تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


في ذكرى رفض السماح للأميركيين بالعبور إلى العراق ... حملة التضامن الشعبية التركية مع سورية تنطلق من أنقرة إلى حلب فدمشق ... تحذير من أي تدخل في شؤون (الجارة) و تأكيد دعمها في كل الظروف

سانا
عربي ودولي
الأربعاء 2/3/ 2005 م
في ذكرى رفض تركيا السماح للقوات الامريكية العبور الى العراق لغزوه

من اراضيها وفي وقفة تضامنية شعبية مع سورية بوجه التهديدات التي تتعرض لها ورفض تحويل سورية الى عراق جديد .. انطلقت ظهر امس من امام مكتب وكالة الانباء العربية السورية سانا في انقرة حملة التضامن الشعبية التركية مع سورية ضد الضغوط الامريكية والدولية متوجهة الى دمشق ثم الى حلب لتأكيد تضامن المثقفين والمنظمات المدنية التركية مع سورية في ظل الظروف التي تمر بها.‏

وقال البروفسور محمد بكار اوغلو المتحدث باسم جمعية مؤتمر الشرق المنظمة للحملة في حديث خاص لمراسل سانا ان الهدف من تنظيم هذه الحملة هو محاولة تشكيل جبهة ثقافية في المنطقة تضم المثقفين والصحفيين والكتاب لمواجهة الضغوط الخارجية ولكي نوضح للعالم ان الشعب التركي ضد التهديدات والضغوط الدولية وانه مع الشعب السوري بكل امكانياته.‏

وأضاف اوغلو ان البرلمان التركي رفض في الاول من اذار عام 2003 المذكرة التي قدمت له والتي كانت تطالب بالسماح للقوات الامريكية باستخدام الاراضي التركية في حربها ضد العراق والان نود ان نوجه رسالة للشعب السوري هي أننا معكم وسوف ندعمكم دائما وأننا ضد الضغوط والتهديدات الدولية .‏

الأتراك يواجهون النوايا الامريكية‏

بدورها قالت الكاتبة والباحثة الصحفية نوراي مرت ممثلة الجمعية فى حديث مماثل للمراسل ان الهدف من الحملة هو التأكيد على رفض الشعب التركي للنوايا الامريكية التدخل في شؤون المنطقة.‏

وأضافت مرت ان الرسالة التي توجهها الحملة هي ان أوضاع كل بلد في المنطقة تخصه هو وحده ولا يحق لاحد أو أي بلد آخر التدخل في شؤونه الداخلية تحت أي ذريعة لذلك لا نجد أي مبرر للضغوط التي تمارس ضد سورية.‏

وأوضحت ان المثقفين الاتراك يريدون أيضا من خلال هذه الحملة تشكيل جبهة تضامن مع زملائهم في الدول العربية والاسلامية خاصة الدولة الجارة سورية محذرة من المخططات الخارجية حيال سورية.‏

واكدت مرت ان هذه الحملة التي تأتي في ذكرى رفض دخول القوات الامريكية عبر تركيا الى العراق تمثل مهمة رمزية ترمي للتعبير عن استنكارنا لاستهداف الشعب السوري.‏

من جانبه قال هاكان تاكماز المتحدث باسم لجنة العدالة والسلام العولمي رئيس حزب الحرية والتضامن التركي ان جميع الاتراك يعارضون التهديدات الخارجية للجارة سورية مؤكدا تضامن الشعب التركي مع الشعب السوري وقال ان الشعب التركي سيدعم سورية في جميع الظروف لعدم تقديم أي تنازلات .‏

لا لعراق جديد‏

وقبل مغادرة المجموعة عقد المشاركون مؤتمرا صحفيا أكدوا فيه من جديد تضامنهم مع سورية في وجه التهديدات التي تتعرض لها واحتجاجهم على هذه التهديدات.‏

ودعوا جميع المعارضين للمخططات الخارجية الى الانضمام للحملة مؤكدين انه مع عدم تحرك الحكومات فانهم يريدون فعل ما يستطيعون لتأكيد رفضهم تحويل سورية أو أي مكان آخر في منطقة الشرق الاوسط الى عراق جديد.‏

وحمل المشاركون لافتات تطالب بالغاء الاتفاقيات التركية الامريكية الاسرائيلية وتؤكد انه لا يمكن ترسيخ الديمقراطية باستخدام السلاح وأخرى كتب عليها نحن مع كافة الشعوب المحبة للسلام ونرفض جميع أنواع التهديد والاحتلال.‏

نقلة في علاقات الجارين‏

ويشارك في الحملة التي نظمتها جمعية مؤتمر الشرق ولجنة العدالة والسلام العولمي نحو 60 شخصية من أعضاء الجمعية واللجنة ومنظمات مدنية وشخصيات اجتماعية وثقافية وصحفية وعدد من المفكرين والمثقفين الاتراك ومن عدد من الاحزاب ومن اتحاد نقابات الاطباء الاتراك.‏

واعتبر المراقبون ان هذه الحملة تمثل نقلة في العلاقات بين البلدين الجارين سورية وتركيا.‏

شارون يهرب إلى الوراء‏

من جانبها تابعت الصحافة العربية القاء الضوء على طبيعة التهديدات التي تتعرض لها سورية بسبب مواقفها العربية المشرفة فقالت صحيفة البيان الاماراتية امس ان التهديد بالعمل العسكري الذي اطلقه ارييل شارون رئيس الوزراء الاسرائيلي ضد سورية والمرفوض من اساسه يعكس الرغبة الحقيقية لشارون في اشعال فتيل التوتر في المنطقة.‏

واضافت الصحيفة في افتتاحيتها امس ان التهديد المذكور يثبت بما لا يدع مجالا للشك اصرار رئيس الوزراء الاسرائيلي على الهروب الى الوراء وعدم تنفيذ الالتزامات والاستحقاقات التي تفرضها عليه القرارات الدولية وضربه عرض الحائط بالجهود التي تبذل من اجل تحريك عملية السلام في الشرق الاوسط .‏

واكدت البيان ان شارون يبدو متوهما اذا ماتصور ان التهديدات بالعمل العسكري والعودة الى لغة الاغتيالات وتصفية المقاومين ستؤدي الى القبول بما يطرحه من طروحات لاتعيد الحقوق الى اصحابها ولاتنهي الاحتلال الاسرائيلي لجميع الاراضي العربية المحتلة.‏

وطالبت الصحيفة الاماراتية القوى الدولية الفاعلة في العالم بضرورة ممارسة كافة الضغوط على اسرائيل لارغامها على وقف ممارساتها العدوانية والانصياع الى متطلبات السلام العادل والشامل .‏

الضغوطات الأمريكية الإسرائيلية مؤامرة مشتركة‏

كما دانت صحيفتا شرق و رسالت الايرانيتان الضغوط والتهديدات التي تمارسها الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل ضد سورية ولبنان معتبرة ذلك تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية اللبنانية والسورية.‏

واكدت الصحيفتان ان هذه الضغوط والتهديدات تأتي في اطار مؤامرة امريكية اسرائيلية مشتركة للتدخل في شؤون المنطقة بما يخدم المصالح الامريكية والاسرائيلية واضعاف القوى المعارضة لاسرائيل .‏

ادانة الاتهامات الاسرائيلية لسورية‏

وفي القاهرة دانت صحيفة الجمهورية المصرية في تعليق لها امس اتهام اسرائيل لسورية بالمسؤولية عن العملية الاخيرة التي وقعت في اسرائيل مؤكدة ان ذلك الاتهام الباطل يشكل دليلا جديدا على انغماس اسرائيل في الازمة الراهنة على الساحة اللبنانية.‏

بدورها دعت صحيفة الاخبار المصرية الشعب اللبناني الى التعامل بحكمة وباعلى درجات الحيطة والحذر مع الوضع القائم في اعقاب اغتيال رفيق الحريري وتفويت الفرصة على من يريد زيادة الضغوط على سورية وزعزعة امن واستقرار لبنان.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية