|
أضواء ويؤكد تقرير صدر عن مؤسسة بريطانية بارزة واستند إلى مقابلات مع قيادات حركة طالبان ومسؤولين غربيين وأفغان، وجود ممثلين عن الاستخبارات الباكستانية داخل طالبان، ما يعني تاليا أن ثمة دور فعال ومباشر لهذه الاستخبارات في العمليات التي ينفذها مقاتلو طالبان. ويرى التقرير ان المخابرات العسكرية الباكستانية لا تمول وتدرب مقاتلي طالبان في أفغانستان وحسب، لكنها ممثلة رسميا ايضا في مجلس قيادة الحركة ما يعطيها تأثيرا كبيرا على عملياتها. ويذهب التقرير الذي نشرته كلية الاقتصاد في لندن وهي مؤسسة بريطانية بارزة الى اعتبار أن دعم طالبان هو «السياسة الرسمية» لوكالة المخابرات العسكرية الباكستانية. وعلى الرغم من الاشتباه منذ فترة طويلة بوجود صلات بين المخابرات العسكرية والمسلحين فإن نتائج التقرير الذي قال ان اثنين من مسؤولي الامن الغربيين البارزين أيداه يمكن أن يثير مزيدا من المخاوف في الغرب بشأن التزام باكستان بالمساعدة في انهاء الحرب بأفغانستان. ومن جانبه، يروج تقرير مجموعة الأبحاث الأمريكية «راند كوربوريشن» لمزاعم مماثلة بشأن قيام عناصر الاستخبارات الباكستانية والقوات شبه العسكرية في باكستان بمساعدة حركة طالبان من خلال التدريبات ومدها بالمعلومات عن تحركات قوات الاحتلال الأمريكية في أفغانستان. ويتهم التقرير كذلك دوائر في المخابرات الباكستانية وأجهزة حكومية أخرى بتقديم الدعم لطالبان ومقاتلين آخرين مناهضين لقوات الاحتلال الاجنبية وتوفر التدريب لهم في معسكرات داخل باكستان، إضافة إلى المعلومات الاستخباراتية والمعونات المالية. ويتحدث التقرير عن مسؤولين حاليين وسابقين في دائرة المخابرات الباكستانية والهيئة الحدودية التي تتولى الإشراف على القوة شبه العسكرية الباكستانية المنتشرة على طول الحدود الأفغانية يقدمون مساعدة مباشرة لمقاتلي طالبان تتضمن حتى توفير العناية الطبية للمقاتلين الذين يصابون خلال المعارك. وتأتي هذه التقارير لتغذي المزاعم التي تكررت مؤخرًا في بيانات قيادة الجيش الاميركي وبعض الجنرالات الأمريكيين، الذين زادوا من معدل تحذيراتهم من أن الملاجئ الآمنة للمسلحين في باكستان تهدد الاحتلال في أفغانستان. وادعى مسؤولون في منظمة حلف شمال الأطلسي الناتو أنهم وقفوا على عدة حالات شهدت قيام وكلاء الاستخبارات الباكستانيين بتقديم معلومات حساسة لطالبان ويحذرونها من المواقع التي تتمركز فيها القوات الأفغانية وقوات الاحتلال. من جانبها، نفت باكستان بغضب هذه المزاعم .وقال مسؤولون ان باكستان قتلت واعتقلت عددا من المسلحين اكثر من أي دولة اخرى، وانها تكبدت خسائر فادحة خلال الهجمات التي شنتها على هؤلاء المسلحين ووصفت مصادر دبلوماسية باكستانية التقرير البريطاني بالكاذب وبأنه «ساذج»، مشيرة الى أن قرار إجراء أي محادثات مع طالبان أمر يرجع للحكومة الباكستانية. كما نفى متحدث عسكري باكستاني الاتهامات التي أطلقتها مجموعة الأبحاث الأمريكية واعتبر أن هدفها هو تشويه سمعة القوات الباكستانية ضمن مؤامرة مدروسة لخلق سوء فهم بين الأطراف المتحالفة في الحملة الدولية ضد ما وصفه بالإرهاب . ويرى مراقبون أن الدور الباكستاني في افغانستان لا ينفصل عن التنافس الدائر بين الهند وباكستان منذ ستة عقود بعيد استقلال الدولتين عن بريطانيا عام 1947 ، والذي حول أفغانستان ذات الموقع الجغرافي المتميز الى أرض معركة بالوكالة ترى كل من نيودلهي واسلام اباد أن السيطرة عليها قضية هامة لتحقيق مصالح كل منهما. ولا شك أن وجود حكومة أفغانية مؤيدة لنيودلهي في كابول تعمل على تجديد العلاقات مع الهند الخصم اللدود لباكستان، أسهم في رفع حالة الطوارئ لدى إسلام آباد التي عادة ما تنظر إلى أفغانستان على أنها حديقتها الخلفية. و تبدو باكستان قلقة من النشاط الدبلوماسي الهندي في افغانستان ولاسيما إقامتها لأربع قنصليات هندية في مدن هيرات، وجلال أباد، وقندهار، ومزار الشريف –إضافة طبعًا إلى سفارة نيودلهي في كابول. وتعتقد إسلام آباد أن الهند تستخدم بعثاتها الدبلوماسية لإثارة الاضطرابات بالمناطق الحدودية لبلوشستان والمناطق القبلية وإقليم الحدود الشمالية الغربية، حتى إن بعض المسؤولين الباكستانيين اتهموا الهند بطباعة وترويج عملة باكستانية مزيفة، وتجنيد أفغان للقيام بأعمال سرية في باكستان. غير أن الهند تنفي كل هذه الاتهامات، مؤكدة أن الأمر يعود للحكومة في كابول بتقرير عدد البعثات الهندية معللة ذلك بأن تلك البعثات تعمل على تسهيل عمليات الإغاثة وإعادة الإعمار التي تقوم بها في الحكومة الافغانية . |
|