدوان الاسرائيلي وإلحاق الهزيمة بالمعتدي. واعاد وزير الخارجية التأكيد على تأييد سورية العملية السياسية في العراق ودعم مبادرة المصالحة الوطنية انطلاقا من الحرص على وحدة العراق ارضا وشعبا. كما اكد دعم سورية المطلق للشعب الفلسطيني والجهود لتوحيد الصف الفلسطيني واقامة حكومة الوحدة الوطنية وحيا نضال اهلنا في الجولان السوري المحتل وصمود الشعب الفلسطيني في وجه سياسات البطش والارهاب الاسرائيلية. وخلص السيد المعلم الى القول: إن الشرق الاوسط يقف حاليا على مفترق طريقين اما ان يسلك طريق العدل والسلم والامن واما ان تسوده اكثر من ذي قبل توترات ومجابهات ليست في مصلحة اي طرف. ** وفي مايلي نص الكلمة السيدة الرئيسة .. السيدات والسادة أهنئكم وبلادكم الشقيقة البحرين بانتخابكم رئيسة للدورة الحادية والستين للجمعية العامة كأول امرأة عربية تتولى هذه المهمة الرفيعة وقال ان اختياركم لهذه المهمة انما يؤكد ان موضوع تمكين المرأة أمر يأخذ مداه على ارض الواقع العربي ولا يفوتني التوجه بخالص التقدير لسلفكم السيد يان الياسون على الجهود التي بذلها لانجاح اعمال الدورة السابقة واعبر عن شكرنا للسيد كوفي أنان الامين العام للامم المتحدة على ما بذله من جهد في ادارة اعمال هذه المنظمة على مدى سنوات عدة وتقديرنا لجهوده البناءة خلال زيارته الاخيرة للمنطقة. واضاف الوزير المعلم تتفاقم التحديات التي تواجهها منطقة الشرق الاوسط منذ عقود وفي مجالات عدة يأتي في مقدمتها استمرار الاحتلال الاسرائيلي للاراضي العربية منذ عام 1967 وتجاهل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفقدان الامل لدى شعوب المنطقة في تحقيق تطلعاتها في العدل والسلام والامن . وقال الوزير المعلم قبل فترة وجيزة شنت اسرائيل حربها المدمرة على لبنان ومازال الوضع الفلسطيني في ظل استمرار الاحتلال الاسرائيلي يزداد تدهوراً فالعدوان يتصاعد والحقوق مهدورة وتهدر اكثر والحصار خانق لان دعاة الديمقراطية غير راضين عن نتائج الانتخابات التي جرت في الاراضي الفلسطينية. واضاف.. في ظل هذا الواقع المتفجر الذي تعيشه منطقتنا نتيجة الاحتلال واستمراره وفي ظل تضاؤل الآمال أو حتى فقدانها في امكان الانتقال الى واقع آمن ومستقر وعادل اتساءل كيف يمكن ان يوجه الوضع الراهن بحيث يصبح مدخلاً الى الحل لا تكريساً للتوتر والمواجهة.. ان هذا التساؤل مهم للغاية في فهم معاناة شعوبنا التي ترنو منذ عقود عديدة الى تحقيق السلام العادل والشامل للصراع العربي الاسرائيلي بما يضمن زوال الاحتلال وعودة الحقوق ويمكن من انجاز مهام التنمية هذا هو الطريق لمعالجة مشاكل المنطقة من جذورها قبل الحديث عن شرق اوسط كبير أو جديد. واكد الوزير المعلم انه لا بد للمجتمع الدولي من أن يدرك أن استمرار الاحتلال الاسرائيلي للاراضي العربية هو البؤرة التي تنطلق منها مشاكل المنطقة وهو الاساس في حالة الغضب التي تعيشها شعوبها.. واتساءل هل كتب على المنطقة ان تعيش من حين لآخر حروباً لا نهاية لها وهل يفترض بشعوبنا ان ترتاح وتسعد لاحتلال اراضيها وانتهاك حقوقها وان تمجد داعمي وممولي استمرار هذا الظلم رغم القدرة على رفعه هل من قدر المنطقة ان تدخل في حرب جديدة مكملة للحرب على لبنان خدمة لشرق اوسط جديد اعادوا تبشيرنا به عبر مخاص الدمار والدماء ايام الحرب على لبنان بدلاً من اغتنام الفرصة المتاحة لفتح الباب امام إحلال السلام في المنطقة. وقال الوزير المعلم.. لقد طالت معاناة الشعب الفلسطيني وتعمقت مأساته مع مرور السنين واعتاد البعض في المجتمع الدولي على التعامل مع هذه المعاناة وكأنها ظاهرة من ظواهر الطبيعة وليست مأساة انسانية ووطنية قل نظيرها.. نحن في سورية نعيش هذه القضية بكافة جوانبها ونتأثر بكل ما يتعلق بها ونحن ندعم جهود اشقائنا الفلسطينيين لتوحيد صفوفهم ونشجعهم على تشكيل حكومة وحدة وطنية كما تستمر ايضا معاناة اهلنا في الجولان السوري المحتل وتستمر معها معاناتنا جميعا كسوريين بسبب هذا الاحتلال.. انني من على هذا المنبر احيي نضال وصمود اهلنا في الجولان وفي فلسطين في وجه سياسات البطش والارهاب الاسرائيلية مشددا على انه من المهم جدا ان يعترف المجتمع الدولي بأن الاحتقان الكبير والغضب المتجذر في منطقتنا خاصة بعد الحرب الغاشمة على لبنان مع استمرار حالة الانسداد في مجال السعي نحو السلام يشكل واقعاً خطراً بالغ التعقيد ويدفع بالامور نحو المواجهة بدلاً عن السعي نحو السلام وهذا ليس في مصلحة اي طرف في المنطقة وخارجها نحن نريد شرق اوسط جديدا ولكن شرق اوسط يسوده السلام العادل والشامل القائم على الحق والعدل والحفاظ على أمن الجميع على حد سواء. واضاف الوزير المعلم انه منذ خمسة عشر عاما اعلنت سورية ان خيارها الاستراتيجي هو اقامة السلام العادل والشامل وشاركت في عملية السلام التي انطلقت في مدريد على اساس القرارين 242 و 338 ومبدأ الارض مقابل السلام واستمرت مفاوضاتنا لمدة عشر سنوات دون ان تثمر فالجولان السوري ما زال محتلا وما زال السلام مفقودا ولقد كان واضحا بما لا يقبل الشك ان لا ارادة سياسية في اسرائيل لصنع السلام.. ان صنع السلام ايها السيدات والسادة يتطلب توفر الارادة السياسية اولا ثم تنفيذ الشرعية الدولية. وقال السيد وزير الخارجية لقد شنت اسرائيل حربا مدمرة على لبنان استهدفت انسانه وعمرانه لكن لبنان بفضل مقاومته الباسلة وصموده المشرف ووحدته الوطنية تمكن من دحر العدوان والحاق الهزيمة بالمعتدي وبعد طول انتظار صدر قرار مجلس الامن رقم 1701 واعلنت بلادي سورية تعاونها مع الامم المتحدة لتنفيذ هذا القرار بكل بنوده واتخذت الاجراءات المناسبة لضبط حدودها مع لبنان الشقيق وانطلاقا من حرص سورية على استقلال لبنان وسيادته فانها تطالب بانسحاب اسرائيل من كافة اراضيه المحتلة بما في ذلك من مزارع شبعا اللبنانية وكلنا امل في ان يتمكن لبنان من تجاوز اثار العدوان الاسرائيلي بتكاتف ابنائه وبالمساعدات التي يقدمها له اشقاؤه واصدقاؤه والمجتمع الدولي كي يعود مزدهرا ومعافى واؤكد هنا حرص سورية على اقامة افضل العلاقات مع لبنان بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين. واضاف.. وعلى الجانب الاخر من حدود سورية يعيش العراق ظروفا بالغة الصعوبة تدعونا للقلق كأشقاء معنيين وكدولة جوار.. لقد ايدت سورية العملية السياسية في العراق واؤكد مجددا اليوم تأييدنا للحكومة العراقية المنبثقة عن انتخابات شاركت فيها شرائح وفئات الشعب العراقي كافة ونؤكد استعداد سورية للتعاون مع هذه الحكومة في مختلف المجالات ونحن ندعم الخطة التي اطلقتها الحكومة العراقية لتحقيق المصالحة الوطنية ومستعدون لتقديم كل الدعم لذلك انطلاقا من حرصنا على وحدة العراق ارضا وشعبا.. ان وجود جدول زمني لانسحاب القوات الاجنبية من العراق امر اساسي يسهم في تحجيم العنف فيه والحفاظ على امن وسلامة مواطنيه.. ان سورية التي تؤلمها كل قطرة دم عراقية تراق تكرر ادانتها لجميع الاعمال الارهابية التي وقعت وتقع في جميع انحاء العراق ويذهب ضحيتها عدد كبير من المواطنين الابرياء. وقال الوزير المعلم انه مع مرور خمس سنوات على الحادث الاجرامي بتاريخ الحادي عشر من ايلول الذي ذهب ضحيته آلاف الابرياء اكرر ادانتنا لهذا الحادث وتعاطفنا مع ضحايا هذا الفعل الارهابي الشنيع واقول للشعب الاميركي الذي حقق انجازات علمية ضخمة تخدم البشرية جمعاء اقول له انه ضحية سياسات ثبت فشلها في المنطقة العربية ومناطق اخرى في العالم ويتحمل ابرياء في بقاع بعيدة عن الولايات المتحدة الامريكية اوزار وتداعيات هذه السياسات الخاطئة انها لمأساة باهظة التكاليف على الجميع ان يعتقد صناع القرار في واشنطن بأنهم وحدهم الاعرف والاقدر على فهم وادراك واقع العرب وحاجاتهم هم يشخصون طموحات انساننا واماله وفق رؤيتهم الخاصة في حين اننا نحن اهل المنطقة اعرف بواقعنا واعرف بأولويات ما تريده الملايين الغاضبة نتيجة تجاهل حقوقها السيادية الوطنية ولو توجه اي كان الى هذه الملايين الغاضبة وسالها عن اولوياتها وما تريد تحقيقه فإن الجواب الذي لن يتردد احد باعطائه سيكون نريد انهاء الاحتلال الاسرائيلي لاراضينا في فلسطين والجولان ولبنان واستعادة كامل الحقوق المغتصبة ووقف تدفق اسلحة الدمار والقتل الاميركية لاسرائيل ونرفض الهيمنة على مقدراتنا والتدخل في شؤوننا نحن نريد شرق اوسط يسوده السلام القائم على الحق والعدل ويستطيع اهله ان يكرسوا كل طاقاتهم ومواردهم من اجل التنمية والتقدم والانفتاح على ماهو ايجابي في التيارات الانسانية المعاصرة ومدارسها. واضاف الوزير المعلم.. انه بعد اعوام من الحرب على الارهاب يتساءل المرء هل اصبح العالم اكثر امنا من الواضح ان هذه الحرب لم تحقق اهدافها والارهاب اصبح اكثر انتشارا ولهذا اسبابه فاستخدام القوة وحدها في التصدي للارهاب غير مجد اذا لم تعالج جذور الارهاب واسبابه لابد من حشد جهود المجتمع الدولي لمعالجة هذه الافة الخطيرة اخذين بعين الاعتبار ضرورة التمييز بين مكافحة الارهاب وحق الشعوب المشروع في مقاومة الاحتلال الاجنبي. واننا نعتقد ايضا ان الحرب على الارهاب جرى استخدامها بشكل خاطىء في بعض الاحيان بحيث بدت وكأنها غطاء لصراع بين الثقافات والحضارات ضار في المحصلة بمصالح الجميع ويفيد فقط الارهاب والارهابيين. وقال الوزير المعلم ان تفرد اسرائيل بحيازة الاسلحة النووية في منطقة الشرق الاوسط ورفضها الانضمام الى معاهدة عدم انتشار الاسلحة النووية والى اتفاق الضمانات الشاملة يهدد الامن والسلم في المنطقة وقد تقدمت سورية الى مجلس الامن باسم المجموعة العربية بتاريخ 29 /12/ 2003 بمشروع قرار يهدف الى اخلاء منطقة الشرق الاوسط من جميع اسلحة الدمار الشامل وما زلنا نأمل باعتماده في اقرب وقت ممكن وتضم بلادي صوتها الى اصوات كثير من الدول النامية التي عبرت عن قلقها جراء التضييق على الدول الاعضاء وخاصة النامية منها في الحصول على التكنولوجيا النووية للاستخدامات السلمية. وختم الوزير المعلم كلمته بالتأكيد على ان الشرق الاوسط يقف حالياً على مفترق طريقين اما ان يسلك طريق العدل والسلم والامن واما ان تسوده اكثر من ذي قبل توترات ومجابهات ليست في مصلحة اي طرف في المنطقة وخارجها. وقال ان الامر متوقف على ادراك الاطراف المعنية لخطورة ادارة الظهر لطريق السلام وعلى امتلاكهم الارادة السياسية للسير فيه والامر متوقف ايضا على الدور الفاعل الذي يتوجب على منظمتنا الدولية ان تضطلع به لصيانة السلم والامن بدلا من تنفيذ قراراتها خاصة منها القرارين 242 و 338 وكلي أمل ان تنتصر الموضوعية وارادة السلام ليدخل الشرق الاوسط بعد معاناة عقود مرحلة جديدة امنة ومزدهرة. |
|