|
مجتمع رامز العلي خريج هندسة مدنية 35 عاماً قال: أهم التحديات التي واجهتها بنفسي هي مشكلة السكن فلقد طلبت يد ثلاث فتيات حتى الآن وكانت المشكلة أنني لا أملك منزلاً والثلاث فضلت عائلاتهن تزويجهن لمغتربين كون صيت المغترب أنه يملك منزلاً على أقل تقدير. بينما يرى خالد العاسمي معهد متوسط هندسي أن من أهم الأسباب التي تقف عائقاً أمام الزواج في البلدان العربية هي الحالة المادية للشاب مع الأخذ بعين الاعتبار عوامل عديدة أخرى بينما العلاقات الزوجية أو ما يماثلها في المجتمعات الغربية لا يكون المال هو الجزء المهم في الموضوع وربما يعود ذلك إلى طبيعة المجتمع وطريقة تطوره. أما هاني زوبعة علوم طبيعية فلم يجد عملاً في مجال دراسته حتى الآن ولكنه يشتغل في أحد محال الألبسة قال: إن الزواج قدر محتوم والتحديات التي تواجه الشباب هي البحث عن مسكن ملائم واختيار الزوجة الصالحة التي من الصعب على شباب هذه الأيام العثور عليها -ويتابع القول- أعتقد أن أهم العقبات التي تواجه الزواج هي تطلعات الشباب والأهل, وفي الماضي كان العديد من الشباب يتزوجون في غرفة في بيت الأهل إلى أن يفرجها الله, الآن العديد من الشباب والفتيات والأهل أيضاً يرفضون مثل هذا الوضع, فالأهل يريدون لابنتهم أن تبدأ من حيث انتهوا هم, ولا يريدونها أن تبدأ بداية بسيطة, وهناك بالطبع الحالة الاقتصادية التي لا تسمح في معظم الأحيان بتلبية طلبات الأهل ما يؤدي إلى تأخر سن الزواج, وهناك سبب آخر لا يقل أهمية يساهم في عرقلة الزواج وهو موجود في جميع الدول العربية, الفتيات الآن لا يرضين إلا بمستوى علمي وثقافي معين من الشاب بل وكذلك يردن مستوى أعلى من المال حتى لو كان مستوى تعليمه عالياً فهذا وحده لا يكفي. زاهر العمري موظف ولم يتزوج بعد ويعمل في مديرية التربية يرى أن هناك تضافراً لأمور كثيرة جداً تقف كعقبات أمام المقبلين على الزواج, سواء هؤلاء الذين اختاروا شركاء حياتهم أم الذين ما زالوا يبحثون, وهؤلاء يجدون مشكلات تتعلق بالبحث ذاته, أي أنه لا يجد من يناسبه ثقافياً وفكرياً مثلاً, وأنا أرى أن هذا الأمر يعد عقبة أمام أناس كثيرين, أما الشباب الذين اختاروا بالفعل, فقد تجد أن أغلب العقبات مادية, أو أنه رفض من قبل الأهل لأمور معينة. منير رافع متشائم من أهل الفتاة واعتقد أن المشكلة تتمثل في الطموح (الزائد) وعدم الثقة المبالغ فيها من قبل أهل الفتاة أو منها حول قدرة الشاب على الزواج, حتى لو كانت هناك مؤشرات تدل على مستقبل مبشر ينتظره, وكل ذلك يرجع لطغيان ثقافة نيل أفضل الموجود حتى لو كان على حساب أهم مقومات الزواج الناجح وهو القبول. باختصار أجابنا نوري الحايك طب بشري قائلاً: لا يمكن التحدث عن الزواج إلا من النواحي المالية وهي العقبة الأساسية أمام المقبلين على الزواج أو التفكير فيه مهما كانت المستويات الاجتماعية, يلي ذلك العادات والتقاليد, والفرق بين المستوى الاجتماعي للأسرتين بالإضافة إلى مواصفات شريكة الحياة, فحسبما يقول المثل (الحلو ما يكملش). وهذا مهند عليا طالب حقوق يرى أن أهم ما يتحكم في هذه العملية هو طموح الفتاة المادي والمعنوي وعدم الخوف التقليدي من العنوسة, ولكن الرغبة في الاستقرار الأسري يجعلها تفضل التأخر في سن الزواج دون الاصطدام بالنموذج السلبي للرجل. مع الاختصاصية الاجتماعية الاختصاصية الاجتماعية غادة شحود قالت في رد على السؤال: هل نحن مقبلون على أزمة حادة في تفكك وضياع قيم الأخلاق أمام المغريات التي تواجه المقبلين على الزواج? إن قضية الزواج في العالم العربي لا تزال في ممارساتها ترتبط بالتقاليد المتوارثة, إلا أن الحياة المعاصرة بما تفرضه على الحياة من تحديات كثيرة جعلت الشباب العربي يراجع مع المجتمع مجموعة من الأشياء التي هي من صميم الأفكار البالية والتي تجعل المجتمع يكرسها كل حين, فالزواج في الممارسات العربية المعاصرة بدأ يتخلص من سلطة العائلة وسلطة التقاليد ولكنه للأسف وقع ضحية المشكلات الاقتصادية والاجتماعية التي تمنع السير في تحرير الوعي الجماعي من معتقدات خاصة كإمكانية التعرف والخروج مع المخطوبة أو الزواج بالأجنبية غريبة الثقافة والتقاليد مثلاً, وهناك شيء من التمرد في المجتمع العربي إذ لا يزال الشباب يعانون من أوضاعهم الاجتماعية ومن رفض الثقافة الاجتماعية لتغيير مستوى رؤيتهم للواقع الجديد, ما دفع هؤلاء الشباب باتجاه مشكلات العنوسة والعزوف عن الزواج. وتتابع شحود القول: بالرغم من قتامة الصورة إلا أن الآمال لا تزال مشرعة ونراها في نموذج الشباب والشابات الذين ما زال لديهم الإصرار على الارتباط السليم بتقبل الطرفين لبعضهما وسعيهما المشترك لتحقيق طموحاتهما وتحمل أعباء الحياة. |
|