|
أضواء ولجنة التحقيق الاسرائيلية التي تبنتها الإدارة الأميركية، لاقت استنكاراً فلسطينياً ورفضاً تركياً، تقتصر مهمتها فقط على فحص الجوانب القانونية للاعتداء دون أن تملك أي صلاحيات أو تصدر أي توصيات،ودون أن تصل التحقيقات إلى جنود وضباط جيش الاحتلال. ويرأس اللجنة بحسب صحيفة«يديعوت أحرونوت» قاضي المحكمة العليا يعقوب تيركل وتضم خبيرا في القانون الدولي هو شتاي رو زين والرئيس السابق لما يسمى معهد الهندسة التطبيقية الاسرائيلي عاموس حورب . كما يشارك في المشاورات التي ستجريها اللجنة مراقبان اجنبيان هما رئيس وزراء ايرلندا الشمالية السابق وليام ديفد ترمبل وخبير القانون الدولي والنائب العسكري العام الكندي السابق الجنرال كين ووتكين. ورغم أن قرار حكومة الاحتلال بتشكيل هذه اللجنة أثارت انتقادات واسعة بشأن طبيعتها ،وكونها لجنة تدقيق وليست لجنة تحقيق، إلا أن واشنطن التي توافقت تماما مع حكومة الاحتلال حول صيغة اللجنة هروباً من الاحراج والضغوطات الدولية سارعت على الفور للترحيب بها واعتبارها خطوة إلى الأمام. وقال البيت الأبيض على لسان المتحدث باسمه روبرت غيبس إنه ينبغي إعطاء اسرائيل وقتاً كافيا لإنجاز العملية إلا أننا نتوقع أن يتم إنجاز تحقيقات اللجنة سريعاً وأن يتم بعد إنجاز التحقيقات إعلان نتائجها وعرضها أمام المجتمع الدولي على حد قوله . أما تركيا التي هددت بإعادة النظر في علاقاتها مع اسرائيل، فقد رفضت صيغة اللجنة واعتبرتها غير مؤهلة لإجراء تحقيق نزيه،وطالبت بلجنة تحقيق تحت اشراف الأمم المتحدة. وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو: ليست لدينا بتاتاً الثقة بأن اسرائيل التي ارتكبت مثل هذا الهجوم على قافلة مدنية في المياه الدولية ستجري تحقيقاً محايداً،مشيراً إلى أن أي تحقيق تجريه اسرائيل من طرف واحد لن يكون له أي قيمة في نظر تركيا . وجدد أوغلو إصرار تركيا على تشكيل لجنة تحقيق تحت الإشراف المباشر للأمم المتحدة، وتشارك فيه بلاده، لافتاً إلى أن تركيا تنتظر بفارغ الصبر أن تتخذ الأسرة الدولية اجراءات بطريقة موضوعية ، وقلل من الدور المحتمل للعضوين الأجنبيين المشاركين في اللجنة وقال إن مشاركتهما لا تمنح اللجنة طابعاً دولياً. وفيما شكك المقرر الخاص للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة ريتشارد فولك بمصداقية اللجنة ، اعتبر المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق أن اقتراح الأمين العام بان كي مون بإجراء تحقيق دولي له مصداقية في الهجوم الاسرائيلي على أسطول الحرية لا يتناقض مع تشكيل اسرائيل اللجنة ،مشيراًُ إلى أن الاقتراح لا يزال مطروحاً، في حين وصف وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ تشكيل اللجنة الاسرائيلية بأنه خطوة إيجابية ،لكنه قال إنه من المهم جداً أن يتم إجراء تحقيق نزيه ومستقل وشامل يمكن أن يحترمه المجتمع الدولي على حد تعبيره. أما الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة فوصفت الخطوة الاسرائيلية بأنها مسرحية سخيفة لن تنطلي على أحد. وقال عرفات ماضي رئيس الحملة: لا يمكن أن يكون الجلاد حاكماً في نفس الوقت ، وهذا بخلاف ما طالبت به الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي بضرورة تشكيل لجنة تحقيق دولية محايدة وشفافة للتحقيق فيما جرى من أحداث وقتل للمدنيين والأبرياء . فلسطينياً أكدت حركة المقاومة الوطنية الفلسطينية حماس على لسان المتحدث باسمها فوزي برهوم أن قرار تشكيل اللجنة هو إدانة ذاتية لحكومة الاحتلال وتهرب واضح من الضغط الدولي الذي يطالب بتشكيل لجنة دولية . من جانبها انتقدت حنين الزعبي عضو التجمع الوطني الديمقراطي في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 والتي كانت على متن أسطول الحرية قرار حكومة الاحتلال مؤكدة أن كل من شارك في أسطول الحرية لا يثق ولن يتعاون مع لجنة التحقيق الاسرائيلية ، والتي أعدت لإيجاد مبررات قانونية لما ارتكبه جيش الاحتلال من اعتداء ومخالفات قانونية وجرائم على أسطول الحرية. |
|