تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


شباب لا يكترث للوقت

شباب
الأربعاء 27 /9/2006م
لوسي عيسى- سنة رابعة علم اجتماع

ما نلاحظه اليوم بين شبابنا في الجامعات أن غالبيتهم يقضون معظم أوقاتهم في المقاهي لكن ومع تطور العصر والتكنولوجيا السريع أصبح علينا واجبات أكثر وأكبر مما كان في السابق وهذا يفرض على الشباب الذين هم بناة المجتمع وخاصة ممن هم في التعليم العالي معرفة أكثر ومتابعة أفضل للتغييرات الدولية ويفرض عليهم أن يكونوا أكثر عملية في حياتهم لبنائها على أحسن وجه.

عدا عن حالة الضياع والهروب وذلك التناقض الكبير الذي يعيشونه بين ما يرونه ويأخذونه من الغرب وبين منظومة القيم والعادات والتقاليد المفروضة عليهم لذلك ترى الكثير من الشباب همه الوحيد السفر والعمل والمال بأي وسيلة ممكنة لأن منظومة المبادىء قد تشوهت ضمن ذلك التفكير السطحي.‏

تلك الضغوط المالية والاجتماعية والسياسية التي يعاني منها الشاب في الجامعة تجعله إنساناً فاقد الأمل, لديه الكثير من الافكار والجهود والابداع الذي لن يستطيع أن يوظفه بما يعيشه ضمن مجاله العلمي الذي يتصف بالركود.‏

فكيف يطلب من ذلك الطالب أن يهتم بوقته وبعمله وأن يكون لديه أمانة علمية وفي نفس الوقت ترى أن كل مدرسيه في الجامعة لا يهتمون بالوقت.‏

فالدقة في المواعيد هي صفة الشعب المتطور عدا عن ذلك الطريقة التي تعطى بها المحاضرات القائمة على التلقين والسرد بدون الاخذ بعين الاعتبار آراء الطالب وافكاره فتعطى له المعلومات في قوالب جاهزة ضمن نظريات كتبها غيره من الباحثين والكتاب وما عليه فقط إلا حفظها وكتابتها في الامتحان دون نقد أو حتى اعطاء بديل عنها أو وجهة نظر مختلفة أو موافقة لها.‏

لذلك إن وجود ذلك الشاب ليس إلا وليد جملة من الظروف أي ضمن حلقة أوسع منه تنطلق منذ القدم, ولكن يبقى السؤال هل يستطيع شبابنا أن يتخلص من تلك العادات السيئة في حياته وأن ينطلق كل شخص من نفسه متمثلاً بالحضارة التي ترتقي به للأفضل? هل يستطيع أن يستغل وقته بأفضل ما لديه وأن يثقف نفسه ويهتم بالعمل في الدرجة الأولى وهو ضمن مجموعة من منظومات قسرية تضيق الخناق عليه.‏

إن المجتمع ككل يتجه نحو التفكير المسطح البعيد عن البحث والحوار وتفادي الاخطاء بدءاً من التلفاز وما يحويه وهنا تكمن المهمة الصعبة لشبابنا.‏

فما يتوجب عليه الآن ينبع من كونه هو المسؤول عما سيأتي لاحقاً, فهو المصدر الأساسي الآن لتطور المجتمع, هذه المعادلة تنطلق من كونه هو من سيقوم بالثورة على واقعه والخروج من هذه الدائرة للمحاولة لتغيير الواقع بشتى الوسائل.‏

ولكن ما نشهده اليوم هو أن الطلاب بشكل عام يعززون هذا الواقع وقليلون جداً هم الذين يحاولون الخروج والتمثل بالأفضل من الحضارة الغربية والابتعاد عن أن يكونوا قطيعاً واحداً من البشر يفكر ويفعل بدون اختلاف, فما نأخذه من الغرب يتمثل فقط بالحرية الزائفة والمغلقة في ذات الوقت.‏

وقد نسينا أن الشاب الغربي يقضي وقته كله في هذا العمر الذي يكون فيه في أوج ابداعه وعطائه, يعمل ويدرس ويقرأ ويتابع وينتج بدلاً من الجلوس فقط بين السيجارة والأركيلة والتسلية والهروب من الواقع بشتى الوسائل.‏

فترى الطالب هنا يقضي نصف حياته في الجامعة يرسب ويرسب لأنه لا يملك هدفا واحداً بعد تخرجه للعمل والعطاء ضمن مجال تخصصه إلا القليل منهم.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية