|
سورية زووم فاقتصرت المونة في الغالب على الخضراوات والمربيات وبعض أنواع الكبيس, كما تغيرت كثيراً الطرق التقليدية لحفظها, فتطور (تكنولوجيا الخزن والتبريد تكفلت بالأمر, كما تقول السيدة منال, ففرضت طرقاً صحية ومضمونة للحفظ, وساهمت في المقابل في إدخال نماذج من الخضراوات, لم نكن نستطيع تموينها من قبل...). وأضافت السيدة منال: ( وفق هذه التقنيات أمكن تقريباً الاستغناء عن طريقة التجفيف في المونة, فباتت تحفظ نيئة, أو نصف مسلوقة أو نصف مقلية, في أكياس خاصة مفرغة من الهواء في ثلاجات كبيرة), ولا تخفي السيدة منال أن إغراء اللون الأخضر في الخضراوات المحفوظة, يدفعها عاماً بعد عام لتوسيع قائمة المونة, على نحو بات تخصص لها ثلاجة مستقلة حملت اسمها(ثلاجة المونة). إلا أن إحدى السيدات وجدت أن مغريات اللون الأخضر و سواه بات من اختصاص محلات ومخازن البيع (فالحياة العصرية لم تعد تتسع لوقت التحضير والتجهيز, كما تقول السيدة, كما أن المنتجات الجديدة من هذه المحفوظات صارت متاحة بين أيدي ربات البيوت بأنواع مختلفة وعديدة, الأمر الذي ساهم في تقليص قائمة المونة الشتوية...). تحدثت إلينا السيدة عن مونتها المودرن بحماسة شديدة, واستطردت في شرح سلامة حفظها ونظافتها وراحة البال التي تؤمنها فهي,كما تقول, لا تتطلب أكثر من زيارة للسوق لشرائها, إلا أن هذه السيدة نسيت أو تناست أسعار مونتها المودرن أيضاً, وهو حديث في الغالب لن يجد آذاناً صاغية من الحاجة أم علي والتي ألمحت لنا بأن خبرة الفتاة في تجهيز وحفظ المونة دليل على أنها (ست بيت), وأن أكل السوق (الله العليم شو ملعوب فيه). وبكل الأحوال نتفق أم نختلف مع الحاجة أم علي, يبقى يقيناً في مجتمعنا, أن المونة ظاهرة تطرق بيت كل عائلة سورية, أما مونة السيدة المودرن فهي في الغالب رهناً بطبقة محددة لا يمكن لنا أن ندرجها تحت قائمة أي من طبقات المجتمع. |
|