تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


في ذكرى اليوم العالمي للشباب.. تحديات جسيمة تتطلب وضع خطط ورسم سياسات لتطوير دور الشباب

دمشق
سانا- الثورة:
صفحة أولى
الأثنين 13-8-2012
يحتفل العالم في الثاني عشر من آب في كل عام باليوم العالمي للشباب تحت شعار «الشراكة مع الشباب لبناء عالم أفضل»والذي يهدف إلي صنع شراكة ذكية وفعالة مع الشباب وزيادة نوعية وكمية الفرص المتاحة لهم ليتسنى لهم مشاركة كاملة وفعالة وبناءة في مجتمعهم.

ورغم الدور الذي يلعبه الشباب في بناء مجتمعاتهم والنسبة التي يشكلونها على الصعيد الديموغرافي في بلدانهم وخاصة في الدول النامية فإن الاحتفال العالمي بهذه الشريحة العمرية الهامة لم يبدأ قبل عام 2000 عندما أقرته منظمة الأمم المتحدة بغرض لفت انتباه الحكومات وغيرها من المؤسسات إلى قضايا الشباب على المستوى الدولي وللاحتفال بإنجازاتهم والتخطيط بوسائل كافية بهدف تحسين مشاركتهم لاتخاذ خطوات لتطوير بلادهم.‏

ولما كان الشباب يشكلون نحو 75 بالمئة من السكان في المجتمعات العربية عموما (تنخفض هذه النسبة في سورية إلى 55 بالمئة) سوف تصبح أي خطة تنمية قاصرة إن لم يخصص جزء مهم منها للاهتمام بهؤلاء وتلبية احتياجاتهم وتنمية قدراتهم وتوجيهها الاتجاه الصحيح وتهيئتهم ليكونوا في مواقع المسؤولية كل حسب اختصاصه في مستقبل الأيام.‏

وكانت سورية من أولى الدول التي أعطت لفئة الشباب اهتماماً خاصاً وتجلى ذلك عبر تخصيص برامج خاصة لدعم وتمكين الشباب وإطلاق الاستراتيجية الوطنية للشباب وقبل ذلك كله تأسيس منظمة خاصة بالشباب حملت اسم اتحاد شبيبة الثورة قبل أكثر من أربعين عاماً والتي تحولت مع الأيام لمنظمة شبابية جامعة ضمت شبانا وشابات سورييت من مختلف المناطق والمكونات والتوجهات وفتحت لهم باب العمل وبناء التجارب فيما يرغبون منها ممارسة الرياضة والفنون والموسيقا والعمل الكشفي وصولا لصنع القيادات الشابة وانتهاء بالعمل الطوعي.‏

وأوضح فريد ميليش رئيس مكتب الإعلام والبحوث المركزي في منظمة اتحاد شبيبة الثورة دور المنظمة في رعاية الشباب على امتداد ساحات الوطن وذلك عبر منظورين أولهما يقوم على تطوير واقع الشباب السوري من حيث الوعي والثقافة واكتساب المهارات بشتى أنواعها في حين يقوم الثاني على مراعاة الخصوصية الزمانية والمكانية ما يعني شمولية العمل الشبابي بالنسبة للمنظمة.‏

وأشار إلى التشارك والتشبيك مع الجهات التي تعنى بالشباب في وضع الخطط المستقبلية للشباب وتأطير دورهم في المجتمع كوزارتي التربية والشؤون الاجتماعية والعمل وإلى نشاطها كمنظمة خلال السنوات الماضية في وضع استراتيجية وطنية للشباب تضمنت البعد الديموغرافي وقضايا التعليم والعمل والتي استطاعت من خلالها وضع رؤية تطويرية لمشاركتهم المجتمعية في مختلف المجالات وذلك انطلاقا من ذهنية الشباب السوري المنفتحة.‏

ولفت ميليش إلى انتشار ثقافة التطوع لدى الشباب السوري والتي استطاع من خلالها إثبات حبه وانتمائه لوطنه من خلال المبادرات والنشاطات التي نظمها مؤخرا موضحا أن ثقافة التطوع نتاج لذهنية الانفتاح لدى الشباب السوري ولتراكمات معرفية لديه بأهمية تعزيز وجوده في المجتمع وتطوير مشاركته في مختلف مجالات الحياة على اعتبار أنه القادر على العمل والعطاء.‏

ونوه رئيس مكتب الإعلام والبحوث المركزي في منظمة اتحاد شبيبة الثورة بدور الشباب في مجال الإعلام الالكتروني وخاصة في ظل الظروف الحالية والتي تتعرض فيها البلاد لهجمة إعلامية شرسة مبينا أن الظروف الراهنة جعلت من ثقافة التطوع لدى الشباب ثقافة مواجهة و إثباتا لدوره في الدفاع عن الوطن.‏

وبين أن سورية وعبر مشاركتها في جميع النشاطات الشبابية على مستوى العالم أكدت على أهمية دور الشباب ونشاطاتها في مجال تطوير قدراته ومساعدته على النهوض بمسؤولياته في بناء المجتمع والارتقاء به .‏

ويرى البعض أنه لتطوير دور الشباب في المجتمعات وخاصة العربية لا بد من توفير البيئة المناسبة له من حيث تأمين التعليم المناسب له وتوفير فرص العمل التي تتلاءم مع قدراته ومهاراته والقضاء على الفقر الذي يعد من أهم المشاكل التي تعيق تفعيل دوره .‏

وذكر الشاب محمد عرقاوي أن ظاهرة الفقر تتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية في معاناة الشباب من عدد من الأمراض المادية والمعنوية وخاصة الإقصاء الاجتماعي والاقتصادي الذي يحول دون مشاركتهم في الحياة العامة والوصول إلى مراكز القرار ما يطلب من حكومات الدول وضع الآليات الكفيلة بالحد من هذه الظاهرة.‏

من جهته لفت الشاب محمد الدخيل إلى التحديات التي تواجه جيل الشباب بشكل عام من الحصول على تعليم يتلاءم والتطور العلمي الحاصل في العالم وتأمين فرص عمل وغيرها من التحديات التي تحد من تطوير قدراتهم وإثبات وجودهم ودورهم الفاعل في المجتمع.‏

بدورها دعت الشابة فاتن محمد إلى ضرورة تعزيز السياسات والاستثمارات التي تهم الشباب عبر التشارك مع جميع فعاليات المجتمع المدني والقطاع الخاص وتعزيز الشراكات مع المنظمات الشبابية بشكل يسهم في فتح الأبواب أمام هذا الجيل ويعزز من دوره الايجابي مستقبلا مبينة أهمية إيجاد برامج وآليات معينة كفيلة بتفعيل وتعزيز المشاركة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للشباب.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية