|
شؤون ثقافية في هذه اللوحات يركز الفنان لاظهار جمالية المزج ما بين تقنيات الطباعة الحجرية (ليتوغراف) وبين الرسم المباشر مما يساعد على امكانية التفاعل بحرية في المساحة التشكيلية فالتوجه الرئيسي في محترف هيس كان يغذي دائما هذا الجانب ويترك فسحة من الحرية للكشف عن الجوانب الذاتية الانفعالية والاحاطة ببعض العلاقات الجمالية التي تضع الخطوط العريضة للتقنية والمادة والمعالجة. ويتميز اسلوب دانييل هيس بنفحة تعبيرية وخيالية وتجريدية مستمدة من خطوات اختصار عناصر الاشكال الحيوانية والانسانية والطبيعية والصامتة ويبدو احيانا اكثر ميلا لاظهار الحركة اللونية الحلزونية عبر التأكيد على ملامح التفاعل مع اجواء معطيات اللوحة التجريدية الالمانية والتعبيرية الجديدة حيث اللمسات اللونية العفوية تعكس شاعرية التفاعل مع الاحاسيس الانسانية العميقة والايقاعات الموسيقية الشرقية المسموعة هنا بالعين والتي يمكن ربطها بفكرة (بول كلي) بامكانية الانصات الى اللوحة عن طريق العين . فهو من الناحية التشكيلية يظهر لمسات العفوية التجريدية وملامح التحوير التعبيري ويسترسل عاطفياً مع اللون التلقائي مبتعدا عن هاجس ملاحقة التفاصيل الواقعية, ومشددا على الايقاع البصري, الذي يجعل اللوحة تتمظهر في حالات التجريد والانطباع التعبيري والخيالي احيانا حتى تخرج اللوحة وكأنها ( سوناتا ) او مقطوعة موسيقية حالمة مأخوذة من القلب والوجدان معاً. في هذه المساحة المجردة من اللون يعمل على تشكيل اللوحة مرتكزا على الفنون الشرقية احياناً فالحركة الخطية واللونية الانسيابية تبدو وكأنها مفتوحة على ايقاعية ليونة الحرف العربي وايقاعية حركة الارابيسك ودانييل هيس يركز في لوحاته لاظهار الاشكال وكأنها ظلال لا ألوان لها. وهكذا نلاحظ ذلك الانتقال الحر من اطار اللوحة المطبوعة الى عفوية اللوحة المرسومة وتتحول اللمسات الى مجرد حركات حرة لفرشاة عريضة تؤمن ذلك الشعور بضرورة حضور الانفعال الذاتي في فراغ السطح التصويري . هكذا تتداخل المدلولات الجمالية من منطلقاتها التقليدية والحديثة معاً فتغيب الصورة الواقعية التي كانت سائدة في الفنون القديمة, وتحل مكانها الاشارات المختصرة والمبسطة على اساس انها تحمل مواصفات الفن الحديث. |
|