|
مجتمع وهي في عالم الفن والموهبة تحظى بمكانة مرموقة جداً على اختلاف أنواع تلك الفنون , وإذا انفردنا بعالم الحرفة ( المهنة) فإن المرأة السورية تفننت في نقل التراث الشعبي وأجواء الماضي إلى الحاضر , وخير دليل على ذلك ما شهدناه عند زيارتنا لجناح الأعمال اليدوية في معرض دمشق الدولي حيث التقينا مجموعة من النساء الحرفيات , كل منهن تحمل حكاية حقبة من الزمن بروح يدوية عالية المستوى . لوحات تحاكي روح العصر الحرفية جمانة ابراهيم روت لنا حكاية مهنة أطباق القش هذه المهنة العريقة بدأتها منذ عشر سنوات وحاولت تطويرها وتحويلها إلى لوحات فنية تتحدث عن قصص الجمال وعن الطبيعة والإنسان , هناك لوحات تتحدث عن الحياة الريفية بكل تفاصيلها .. ولوحات وطنية وقومية , هناك خزانة العروس المصنوعة من القش الملون وبعدة طبقات والتي كانت تستخدم كأهم جزء من جهاز العروس منذ 200 سنة ومعها الخواتم والأساور وبعض أدوات الزينة المصنوعة من القش أيضاً. وتتابع الفنانة ابراهيم حديثها عن لوحات صنعتها بروح العصر فحولت الطبق إلى ساعة وضعت في فسيفساء القش وهي لوحات من القش المؤطر بالبلور .. أدواتها بسيطة جداً ( المخرز والقش الملون والمقص) وريشتها هي القشة نفسها. وعن مشاركاتها في المعارض أجابت : شاركت في معرض خاص للاتحاد النسائي بطرطوس وشاركت في معرض دمشق الدولي لمدة سبع سنوات وفي مهرجان طرطوس السياحي لمدة خمس سنوات ثم شاركت في معرض الباسل للابداع والاختراع ومنه حصلت على الميدالية الفضية على مستوى القطر , كما شاركت في معرض فردي بالمركز الثقافي في أبي رمانة إلا أن هذا التراث لايجد من يشجعه , فهذه الحرفة في طريقها للانقراض بسبب اهمال الفتيات الريفيات وعدم رغبتهن بصناعتها . ومع أنني مكلفة من قبل وزارة الثقافة بالتدريب على هذه المهنة والقيام بدورات على مستوى القطر لنشرها كتراث أصيل لنشر هذا التراث لكن الاقبال قليل جداً لأنه لا توجد طريقة لتسويق أعمالنا والتي تتراكم باستمرار وأنا أتمنى من الجهات المعنية ايجاد سوق لتصريف هذه المنتجات ولإحياء هذا التراث. يدوي من الألف إلى الياء وأمام معرض للحرير الطبيعي توقفنا مع السيدة الحرفية يسرى عبيد وسألناها عن تفاصيل هذه المهنة , وعن مشاركاتها في المعارض , وعن العقبات التي تواجه صناعة الحرير الطبيعي في سورية ,فقالت : إنها مهنة متوارثة عن الآباء والأجداد , فنحن في منطقة دير ماما كجزء من ثلاث مناطق مشهورة بتربية دود القز وهي اللاذقية والدريكيش ومصياف .. نربي دود القز ثم نسحب خيوطه من الشرانق وننسجها بأشكال مختلفة ومتنوعة ترضي جميع الأذواق وأكثرها شهرة الشالات الحريرية والتي هي جزء من التراث الشعبي لهذا البلد وتعتبر لباساً رسمياً لكل المناسبات . ونظراً لابتعاد الجيل الجديد عن هذا الزي , بدأنا نستحدث في انتاج ملبوسات تتناسب على روح هذا العصر , فصنعنا تنانير قصيرة وطويلة , وبلوزات بأكمام وبدون أكمام وربطات شعر وشالات كتف حديثة ..الخ وكلها منسوجات صنعت على صنارة واحدة أو على النول اليدوي فهي يدوية الصنع من الألف إلى الياء . وعن صعوبات المهنة تقول : تبدأ من مرحلة تربية القز , التي هي على كف عفريت فلا حرارة زائدة ولا درجة حرارة ناقصة وورقة توت رطبة وخضراء وغير حارة .. وإلا لا نحصل على الموسم أضيف كذلك مشكلة التسويق إذ إنني الوحيدة المشاركة في هذا المعرض فيما يتعلق بالحرير الطبيعي .. وكنت قد شاركت لمدة عشر سنوات في المعرض .. وخلال كل هذه المعارض لم أبع إلا قطعة أو قطعتين على الأكثر , وشاركت مع وزارة السياحة بمعرض طريق الحرير لمدة أربع سنوات , كما شاركت في إحدى الكنائس بمناسبة أعياد الميلاد والنتيجة فعلاً مؤسفة فلم أبع شيئاً يذكر , مع أننا لا نبحث عن الربح , وعليه فأنا أتوجه للمهتمين بهذه الصناعة اليدوية وأطالبهم بتأمين سوق لتصريف هذه المادة , كما أطلب منهم أن يساعدونا على تأمين البيوض , وهنا نسأل السيدة عبيد لماذا لا نشارك في المعارض الخارجية التي تقيمها وزارة السياحة , ولماذا لا يحسب حسابنا في تعويضات المعارض. على الأقل بما يسد جزءاً من خسارتنا ? من توالف الطبيعة الحرفية نعمت ديب لديها مجموعة كبيرة من الأعمال والتحف الفنية المصنوعة من توالف الطبيعة منها مواد نسيجية , وجلديات , ونجارة حولتها إلى حقائب بأشكال وأنواع متعددة , وإلى لوحات جدارية وأوان للزينة وأغطية وسجادات للطاولات التقيناها وسألناها عن الهدف من هذه الأعمال وعن فكرة المهنة فقالت : هذه الأعمال هي نتاج تعاون بين مجموعة من النساء اللواتي كن عاطلات عن العمل فطلبت مؤسسة الآغا خان منهن الخضوع لدورات تدريبية وبالفعل شارك في هذه الدورات نساء من خمس قرى تابعة لمحافظة حماة ولمدة شهرين ونصف , فكانت النتائج جيدة , والأعمال المعروضة الآن هي جزء منها , وكان المعرض الأول في الحمام الأثري في السلمية , ثم معرض في قرية عقارب , هذا المعرض الذي نحن فيه الآن. شخوص من عجينة السيراميك الحرفية سحر قنطار : لديها نماذجها الخاصة المصنوعة من عجينة السيراميك والتي تحولها إلى شخوص بشرية تلبسها أزياء فلكلورية خاصة حسب النموذج بشكل يمثل تراثاً شعبياً لمنطقة من المناطق السورية , عن هذه الحرفة نقول : أصنع (المنكان ) لأشخاص من الذكور والإناث لأستخدم أي نوع من أنواع القوالب وكل عمل من هذه الأعمال يحمل موضوعاً اجتماعياً ينقل الماضي بتاريخه وعاداته وتقاليده إلى الحاضر . فهناك زيّ لامرأة من القلمون وزيّ لمغنية وزيّ لشخص يحمل التراث الدمشقي ويرافق هذه الشخوص الأدوات التي كانوا يستخدمونها . والحرفية قنطار تتحدث عن أعمالها وكأنها جزء مهم من حياتها , مؤكدة أن الدافع الوحيد لابداع هذه التحف هي الموهبة فقط. فهل هناك حلول ليستمر...فما الحل ليستمر هذا التراث إلى الأجيال القادمة! |
|