تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


جهود دولية لتجميل حصار غزة

أضواء
الخميس 17-6-2010م
عدنان علي

تكثفت الحركة الدولية هذا الأسبوع لإنقاذ إسرائيل من مأزق « الحصار الحالي غير المقبول» لقطاع غزة والعمل على إيجاد «آلية جديدة» لهذا الحصار وذلك بعد أن هزت عملية أسطول الحرية والمجزرة التي ارتكبتها إسرائيل بحق سفن الأسطول أركان الحصار الحالي.

وقد أعلنت الدول الأوروبية الاثنين الماضي أنها تريد تخفيف الحصار الإسرائيلي «غير المقبول» على غزة بشكل سريع، مبدية استعدادها للمساعدة على إقرار آلية جديدة لمراقبة البضائع المتوجهة إلى القطاع.‏

ودعا وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي خلال اجتماعهم في لوكسمبورغ إلى فتح معابر غزة لنقل كل البضائع التي يحتاج إليها السكان، وأبدى الاتحاد استعداده للاضطلاع بدور في تفتيش البضائع المتوجهة إلى غزة بحرا وبرا، وفقا لإجراءات يتم تحديدها.‏

وأعرب الموفد الخاص للجنة الرباعية الدولية حول الشرق الأوسط توني بلير الذي شارك في الاجتماع عن أمله بأن تخفف إسرائيل الحصار عن غزة خلال الأيام المقبلة .‏

والتقى بلير رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ثلاث مرات خلال الأيام العشرة الماضية ،وقال انه حصل على موافقة مبدئية من السلطات الإسرائيلية على «تليين الحصار» مشيرا إلى أن الإسرائيليين سيبقون على الحصار في ما يتعلق بالأسلحة والمعدات الحربية، لكنهم على استعداد للسماح بعبور البضائع الضرورية للحياة اليومية.‏

وطلب الأوروبيون من إسرائيل إصدار قائمة بالمنتجات التي تحظر إدخالها إلى غزة على أن تكون جميع المنتجات غير المدرجة على القائمة مسموحة.‏

ولفتت الممثلة العليا لسياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية كاثرين آشتون في مؤتمر صحفي عقب الاجتماع إلى أن (160) صنفا جديدا سيتم إدخالها إلى قطاع غزة خلال الأيام المقبلة معتبرة أن هذه الأصناف من شأنها إعادة الأوضاع إلى طبيعتها في قطاع غزة.‏

واستنادا إلى تقرير أصدرته المنظمة الإسرائيلية لحقوق الإنسان «جيشا» الأسبوع الماضي، فإن إسرائيل تسمح حاليا بدخول 97 سلعة فقط إلى قطاع غزة مقابل أكثر من أربعة آلاف قبل إحكام الحصار عام 2007، وتسمح بعبور ربع شاحنات البضائع التي كانت تسمح بعبورها من قبل.‏

وبموازاة مطالبته بتخفيف الحصار، شدد الاتحاد الأوروبي أيضا على ضرورة ضمان «امن إسرائيل». وأعرب بصورة خاصة عن «أسفه» لإطلاق صواريخ من قطاع غزة على إسرائيل ودعا إلى الإفراج «فورا ودون شرط» عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.‏

في الإطار ذاته، ذكرت صحيفة «هآرتس» أن إسرائيل تدرس حالياً فتح معابر تجارية جديدة مع قطاع غزة لإدخال البضائع وذلك في إطار تنسيق تجريه مع مصر والسلطة الفلسطينية بمشاركة الرباعية الدولية، مشيرة إلى إمكانية ضم قوة تابعة للسلطة الفلسطينية أو حتى قوى أجنبية لإدارة المعابر.‏

من جهته، نقل موقع «تيك ديبكا» التابع للاستخبارات الإسرائيلية عن مصادر استخبارية في واشنطن «إن قادة الحكومة الإسرائيلية يتجهون لرفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة بشكل نهائي مشيرا إلى أن معابر القطاع بما فيها البحر الأبيض المتوسط ستخضع لمراقبة قوات الناتو التابعة للاتحاد الأوروبي.‏

وأوضحت المصادر أن جيش الاحتلال وقواته البحرية ستقطع العلاقة بالكامل مع قطاع غزة، وأنها لن تعمل على اعتراض السفن القادمة إليه، وذلك ضمن المخطط المطروح لرفع الحصار.‏

وحسب الموقع فإن الأمم المتحدة ستتولى مسؤولية تفتيش السفن المتجهة نحو شواطئ غزة من خلال شركات أمنية بريطانية خاصة، والتي ستمنع تهريب السلاح والعبوات الناسفة إلى القطاع.‏

ويقضي المخطط بأن تتولى مصر تزويد القطاع باحتياجاته المختلفة على أن تنهي إسرائيل تدريجيا كل علاقة لها مع القطاع.‏

وكان الوزير الإسرائيلي يسرائيل كاتس، من حزب الليكود اقترح إغلاق جميع المعابر الحدودية بين إسرائيل وقطاع غزة بشكل كلي مع الإبقاء على معبر رفح مفتوحاً لنقل البضائع والمعونات.‏

غير أن مصادر إسرائيلية أشارت إلى أن القاهرة رفضت عرضا إسرائيليا بهذا المعنى مشددة على مسؤولية إسرائيل في حل القضية ومعتبرة الخطة محاولة إسرائيلية لرمي المشكلة إلى الجانب المصري .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية