|
البقعة الساخنة اميركا .. ادارة بوش التي تجاهلت عملية السلام طوال السنوات الماضية و تركت اسرائيل تصول و تجول تقترح مؤتمراً دوليا لبحث الوضع في الشرق الاوسط و تركز على المسار الفلسطيني.. اسرائيل التي رفضت مبادلة اسيرها لدى المقاومة الفلسطينية في غزة مقابل اسرى فلسطينيين تفرج عن مئات معظمهم انهى محكوميته لدعم عباس. طوني بلير رئيس الوزراء البريطاني الاسبق يتحول بين ليلة و ضحاها من زعيم حرب لا تزال رحاها تدور في العراق و افغانستان الى مبعوث سلام !!! كل هذه المعطيات تدعو للسؤال ماذا يجري في الكواليس الدولية و بالتحديدالاميركية - الاسرائيلية تجاه المنطقة بشكل عام و القضية الفلسطينية خاصة ..? هل كل هذه الأمورمن قبيل ذر الغبار في العيون العربية كتقطيع الوقت و المساومة على ملفات اخرى تغرق فيها اميركا يوما بعد يوم أم ان الاعلان المتزامن لهذه المستجدات يخفي وراءه اخطاراً كبيرة على قضية الصراع العربي - الصهيوني و الحقوق العربية ..?!! تعاطي الصحافة الاميركية مع مقترح المؤتمر الصهيوني الاميركي حول المنطقة على انه محاولة هروب جديدة لادارة بوش الى الامام لإشغال الرأي العام الدولي و الاميركي عما يجري في العراق و افغانستان فيه كل الصواب لجهة ما تريده هذه الادارة و لكن هنا السؤال الاهم , ماذا تريد اسرائيل التي رحبت هي الاولى بمقترح بوش و بنفس الوقت شككت بالنتائج المرجوة و خاصة فيما يتعلق بالقضايا المفصلية - الحدود , اللاجئين ,المستوطنات إذاَ لاميركا اهدافها ولاسرائيل مراميها و ما يسميه بعض الاسرائيليين ( بذخاً ) على السلطة الفلسطينية لا يمكن ان يكون دون مقابل تخطط له اسرائيل بشيء من الكتمان بعيداً عن أعين و آذان السلطة البحث في التفاصيل يشير بوضوح الى ان الهدف الاسرائيلي يتركز في المرحلة الراهنة على عرقلة اي مفاوضات اسرائيلية فلسطينية تفضي الى البحث بالقضايا المفصلية الاساسية و ايضاً دفع الفلسطينيين الى مزيد من الاختلاف الداخلي و الانقسام وصولاً الى الحرب الاهلية و التي تستطيع اسرائيل من خلالها تغيير قواعد اللعبة و اظهار الشعب الفلسطيني امام الرأي العام على انه لا يستحق الدولة التي ينشدها. أي ( بوش و اولمرت) الادارة الاميركية و الحكومة الاسرائيلية / كلاهما في موقع المهزوم فالاولى تنتقل من فشل الى آخر في العراق و الثانية تلاحقها حرب تموز و يجمع الاثنين هدف واحد الا و هو ايجاد مخرج ينتشلهما على حساب امن و استقرار المنطقة و الحقوق العربية . لن يصدق أحد ان بوش عزم على طرح موضوع المؤتمر الدولي قبل استشارة اسرائيل و, كذلك لن يصدق احد ان اسرائيل و اميركا غير متفقتين على الاهداف و النتائج و المخارج و لكن السؤال الذي يبقى مفتوحاً هل العرب بصورة الموقف الحقيقي .. ام انهم ككل مرة ينتقلون من مطب الى آخر ايضاً لتقطيع الوقت ?! |
|