|
شؤون ثقافية او حتى متدرب على الكتابة ويزج بأدونيس في حديثه شاتماً او مهاجما بأسلوب لم يعد مقبولا فصار الرجل دريئة لكل من يحسن التسديد او لا يحسنه.. فهمنا ذلك وآمنا ان الساعين الى شهرة سريعة وزائفة انما يفعلون ذلك لتحقيق ما يصبون اليه ولكن غالباً ما ينطبق المثل: القافلة تمشي .. اما الذي لم افهمه حتى الآن كيف يسمح ناقد عربي متميز لنفسه مثل عبد الواحد لؤلؤة ان يقول في الحوار الذي اجري معه في البعث : تلك بضاعتنا ردت الينا .. ياريت يعطوه جائزة نوبل ويخلصونا لأن هذا همه الاكبر.. ادونيس لايمتلك نظرية نقدية.. للاسف لقد اساء ادونيس الى نفسه من خلال تنظير اته التي هو في غنى عنها . بودي أن اسأل ناقدنا : من اين ردت هذه البضاعة لنا اذا كانت كما يقول مسروقة وملطوشة من الغرب.. وهل ادعى ادونيس انه صاحب نظرية نقدية.. قد يكون ادونيس صاحب طموح في نوبل ولا اظن ان لؤلؤة خارج الطموح في المزيد من الاشارة والمخالفة فيما ذهب اليه فكلاهما طامح ادونيس لنوبل وبغض النظر عن الاسلوب ولؤلؤة لاثارة حراك يتوقف عند اسمه وايضا بغض النظر عن صحة الادعاء. اذا ادونيس قد اعاد الينا بضاعتنا فكم نتمنى على ناقدنا ان يقدم لنا شواهد على صحة ما يذهب اليه , وبالوقت نفسه ادعي انني سأقدم شاهدين تم اختيارهما عشوائيا من كتابه: زمن الشعر .. وهما - الشاهدان - وان كان لؤلؤة سيدعي انهما مسروقان - يدلان على القدرة على التجاوز والتجريب يقول ادونيس في ص 289 من زمن الشعر : الشعر التجريبي العربي هو وحده الشعر الجديد, وحده الشعر الثوري, انه اولا ليس متابعة ولاانسجاما ولا ائتلافا وانما هو على العكس.. اختلاف .. وهو ثانيا بحث مستمر عن نظام آخر للكتابة الشعرية وهو ثالثا تحرك دائم في افق الابداع : لا منهجية مسبقة بل مفاجآت مستمرة وهو رابعاً ليس تراكما كما هي الحال في المجالات الاقتصادية والاجتماعية بل بداية دائمة فقيم الابداع الشعري ليست تراكمية بل انبثاقية وهو اخيرا تحرك دائم في افق ثوري من اجل عالم افضل وحياة انسانية ارقى. المقطع الثاني من الصفحة 294 يقول ادونيس: اما الفرق الحاسم بين الكتابة العربية الشعرية القديمة والكتابة الحديثة? انه الفرق بين التعبير و الخلق كانت القصيدة القديمة تعبيراً تقول المعروف في قالب جاهز معروف فهي تعكس واقعاً وافكاراً .. القصيدة الحديثة الطليعية خلق: تقدم للقارئ ما لم يعرفه من قبل في بنية شكلية غير معروفة وهي اذن لا تعكس وتلك هي الخاصية الجوهرية للشعر الحديث: احلال لغة الخلق محل لغة التعبير . نازك الملائكة وشعر التفعيلة لا ادري كيف يدعي لؤلؤة ان شعر التفعيلة الذي مر عبر مراحل متعددة حتى جاءت بداياته مع نازك الملائكة وخليل شيبوب وآخرين ... كيف يدعي انه كان خطأ .. هل نسي محاولات التجديد التي بدأت مع الموشحات الاندلسية ومروراً بمراحل اخرى ولا سيما مع الشعراء المهجريين ( جبران خليل جبران) في قصيدته ( المواكب ) ونسيب عريضة وآخرين .. هذه المحاولات التجريبية كلها اخطاء غير مقصودة...? كلمة اخيرة: وثمة هفوة كبيرة لابد من الاشارة اليها ولا ادري من يتحمل مسؤوليتها جاءت في التنويه الى الحوار وهي القول: ( كما يتحدث عن كون رواد قصيدة النثر كنازك الملائكة لم يخرجوا عن شعر التفعيلة, وما حصل معها...). هل نازك الملائكة من رواد قصيدة النثر ام التفعيلة ..? واذا كان من اجرى الحوار غير قادر على التمييز بين قصيدة النثر او التفعيلة فمن حق لؤلؤة ان يذهب الى حيث شاء في اتهامه لأدونيس الذي نظن ان تنظيره هو الاجدر بالاعجاب وسيذهب جل شعره وتبقى اراؤه النقدية ولعل في مقدمتها : مقدمة للشعر العربي. |
|