تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


منتخب الشباب بكرة القدم .. حلم يجب ألا يضيع

رياضة
الأربعاء 2/3/ 2005 م
غانم محمد

من اللحظات الكروية المفرحة خلال العام الفائت كانت لحظة تأهل منتخبنا الشاب الى نهائيات كأس العالم للشباب والتي تستضيفها هولندا في حزيران القادم.

منتخبنا الشاب اخترق (جدار الصمت) والامكانيات المتواضعة التي وضعت تحت تصرفه, وذهب أبعد بكثير مما كنا ننتظره منه بفضل جد واجتهاد كادره التدريبي المؤلف من كيفورك مرديكيان- محمود فيوض ومالك شكوحي, وحماس واندفاع لاعبيه الموهوبين, وحتى لا تتسرب تلك من بين اصابعنا وتبقى رحلتنا الى هولندا سياحية فقد سعى اتحاد كرة القدم لتأمين عدد من المباريات الودية لمنتخبنا, وسيلعب هذا المنتخب خلال آذار ونيسان وأيار ما مجموعه 10 مباريات مع منتخبات عربية وافريقية واوروبية وقد نشرنا المباريات التي سيلعبها في عدد الأمس.‏

يمكن اعتبار هذا البرنامج التحضيري جيدا وكافيا ومتنوعا من حيث عدد المباريات ومن حيث هوية الفرق التي سيلعب معها, وقد يزيد عدد هذه المباريات حسب نتائجنا في دورة التضامن الإسلامي, وقد ينجح اتحادنا الكروي بتوفير عدد من المباريات الأخرى كما أفادنا المهندس توفيق سرحان أمين سر الاتحاد (وزيادة الخير خير) ونتمنى أن يكتب النجاح لمساعي اتحاد كرة القدم في هذا الاطار. لكن هل تنسينا هذه المباريات ما سبقها من شبه شلل في اعداد هذا المنتخب وما يتضمن هذا الاعداد من عوامل ضعف ونواقص يمكن تداركها بقرارات جريئة وبالوقت المناسب.‏

اذا كان من واجب اتحاد كرة القدم أن يفكر بمصلحة الاندية التي تشارك بأنشطته ويعمل كل ما من أجله تفعيل حضور وتقوية المسابقات المحلية وتجيير كل الامور لمصلحة هذه المسابقات, فمن واجبه قبل ذلك أن يوفر هذه الظروف لمنتخباتنا الوطنية بالدرجة الأولى وعندما تتقاطع مصلحة الاندية مع مصلحة المنتخبات الوطنية فمن الطبيعي أن نميل لخيار المنتخبات, وعلى ضوء ما تقدم فمن الضروري تفريغ لاعبي المنتخب الوطني للشباب خلال الاشهر الثلاثة القادمة ليستطيع الجهاز الفني إقامة معسكرات طويلة الأمد ووضع لاعبي هذا المنتخب تحت الرقابة المباشرة من الكادر الطبي للمنتخب والاشراف على تغذية اللاعبين وكل ما يمكن أن يؤثر عليهم, بدل أن يجلس معظمهم على مقاعد الاحتياطيين في الاندية أو يتعرض بعضهم للاصابات كما حدث مع لاعب المنتخب عبد الفتاح الآغا الذي اصيب في مباراة فريقه الاتحاد مع أمية وستبعده هذه الاصابة لحوالى شهر عن التدريبات وسيحتاج بعدها الى وقت ليس بقصير للعودة الى مستواه الفني, والخوف ألا تتوقف الخسارة عند اللاعب عبد الفتاح الآغا لأن مباريات الدوري تميل الى الخشونة من مرحلة الى أخرى.‏

المعسكرات الحالية التي يقيمها منتخب الشباب ليست ملبية ويكاد يقتصر دورها على محاولة رفع اللياقة البدنية نتيجة قصر مدتها, وحرص اللاعبين على سلامتهم لضمان مشاركتهم مع أنديتهم بمباريات الدوري طمعا بمكافآت الفوز واستمرار الرواتب.‏

الجانب المالي مهم في هذه المعادلة, وعلى اتحاد كرة القدم أن يضمن تلبية هذا الجانب بأي شكل من الاشكال بمساعدة الاتحاد الرياضي العام والتنسيق مع الاندية بحيث تستمر رواتب اللاعبين بالاندية دعما من هذه الاندية بإعداد المنتخب, وأن تدفع لهم رواتب مجزية من الاتحاد الرياضي العام ولا بأس من اختراق حاجز الآلاف العشرة التي اعتادوا عليها.‏

تعزيز الثقة بالمدربين الحاليين للمنتخب مطلوبة, والاستماع الى همومهم ومطالبهم خير ما يفعله اتحاد الكرة في المرحلة الحالية مع أمنيات التوفيق بالنجاح لهذا المنتخب في اختباره العالمي القادم.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية