تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


بوش و أولمرت يبحثان عن مخرج

البقعة الساخنة
الأحد 22/7/2007
أحمد ضوا

ماذا يجري في الكواليس?!

اميركا .. ادارة بوش التي تجاهلت عملية السلام طوال السنوات الماضية و تركت اسرائيل تصول و تجول تقترح مؤتمراً دوليا لبحث الوضع في الشرق الاوسط و تركز على المسار الفلسطيني..‏

اسرائيل التي رفضت مبادلة اسيرها لدى المقاومة الفلسطينية في غزة مقابل اسرى فلسطينيين تفرج عن مئات معظمهم انهى محكوميته لدعم عباس.‏

طوني بلير رئيس الوزراء البريطاني الاسبق يتحول بين ليلة و ضحاها من زعيم حرب لا تزال رحاها تدور في العراق و افغانستان الى مبعوث سلام !!!‏

كل هذه المعطيات تدعو للسؤال ماذا يجري في الكواليس الدولية و بالتحديدالاميركية - الاسرائيلية تجاه المنطقة بشكل عام و القضية الفلسطينية خاصة ..?‏

هل كل هذه الأمورمن قبيل ذر الغبار في العيون العربية كتقطيع الوقت و المساومة على ملفات اخرى تغرق فيها اميركا يوما بعد يوم أم ان الاعلان المتزامن لهذه المستجدات يخفي وراءه اخطاراً كبيرة على قضية الصراع العربي - الصهيوني و الحقوق العربية ..?!!‏

تعاطي الصحافة الاميركية مع مقترح المؤتمر الصهيوني الاميركي حول المنطقة على انه محاولة هروب جديدة لادارة بوش الى الامام لإشغال الرأي العام الدولي و الاميركي عما يجري في العراق و افغانستان فيه كل الصواب لجهة ما تريده هذه الادارة و لكن هنا السؤال الاهم , ماذا تريد اسرائيل التي رحبت هي الاولى بمقترح بوش و بنفس الوقت شككت بالنتائج المرجوة و خاصة فيما يتعلق بالقضايا المفصلية - الحدود , اللاجئين ,المستوطنات إذاَ لاميركا اهدافها ولاسرائيل مراميها و ما يسميه بعض الاسرائيليين ( بذخاً ) على السلطة الفلسطينية لا يمكن ان يكون دون مقابل تخطط له اسرائيل بشيء من الكتمان بعيداً عن أعين و آذان السلطة‏

البحث في التفاصيل يشير بوضوح الى ان الهدف الاسرائيلي يتركز في المرحلة الراهنة على عرقلة اي مفاوضات اسرائيلية فلسطينية تفضي الى البحث بالقضايا المفصلية الاساسية و ايضاً دفع الفلسطينيين الى مزيد من الاختلاف الداخلي و الانقسام وصولاً الى الحرب الاهلية و التي تستطيع اسرائيل من خلالها تغيير قواعد اللعبة و اظهار الشعب الفلسطيني امام الرأي العام على انه لا يستحق الدولة التي ينشدها.‏

أي ( بوش و اولمرت)‏

الادارة الاميركية و الحكومة الاسرائيلية / كلاهما في موقع المهزوم فالاولى تنتقل من فشل الى آخر في العراق و الثانية تلاحقها حرب تموز و يجمع الاثنين هدف واحد الا و هو ايجاد مخرج ينتشلهما على حساب امن و استقرار المنطقة و الحقوق العربية .‏

لن يصدق أحد ان بوش عزم على طرح موضوع المؤتمر الدولي قبل استشارة اسرائيل و, كذلك لن يصدق احد ان اسرائيل و اميركا غير متفقتين على الاهداف و النتائج و المخارج و لكن السؤال الذي يبقى مفتوحاً هل العرب بصورة الموقف الحقيقي .. ام انهم ككل مرة ينتقلون من مطب الى آخر ايضاً لتقطيع الوقت ?!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية