تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


واقـع النقـل الجمـاعـي

حديث الناس
الأربعاء 2/3/ 2005 م
هيثم عدره

إعادة الدور لشركة النقل الداخلي بتخديم بعض الخطوط هو مؤشر للقناعة بأهمية الحافلات الكبيرة في النقل داخل المدن,

وتلك الحالة بدأت منذ فترة بتخديم خطوط إضافية كخط الدوار الجنوبي وغيره, ولكن لا بد من القول: إنه يفترض الاستفادة من التجارب السابقة, فالحافلات القديمة لا تفي بالغرض لا من حيث الشكل ولا من حيث المضمون, وإذا كان استبدالها بالسرافيس لأغراض بيئية فلن تحل المشكلة والضغط المروري لن تتغير طبيعته عداك عن الضجيج الذي تسببه في حركتها, ما يستدعي تحديثها, وهذا ما نسمعه بين الفترة والأخرى عن النية بتحديثها.‏

التفكير الجدي بتفعيل وسائط النقل الجماعي له فوائد عديدة, فتباعد المسافات والسكن الذي بدأ يتمركز خارج المدن يستدعي وسائل الراحة والأمان ومحاولة تخديم جميع المناطق, وهذا لا يعني إلغاء دور القطاع الخاص بل يفترض أن يأخذ شكل التعاون والتنسيق والمكمل لدور شركة النقل الداخلي التي عليها أن تقدم النموذج الأفضل والأمثل من حيث الارتقاء بالأداء وتقديم الخدمات بالشكل اللائق للمواطنين, وهذا يتم من خلال المحاولة لتوحيد وسائط النقل الجماعي بين القطاع الخاص والعام, ليعكس ذلك مظهرا جماليا وحضاريا.‏

علينا أن نكون واقعيين.. حالة الضغط المروري لم تتغير وتيرتها ولن تتغير بإخراج السرافيس, لأن الحافلة الكبيرة تشكل عرقلة سير واضحة بسبب طبيعة الشوارع, وكنا تحدثنا مرارا أن الحافلات المتوسطة هي الحل الأسلم ريثما تتم إعادة تأهيل شوارعنا عبر سلسلة من الأنفاق والجسور, وهذا الأمر يحتاج إلى وقت ليس بالقصير.‏

ملاحظات كثيرة يراها من يتنقل في هذه الحافلات ابتداء من الضجيج الذي تصدره والناجم عن صوت المحرك وكأنك تتنقل بشاحنة محملة بالأثقال ناهيك عن مظاهر لا تراعي النظافة ووضع المقاعد ولا سيما الباصات التي زجت بالعمل قبل تأهيلها, إضافة إلى أنه عليك أن تتمتع بمهارات رياضية للنزول أو الصعود بسبب عدم التوقف الكامل وخصوصا في ذروة الازدحام, علاوة عن العبارات والأصوات التي تتعالى من الخلق لكي يتوقف السائق وليتم نزول الركاب حيث لا يمكنهم الوصول إلى الباب الأمامي.‏

الأمر الآخر أن السائق يظل متوقفا حتى يأخذ النقود ويعطي البطاقات ما يجعل رحلتك من العباسيين إلى مشفى المواساة مثلا تستغرق بحدود الساعة على أقل تقدير, وهذا يعني أنه عليك ألا تكون ملتزما بأي عمل لأن الذهاب والإياب يستهلك وقتك!?.‏

ما نريد قوله هو حل أعمق لمشكلة النقل الداخلي وذلك عبر تنوع الحافلات الكبيرة والمتوسطة والصغيرة وأن تكون حديثة لكي لا نناقش بعد فترة تأثير الضجيج الذي يعد أخطر من التلوث, ولا يمكن أن يكون للسائق بمثل هذه الحافلات عدة مهام فهو يقود ويحاسب ويراقب ويعطي توجيهاته بأن الحصالة لا تقطع وعليك أن تقطع البطاقة بيدك, ولا بد من توجيه سؤال حول طبيعة التأهيل التي تمت لهذه الحافلات والطريقة المعتمدة للمحافظة على آلية تجعل الجميع يدفع وفق ضوابط يفترض أن تكون تمت دراستها, والمستغرب أنه يتم الحديث دائما أنه علينا أن نتخلص من السيارات القديمة ونستخدم هذه الحافلات التي لا تصلح حتى للمناطق النائية?!.‏

ˆ‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية