|
مجتمع نعم هذا ما حصل مع الطالب (سامر,ع) الذي التجأ إلى بيت خالته وهي صديقة لي. تقول الخالة: يشعر سامر بالخيبة والحسرة ويندب حظه وينسج ما يحلو له من أفكار وأوهام غير واقعية, أراقب تصرفاته ليل نهار لأنني أخشى عليه من التفكير بالانتحار بل المحاولة لاحساسه بالفشل والاحباط. وعندما سألتها عن موقف أهله بعد معرفتهم بوضعه الصحي والنفسي, أجابت: قد تدهشين إذا قلت لك إنهم غير مبالين بل هو في نظرهم ذلك المشروع الذي لم يكتمل, وينظر إليه بمنظار الربح والخسارة, كما لو كان ملكية فردية وليس إنساناً له مشاعر ومواقف وأفكار. وفي إحدى المجلات قرأت خبراًعن جريمة عائلية قام بها أحد أفرادها (عطا من الأردن) حيث قتل جميع أفراد عائلته بسبب تهديد ووعيد والده بالتبرؤ منه وعقابه إذا خيب آمال أسرته ورسب. واشتكت إلي جارتي وقد آلم البكاء عينيها, وهمها المضاعف: رسوب ابنها من جهة, وسوء معاملة زوجها لها وإلقاء اللوم والعتب عليها فهي المسؤولة الأولى عن فشل ابنهما. والسؤال: ماذا ننتظر من أبناء يواجهون بالتجريح والاستهزاء والتهديد واللامبالاة والعزلة بسبب نتائجهم السلبية? طبعاً ليس المطلوب من الأهل قبول هذا الوضع باعتباره أمراً طبيعياً, وإنما المطلوب منهم أن يتساءلوا عن سبب ذلك ويحاولوا بالتعاون مع الابناء أنفسهم وبمحاورتهم إيجاد الحل المناسب الذي يكون منطقياً ويقتنع به حتى الأبناء. وبلجوء الآباء إلى هذا الأسلوب الهادىء المتفهم يمكنهم التوصل إلى فهم موضوعي لأسباب تراجع النتائج المدرسية لابنائهم وإلى تحفيزهم لبذل ما يكفي من الجهد للحصول على نتائج أفضل. ونؤكد هنا قول موريس شربل: علينا أن نحقن ابناءنا بفيروس الثقة بالنفس والاحساس بالمسؤولية والاستقلال الذاتي وهي كفيلة بتحقيق نجاحهم الدراسي. ولتحطيم جدار الألم ومن باب التشجيع والتفاؤل لا المقارنة أقول للطالب الذي لم يحالفه الحظ بالنجاح نعم, لقد أخفق توماس أديسون مخترع المصباح الكهربائي (10,000) مرة في تجاربه لاختراع المصباح ولم ييئس بل الغريب في الأمر أن الصحف آنذاك اتهمت أديسون بأنه رجل مجنون وأنه يبدد وقته وحياته من أجل حلم لن يتحقق والطريف في الأمر أن أحد الصحفيين قابل أديسون بعد المحاولة (500) وقال له أديسون رغم كل هذه المحاولات الفاشلة إلا أنني لم أخفق بعد. الثانوية العامة ليست اختراعاً وما يلزم طلابنا المزيد من التركيز والاستثمار الأفضل للوقت للحصول على نتائج جيدة. |
|